عقد الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي اجتماعاً أمس مع مستشاريه في منزله المحاصر من ميليشيات جماعة «أنصار الله» حضره ممثل الحوثيين صالح الصماد، بينما أعلنت ثلاث محافظات جنوبية تضامنها مع الرئيس.

Ad

غداة سيطرة جماعة «أنصار الله» الحوثية على قصر الرئاسة اليمني في العاصمة صنعاء، التقى الرئيس عبدربه منصور هادي الذي يقبع تحت ضغط المسلحين الحوثيين الشيعة، أمس في منزله مع مستشاريه وبينهم ممثل عن الحوثيين.

وذكر مصدر رئاسي أن هادي التقى مستشاريه في منزله في شارع الستين بغرب صنعاء، وبينهم ممثل الحوثيين صالح الصماد، كما التقى عددا من شيوخ القبائل.

ويبدو هادي بذلك ممارساً لمهامه بالرغم من الوجود المسلح للحوثيين في محيط منزله، وعلى الرغم من سيطرتهم على المقر الرسمي لرئاسة الجمهورية.

بحاح يغادر

في غضون ذلك، سمح مسلحو الجماعة الحوثية الذين يحاصرون القصر الجمهوري الموجود في ميدان التحرير بوسط صنعاء منذ يومين لرئيس الوزراء خالد بحاح بمغادرته إلى مكان آمن، في حين نفى عضو المكتب السياسي لـ«أنصار الله» علي القحوم ما تردد عن سيطرة الحوثيين على مقر ألوية الصواريخ التابعة للجيش اليمني في العاصمة صنعاء، دون مقاومة من أفرادها.

حراسة حوثية

في هذه الأثناء، نفت مصادر حوثية أن تكون الجماعة التي تربطها صلات بإيران قامت بعزل الرئيس هادي من منصبه، معتبرة أنها «تتولى حراسة منزله فقط».

ومنذ صباح أمس تولى مقاتلون حوثيون تدعمهم عربات مدرعة حراسة مقر إقامة الرئيس. وكانت مواقع الحراسة التي يشغلها حرس الرئاسة خالية في البداية، لكن ظهر في وقت لاحق عدد صغير من الحراس وسمح لهم بشغل مواقع.

وقال العضو بالمكتب السياسي للحوثيين محمد البخيتي لـ«رويترز» إن «الرئيس هادي مازال في منزله ولا توجد مشكلة ويمكنه أن يغادره».

إلى ذلك، رأى مراقبون أن «أنصار الله» فضلت الإبقاء على الرئيس الضعيف تحت رحمتها بدلا من تحمل أعباء الاستيلاء على السلطة بعد أن أدت الهزيمة التي ألحقتها بحرس الرئاسة في معارك بالأسلحة والمدفعية في الأيام الأخيرة إلى تزايد الفوضى في بلد تنفذ فيه الولايات المتحدة ضربات بطائرات بدون طيار ضد واحد من أقوى أجنحة تنظيم «القاعدة».

تهديدات

وبعد اشتباكات عند مكتب الرئيس ومنزله أمس الأول هدد زعيم الحوثيين باتخاذ مزيد من «الإجراءات» إذا لم يذعن هادي لمطلبه بإجراء تغييرات دستورية تمنح الحوثيين المزيد من السلطة.

وفي خطابه الذي بثه التلفزيون على الهواء حث الحوثي هادي أيضا على عدم الإصغاء للنصائح الخارجية التي قال إنها ستؤدي إلى تقسيم اليمن إلى ستة أقاليم.

وقال الحوثي «هذا التحرك جاد نحن مصرون وعازمون، ولن نتردد أبدا في أن نفرض أي إجراءات ضرورية لتنفيذ اتفاقية السلام والشراكة». ويعطي هذا الاتفاق لجماعة الحوثيين دورا في المؤسسات العسكرية والمدنية.

ولم تترك كلمة عبدالملك مجالا يذكر للشك في أن حركته تسيطر فعليا على البلاد. وأشارت صحيفة «المصدر» اليمنية إليه على أنه «رئيس الرئيس».

تضامن جنوبي

من جهة أخرى، أعلنت السلطات الأمنية في ثلاث محافظات يمنية جنوبية أمس، إغلاق منافذها البحرية والجوية تضامنا مع الرئيس.

وقال بيان للجنة الأمنية في محافظات عدن ولحج وأبين الجنوبية: «تم اتخاذ قرار بإغلاق المنافذ البحرية والجوية إلى أجل غير مسمى تضامنا مع رئيس الجمهورية»، معتبرا أن «ما حدث في صنعاء «انقلاب على شخص الرئيس وعلى العملية السياسية برمتها».

قلق عربي

في موازاة ذلك، حذّر الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي من المخاطر الناجمة عن استمرار القتال حول مقر رئاسة الجمهورية اليمنية ومحاصرته من قبل «أنصار الله»، داعيا، جميع الأطراف إلى احترام السلطات الشرعية، ومُعرباً عن استنكاره الشديد لتلك الأعمال العدائية التي تحاول فرض إرادتها بقوة السلاح على الشعب اليمني ومؤسساته الدستورية.

في السياق، قال رئيس مجلس الشورى الإسلامي (البرلمان الإيراني) علي لاريجاني إن «الحوار السياسي هو الطريق الوحيد لحل قضايا اليمن وإزالة سوء الفهم بين المجموعات السياسية فيه»، مؤكداً «دعم إيران الدائم لإرساء السلام في المنطقة».

وذكرت وكالة أنباء «فارس» الإيرانية أن لاريجاني أعرب خلال لقائه مع نائب رئيس البرلمان اليمني على هامش المؤتمر العاشر لاتحاد برلمانات الدول الإسلامية المنعقد في اسطنبول عن أمله بحل «قضايا اليمن الداخلية على وجه السرعة»، وقال: «إيران تسعى دوما لإرساء الاستقرار في جميع الدول وستستخدم كل طاقاتها في قضية اليمن لتحقيق السلام الدائم».

(صنعاء، عدن - أ ف ب،

د ب أ، رويترز)