في مسعى إلى احتواء أزمة جديدة ظهرت على الساحة السياسية العراقية بعد اتهام ميليشيات شيعية بالوقوف وراء حادثة الاعتداء على النائب السني زيد الجنابي وقتل عمه الشيخ قاسم سويدان الجنابي شيخ أحد القبائل السنية في الأنبار، التقى رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي أقطاب الكتل السنية لنزع فتيل الأزمة، ومحاولة الحفاظ على الحد الأدنى من التضامن داخل الحكومة ومجلس النواب.

Ad

أكد رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي مساء أمس الأول، أن الحكومة لن تسمح أن يكون السلاح بأيدي جماعات مسلحة وميليشيات خارج اطار الدولة، وتوعد بملاحقة المجرمين وتقديمهم للعدالة لينالوا جزاءهم العادل.

وقال العبادي في بيان صدر عقب لقائه رئيس مجلس النواب سليم الجبوري ونائب رئيس الجمهورية أسامة النجيفي ونائب رئيس الوزراء صالح المطلك، إن "الحكومة وضمن توجهها لن تسمح بأن يكون السلاح بأيدي جماعات مسلحة وميليشيات خارج إطار الدولة"، لافتا الى أن "هذا ما تم تأكيده مرارا وأكدت عليه المرجعية الدينية الرشيدة".

وشدد بالقول، "إننا عازمون على ملاحقة الجناة والمجرمين وتقديمهم للعدالة لينالوا جزاءهم العادل".

وجرى خلال اللقاء بحث تطورات الأوضاع السياسية والأمنية التي يشهدها البلد، فضلا عن تنفيذ البرنامج الحكومي، واتفق الحاضرون على أهمية ترسيخ الوحدة الوطنية ونبذ التفرقة المذهبية والوقوف صفا واحدا بوجه من يريد الإيقاع بين أبناء الوطن الواحد.

وفي السياق، شدد العبادي في وقت سابق من أمس، على ضرورة حصر السلاح بيد الدولة.

وأضاف العبادي خلال مؤتمر صحافي عقده في بغداد، "إننا لن نسمح لأي مجاميع مسلحة أو ميليشيات بيدها السلاح إلا داخل اطار الدولة".

الأكراد

على صعيد آخر، أكد رئيس الوزراء حيد العبادي أمس، أن الحكومة وضعت ضمن برنامجها الحكومي حل الاشكالات مع الإقليم وهي ملتزمة بها.

وقال العبادي في بيان صدر على هامش لقائه رئيس حكومة إقليم كردستان العراق نيجيرفان البرزاني والوفد المرافق له، إن "البلد يواجه العديد من التحديات منها ما يتعلق بالجانب الاقتصادي بسبب انخفاض أسعار النفط وتأثيرها على الموازنة المالية بالإضافة الى التحدي الأمني المتمثل بخطر تنظيم داعش الإرهابي"، مضيفا أن "الحكومة وضعت ضمن برنامجها الحكومي حل الاشكالات مع الإقليم ضمن الدستور والقانون ونحن ملتزمون بهذا الأمر".

وشدد على ضرورة "الالتزام المتبادل بما يتم الاتفاق عليه".

وأكد أن "مصلحة البلد تتطلب تضافر الجهود من أجل تحرير الموصل وبقية المناطق، وهو ما يتطلب التنسيق بين المركز والإقليم حول هذا الأمر"، مشددا على ضرورة "توحد قواتنا وتنسيق موقفها من أجل دحر العدو".

من جانبه، أكد البرزاني خلال البيان، "حرص الإقليم في التواصل مع الحكومة الاتحادية لحل الاشكالات العالقة والعمل بشكل مشترك لتحرير الموصل والمناطق الأخرى من تنظيم داعش الإرهابي".

جيش الأنبار

الى ذلك، أعلن مجلس محافظة الأنبار أمس، عزمه تشكيل فرقة عسكرية تضم 10 آلاف مقاتل من أبناء عشائر المحافظة للانخراط في الجيش.

وقال رئيس المجلس صباح كرحوت، إن "مجلس محافظة الأنبار عقد اجتماعاً مع شيوخ عشائر المحافظة بحضور محافظ الأنبار صهيب الراوي، للتباحث بشأن الأزمة الحالية التي تمر بها المحافظة وايجاد الآليات والوسائل المتاحة لإنقاذ الأنبار".

وأضاف كرحوت أن "الاجتماع خرج بعدد من النقاط أهمها تشكيل فرقة عسكرية تضم 10 آلاف مقاتل من أبناء العشائر على أن تقوم كل عشيرة باقتراح 500 شخص من أبنائها كمتطوعين"، مبيناً أن "هذه الفرقة سيتم ضمها إلى الجيش ومن الممكن أن تكون نواة للحرس الوطني مستقبلا".

وطالب بـ"تدريب وتسليح وتجهيز هذه الفرقة العسكرية لغرض بدء عملية كبرى لتحرير الأنبار من سيطرة تنظيم داعش الإرهابي"، مشيرا إلى أن "الوضع الأمني والإنساني في الأنبار لا يحتمل أكثر من هذا".

ناحية البغدادي

إلى ذلك، كشف قائد شرطة ناحية البغدادي في محافظة الأنبار قاسم العبيدي أمس، أن تنظيم "داعش" لايزال يحاصر المجمع السكني في الناحية.

وقال العبيدي، إن "هذا المجمع يوجد فيه 1200 أسرة أي ما يقارب 6000 مدني"، مضيفا أن "أية تعزيزات عسكرية أو إنسانية لم تصل الى الناحية".

واستغاث العبيدي بالمرجعية الدينية ودول الأردن والإمارات ودول الخليج بـ"إرسال مساعدات إنسانية وغذائية الى الناحية وخاصة للمجمع السكني"، لافتا الى أن "الأسر في المجمع لا تمتلك الطعام والشراب منذ يومين".

وأكد أن "الوضع في البغدادي سيء جدا"، محذرا من "قيام داعش بإحراق جميع المنتسبين وأهالي المجمع السكني اذا استمر هذا الحال".

وطالب بـ"إرسال طيران حربي لفك الحصار عنهم ومواجهة داعش"، لافتا الى أن "هناك قناصين يمنعون الأسر من النزوح باتجاه قضاء حديثة".

(بغداد ــــــ أ ف ب، رويترز، د ب أ)

«تحرير الموصل» خلال أشهر

قال رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، إن القوات العراقية تستعد لشن هجوم لاستعادة مدينة الموصل الرئيسية شمال البلاد من تنظيم "داعش" في الأشهر القليلة القادمة، معربا عن أمله بأن يكون ذلك قبل نهاية العام.

وكان منسق الائتلاف الدولي ضد "داعش" تحدث عن عملية برية للجيش العراقي ضد التنظيم خلال اسابيع.

وفي مقابلة مع "بي بي سي"، أشار العبادي الى أن توقيت الهجوم يعتمد على "الوضع على الأرض"، وعلى "استعدادانا"، موضحا أن نجاح العملية سيعتمد أيضا على التنسيق الوثيق بين قوات الأمن العراقية والجيش الأميركي وقوات البيشمركة التركية.

وشدد على أن "الحكومة المركزية تنسق مع إقليم كردستان حتى تكون عملية تحرير الموصل مشتركة وعلى درجة عالية من التنسيق"، لافتا الى أن "الحكومة لا تريد أن يحدث نزاع على المناطق المحررة".

 وأكد في هذا السياق على أن "المناطق المحررة يجب أن تكون لأهل الموصل. لا نريد نحن كحكومة اتحادية ولا للبيشمركة أن يسيطروا بالحرب، فالمناطق المتنازع عليها يجب ان تحل بالدستور".

انضم آلاف المسيحيين العراقيين إلى ميليشيا خاصة حملت اسم «وحدات الحماية المسيحية في سهول نينوى» (إن بي يو)، وهي تعتبر الذراع العسكرية لحزب "الحركة الآشورية الديمقراطية" العراقي. وتطوع في صفوف الـ"ان بي يو" نحو٣٠٠٠ من الشباب المسيحيين الآشوريين، وكان هناك حوالي ٥٠٠ مجند آخرين خضعوا بالفعل لتدريبات. وانضم عشرات الآشوريين الذي يحملون جنسيات أجنبية إلى هذه الميليشيا، بالإضافة إلى متطوعين أجانب. وتتلقى الميليشيا أموالاً من الآشوريين المقيمين خارج العراق في دول كالولايات المتحدة وأستراليا والسويد، وهم يتلقون أيضاً تدريباً من شركة أمنية أميركية.

والصورة لمقاتلة أجنبية في محافظة دهوك أمس الأول (رويترز)