الكويت ليست ساحة إعدام وكراهية
في اعتقادي أن العنف في التشريع هو تخريب لصورة بلد صغير ومحدود التأثير في عالم غير مستقر، وما يجب أن يعيه أي مسؤول عن تشريع القوانين استيعاب أننا عضو في عالم تمثله منظومات دولية تسعى إلى خير البشرية.
أول العمود:وزيرة العمل تقول إن عام 2015 سيكون عام القضاء على تجارة الإقامات.
***للمجتمع الكويتي هوية ومواصفات تميز بها عبر تاريخه، بينها التسامح واحتضان المضطهدين لأسباب سياسية ودينية، وقد ساعدت هذه المواصفات على سرعة هضم كل التطورات السياسية والثقافية والحضارية الإقليمية والعالمية التي بدأت على حدود الدولة وشواطئها أواخر الخمسينيات، واشتدت في ستينيات القرن الماضي.ما يدفعني إلى هذا القول إصرار البعض على تشويه هوية المجتمع التي انسحبت على هوية الدولة لاحقاً، كونها دولة مسالمة، وترجمت هذه الهوية بصياغة دستور عصري عام 1962. والمشكلة هنا في محاولات تطويع مؤسسات الدولة لمثل هذه التوجهات الغريبة والمستهجنة؛ فقد لفت نظري إعلان توظيف خاص بوزارة الداخلية يشترط للتعيين أن يكون المتقدم مسلماً، ومحاولات بعض المشرّعين فرض عقوبة الإعدام على من يتعرض للقضايا الدينية، وعقوبة مماثلة لتلويث البيئة، وإطلاق بعض مشايخ الدين فتاوى تحريضية تتزامن ومناسبة بهيجة لشريحة عريضة من المسيحيين في الكويت، مواطنين كانوا أم وافدين، وهي ميلاد المسيح.ليست هذه الروح الكويتية وتقاليدها التي انصهرت في منظومة أخلاقيات وسلوك متبادل إبان فترات العوز والفقر، واستمرت بعد ظهور النفط، لا يليق بسمعة الكويت مقاصل الإعدام ونشر الكراهية ضد غير المسلمين والوافدين وتغليظ العقوبات على أفعال معالجة قانوناً بالسجن مدداً محددة.في اعتقادي أن العنف في التشريع هو تخريب لصورة بلد صغير ومحدود التأثير في عالم غير مستقر، وما يجب أن يعيه أي مسؤول عن تشريع القوانين استيعاب أننا عضو في عالم تمثله منظومات دولية تسعى إلى خير البشرية (المنظمات الإغاثية منها والتنموية والتعليمية والصحية وغيرها).سرني ويسرني دوماً رؤية أعداد غفيرة يوم ميلاد المسيح حول الكنائس في مدينة الكويت، لأنه تجمع يعطي صورة رمزية جميلة لروح الكويت التي نتحدث عنها، ويجب ألا تبخل الدولة في تلبية مطالبهم المنطقية في التوسع المكاني ورعاية التجمع من الناحية الأمنية.أختم هنا بما ذكرته حول شرط الإسلام للتعيين في إدارة التحقيقات في وزارة الداخلية بالقول: إذا كنا قد وثقنا بتجنيس غير المسلم قبل الثمانينيات، وأصبح لدينا اليوم مجموعة من المواطنين الكويتيين المسيحيين، فكيف يمكن تفسير وضع هذا الشرط الذي يقف حائلاً للتوظيف في إدارة من إدارات الدولة؟ أرجو ألا أسمع الرد السطحي الذي يردده من يتصنعون حب الكويت بقولهم: "تدري... المكان حساس".