لاحت بوادر أزمة قبطية جديدة في صعيد مصر، بعدما هدد نحو ثلاثة آلاف مسيحي، يقطنون قرية صغيرة، تبعد 40 كيلومترا عن محافظة سوهاج (صعيد مصر)، بمغادرة القرية لعدم وجود كنيسة يؤدون فيها صلواتهم وطقوسهم الدينية، رغم حصولهم على قرار ببنائها منذ 42 عاما، لكنه لم يدخل حيز التنفيذ حتى الآن.

Ad

وتعد كنيسة «الأنبا شنودة» في مدينة طهطا أقرب دار عبادة لأهالي قرية رزق شنودة، حيث يقطعون مسافة تقدر بنحو 5 كيلومترات سيرا على الأقدام للوصول إليها، ما دفع مجموعة أخرى للصلاة في أحد بيوت الوقف التابعة للكنيسة، وهو ما رفضه إسلاميون متشددون في القرية، بحسب رواية أحد الاقباط.

ولخص أحد شباب النجع مأساة المسيحيين هناك في رفض متشددين إسلاميين السماح لهم ببناء كنيسة، رغم ان ذلك يعد من أبسط حقوق مسيحيي القرية المسلوبة، الذين يشكلون أغلبية سكانها.

وقال الشاب المسيحي، الذي طلب عدم ذكر اسمه، لـ»الجريدة»، إن «الأزمة بدأت بعدما قرر مسيحيو القرية ترميم بيت من بين ثلاثة بيوت من أوقاف الكنيسة، ليصبح مقرا للعبادة، بعد تعرضه للتصدع جراء سقوط الأمطار، خاصة ان أقرب كنيسة للقرية، وهي كنيسة الأنبا شنودة، تبعد عنهم نحو خمسة كيلومترات، ولا توجد وسيلة نقل تسمح بوصولهم إليها، ما يمثل إرهاقا كبيرا لهم».

وتابع الشاب بنبرة يكسوها الحزن: «لدينا موافقات على بناء كنيسة في قريتنا منذ عام 1972 لكن دون جدوى»، مضيفا: «حينما قررنا الاكتفاء بعملية ترميم البيت الموقوف للكنيسة بعد تهالكه رفض ذلك إسلاميون متشددون ظنا أننا سنشيد كنيسة جديدة، على مرأى ومسمع من قوات الشرطة»، ملوحا باحتمالية اتخاذ أهالي القرية، الذين يقدر عددهم بنحو 3 آلاف قبطي، قرارا بهجرة القرية بسبب اضطهادهم.

وبينما يسعى ائتلاف أقباط سوهاج حاليا إلى الحصول على موافقات الجهات المعنية لتحديد مقابلة مع الرئيس عبدالفتاح السيسي، لعرض ملف أقباط القرية ومسيحيي سوهاج عموما، انتقد رئيس منظمة الاتحاد المصري لحقوق الإنسان نجيب جبرائيل ما وصفه بتواطؤ وزارة الداخلية في عدم حماية مسيحيي قرية رزق شنودة.

وقال جبرائيل، لـ»الجريدة»، «بناء مبنى كنسي هو أبسط حقوق الأقباط»، بينما اعتبر المفكر القبطي جمال أسعد أن مشكلة القرية امتداد لمشكلة بناء الكنائس في مصر.