هل الشرطة في خدمة الشعب؟
![أ.د. غانم النجار](https://www.aljarida.com/uploads/authors/30_1682522974.jpg)
"كان بودي الاستمرار في عملي كمدير لشرطتكم الموقرة، بيد أن اختلافي مع سموكم في مسائل تتعلق بمستقبل الشعب وبحريته وكرامته... لهذا أرجو قبول استقالتي والله يحفظكم"، وقد تضامن معه بعض الشباب الكويتي في سلك الشرطة وقدموا استقالاتهم. لم يتمكن أحد، على الرغم من الاستقالة المدوية في ذاك الوقت، من أن يشكك في وطنية وإخلاص جاسم القطامي، فما إن استقلت الكويت سنة 1961 وجدنا الشيخ عبدالله السالم يكلفه بتأسيس وزارة الخارجية، وصار أول وكيل لتلك الوزارة التي لعبت دوراً أساسياً في تثبيت استقلال الكويت في الجامعة العربية والأمم المتحدة لاحقاً.الأمن لا يتحقق عن طريق كلمات وتهديد أناس مسالمين على شاكلة "اصكج على راسج"، كما حدث مساء الاثنين، الذي يوضح أن الشرطة لم تعد في خدمة الشعب، بل في خدمة السلطة، وشتان بين أن يتحقق الأمن عن طريق خدمة الناس أو التعدي عليهم لفظياً وجسدياً.بوجود شخصيات من نوع جاسم القطامي، وهم كثر، ومنهم من رحل أو من لا يزال بيننا، تصبح الكويت "غير"، ومتميزة، وبدونهم تصبح البلاد عادية جداً.