كشفت الأيام القليلة الماضية، منذ انطلاق الموسم الدراسي الجديد في الجامعات المصرية 11 أكتوبر الجاري، عن تقلص نفوذ جماعة «الإخوان» السياسي باستثناء الذراع الطلابية، التي عوَّلت عليها كثيراً، في إعادة الحشد مُجدداً ضد السلطة الحالية في البلاد، بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي.

Ad

وفي الأسبوع الأول للجامعات، أطلقت الجماعة طلابها في تظاهرات داخل عدة جامعات، ما اعتبره مراقبون الفرصة الأخيرة لبقاء التنظيم في «حالة تنفس»، بعد تقليم أظافره السياسية والعمالية والنقابية والنسائية.

في السياق، تباينت آراء المراقبين، حول وصف الحالة الراهنة للجماعة ما بين من اعتبرها «حالة إفلاس»، ومن قال إنها تعني انهيار قوة «تنظيم الإخوان»، لافتين إلى أن «قسم الطلاب»، هو أحد أهم شرايين الجماعة منذ تأسيسها، وأن تركيزها عليه «أمر طبيعي» في أوقات المحن.

من جانبه، قال أستاذ العلوم السياسية، أحمد عبدربه، إن الأحداث التي أعقبت «30 يونيو» تسببت في انهيار داخلي للجماعة، مشيراً إلى أن «الإخوان» اعتمدت منذ نشأتها على كوادرها القانونية والعمالية والنقابية، وليس الطلابية فقط، وأضاف: «نشاط الطلاب في الجماعة قد يعود بالنفع على الإخوان من خلال صقل خبرات الطلاب في العمل السياسي والميداني ليتولوا إعادة إحياء باقي أقسام الجماعة».

في المقابل، أكد عضو جماعة «الإخوان»، محمد السيسي، أن «نشاط الإخوان في الجامعات يعود إلى السنوات التي شهدت نشأة الجماعة»، قائلاً لـ»الجريدة» إن الاعتماد على الشباب «لا يعبر بالضرورة عن وفاة باقي الأذرع والأقسام وإن أصابها الوهن»، على حد وصفه، مشيراً إلى أن «الإخوان» لديها بدائل (منصة خارجية) ينطلقون منها في دول الخليج، وحشد من القانونيين والحقوقيين في مختلف عواصم العالم، وكتائب إلكترونية تدافع عن قرارات الجماعة.

ونفى السيسي، أن يمثل الطلاب «الفرصة الأخيرة» لإثبات استمرار قدرة «الإخوان» على الحشد والتواجد في المشهد، وقال إن «الإخوان» في أكثر مراحلها قوة وثباتاً كانت تستعين بالطلاب في نشاطات خيرية واجتماعية وسياسية، وطالما ظهر ذراع الجماعة في كل المراحل التاريخية حتى المشاركة في ثورة «25 يناير».