المزيد من العلم التعيس
![بروجيكت سنديكيت](https://www.aljarida.com/uploads/authors/176_1682431716.jpg)
ثم أدلى كينيث روغوف بدلوه في المشاحنة بالتعليق على ورقة كروغمان، فمن منظور روغوف كان ما وصفه كروغمان بالعودة طويلة الأجل إلى "اقتصاد الكساد" حالة مؤقتة ناجمة عن الإخفاق في التنظيم على النحو اللائق والحد من تراكم الدين، وقد انتهت هذه الظاهرة، التي حددها بوصفها سبباً للاضطرابات الاقتصادية، إلى الكارثة حتما، ولم يكن من الممكن حلها إلا من خلال عملية تقليص الديون المؤلمة والابتداع في شطب الديون قسراً من الحكومة.كما ساهم اقتصاديون آخرون بارزون- بما في ذلك جوزيف ستيغليتز، وبن برنانكي، ومارتن فيلدشتاين- في المناقشة، ولكنهم في الأغلب لم يسجلوا مواقفهم الخاصة بقدر ما راقبوا، وقد كتبوا أحياناً وكأنهم يعتقدون أن سنوات المجد التي أعقبت الحرب لم تنته قط، وفي أحيان أخرى كانوا يسوقون حججاً تردد صدى آراء كروغمان، وسامرز، وروغوف.واليوم، نشأت درجة من الإجماع، فلم يعد هناك فائدة كبيرة من التساؤل حول ما إذا كانت أيام المجد قد ولت، فالنماذج والأساليب التي تم تطويرها لفهم دورة الأعمال في فترة ما بعد الحرب وانحيازها تجاه التضخم المعتدل غير مجدية على الإطلاق اليوم، ويعكس الخلاف بين خبراء الاقتصاد اليوم مواقف مختلفة، وليس كثيراً بشأن حالة الاقتصاد، بل حول ما إذا كانت سياسة الاقتصاد الكلي قادرة على توفير العلاج الفعّال. وقد هجر سامرز بدرجة ما اعتقاده بأن البنوك المركزية تستطيع أن تحاول، أو ربما ينبغي لها حتى أن تحاول، منع عودة اقتصاد الكساد، وربما كانت البنوك المركزية قادرة على تحقيق المثال التكنوقراطي لإدارة دورة الأعمال في الاقتصاد الكلي الذي تمناه سامرز في عام 1991، ولكنها فشلت في القيام بذلك، ويبدو أن قِلة من البنوك المركزية لديها أفكار جيدة في ما يتعلق بالتغيرات المؤسسية القادرة الكفيلة بتعزيز قدرتها على إنجاز المهمة.من منظور سامرز، والذي اتفق معه، يتعين على الحكومات أن تتحمل قدراً أكبر من المسؤولية عن تحمل المخاطر، والتخطيط الطويل الأمد، والاستثمار، والواقع أن الحكومات المحظوظة بالقدر الكافي لإصدار العملات الاحتياطية العالمية قادرة على تولي هذا الدور من دون إثقال كاهل دافعي الضرائب في المستقبل بأعباء الدين المفرطة.ولكن رغم أن سامرز وكروغمان يعتقدان الآن أن السياسات المالية الأكثر توسعا من الممكن أن تحقق قدراً كبير من الخير، فإن روغوف يظل متمسكاً بموقفه الذي أسس لفِكره منذ عام 1998 على الأقل: وهو أن الأداء الناجح في الاقتصاد الكلي يتطلب تنظيم التمويل، والحد من تراكم الديون أثناء فترات الرواج والازدهار. ومحاولة علاج أعباء الديون الخاصة بإصدار كميات ضخمة من الديون الحكومية "الآمنة" أمر بالغ الخطورة، ففي نهاية المطاف، عندما تم إصدار الدين الخاص، كان هو أيضاً يعتبر آمنا.أياً كانت السياسات- الكلية أو الجزئية- التي ستثبت أنها أكثر نجاحاً في معالجة مشاكل اليوم الاقتصادية، فهناك أمر واحد أصبح شديد الوضوح: لم يعد التفاؤل متماشياً مع الموضة.* جايمس برادفورد ديلونغ | James Bradford DeLong، مساعد وزير الخزانة الأسبق في الولايات المتحدة، وأستاذ الاقتصاد في جامعة كاليفورنيا في بيركلي، وباحث مشارك لدى المكتب الوطني للبحوث الاقتصادية.«بروجيكت سنديكيت، 2017» بالاتفاق مع «الجريدة»