بدون مواربة ولا لفٍّ ولا دوران فإن الذين وصفوا الغارات الجوية المصرية على مراكز "داعش" في ليبيا، بعد مذبحة العمال المصريين التي تجاوزت كل الحدود في بشاعتها، بأنها "عدوان مصري آثم" لا يمكن إلا اعتبارهم أكثر إرهابية من كل التنظيمات الإرهابية، فهم ليسوا مجرد خلايا نائمة، وإنما إرهابيون مكشوفون ومعروفون، وعلى "عينك يا تاجر".

Ad

ابحث عن السبب أقول لك من المسؤول، فالمعروف أن الإخوان المسلمين قد بادروا، إضافة إلى فتح جبهة سيناء، إلى تحويل ليبيا كقاعدة خلفية للإرهاب ضد مصر، بقي الشيخ يوسف القرضاوي لا يبخل عليها بـ"الفتاوى" النارية المتلاحقة.

عندما يصف المجلس الوطني الليبي، ومعه الحكومة غير المعترف بها، الرد المصري على مجزرة الـ21 مصرياً بأنه عدوان مصري آثم فإن هذا في حقيقة الأمر هو رأي الإخوان المسلمين، لأن هذه الحكومة هي حكومتهم، وهذا يثبت أن "داعش" هو الجناح العسكري لهؤلاء، وأنه الأداة التي لم يتوقف عن "التغريد" لها الشيخ يوسف القرضاوي.

كان "إخوان" الأردن قد رفضوا إدانة "داعش" بصراحة، بعد جريمة حرق الطيار الأردني معاذ الكساسبة، وبقوا يلفون ويدورون ويتلعثمون بالكلام حمّال الأوجه كإدانة "الإرهاب" فقط بدون تحديد وذكر أسماء، وإدانة "الإعدام والقتل بهذه الطريقة... أي الحرق"، وهنا فإن قول الحقيقة يقضي الاعتراف بأن بعضهم، بعض أعضاء مجلس الشورى تحديداً، أعلن وبكل صراحة أن هذا التنظيم مجرم وإرهابي، وأن اغتيال هذا الطيار جريمة في وضح النهار، وأن الإسلام بريء من هؤلاء براءة الذئب من دم ابن يعقوب.

لقد استغرب البعض من أن تعتبر مصر الإخوان المسلمين تنظيماً إرهابياً مطلوباً للعدالة، وقد تبعتها في هذا بعض الدول العربية، من بينها السعودية والإمارات، بينما انتفضت بعض الدوائر الغربية، الأوروبية والأميركية تحديداً، لتدين وتندد وتذرف دموع التماسيح على "الحريات العامة" المصرية المنتهكة، مما ينطبق عليه قول الشاعر أديب اسحق:

قتل امرئ في غابة جريمة لا تغتفر

وقتل شعب آمن مسألة فيها نظر

الآن اتضح وبدون حاجة لأي براهين أو أدلة أن هناك حلفين في هذه المنطقة: حلف "داعش" الذي يضم الإخوان المسلمين كلهم، باستثناء الفرع السوري، والحلف المقاوم للإرهاب الذي يضم غالبية الدول العربية، إنْ لم يكن كلها، وفي مقدمتها الأردن ومصر بالطبع، لاكتوائهما مباشرة بنيران هذا الإرهاب.