برحيل عام 2014، يفترض أن تنتهي "لعبة الكراسي" الموسيقية بين أعضاء جماعة "الإخوان"، المصنفة إرهابية في مصر، وفلول الحزب الوطني "المنحل"، فقد تمت تبرئة كل من الرئيس الأسبق حسني مبارك ونجليه علاء وجمال، ووزير داخليته حبيب العادلي و6 من معاونيه، في قضايا قتل متظاهرين في التحرير، إبان ثورة يناير 2011، بينما شغل قادة "الإخوان" أماكنهم في السجون.

Ad

براءة نظام مبارك من قتل المتظاهرين، امتدت إلى عدد آخر من رموز حكمه، فقد خرج أمين التنظيم في الحزب الوطني أحمد عز، كما خرج رئيس الوزراء الأسبق أحمد نظيف، وباتت الانتخابات البرلمانية بمنزلة باب ملكي لـ"الفلول"، من أجل العودة إلى الحياة السياسية التي خرجوا منها عقب تولي "الإخوان" السلطة 2012.

وبعد شهور من امتلاء السجون برموز "الحزب الوطني"، دخل أغلب قادة "الإخوان" الزنازين، قرابة 2000 من قيادات الجماعة متهمين في قضايا قتل وتحريض وعنف، وعلى رأسهم الرئيس المعزول محمد مرسي، والمرشد العام محمد بديع، ونائبه خيرت الشاطر، ورمزا حزب الحرية والعدالة محمد البلتاجي وسعد الكتاتني.

وقال القيادي الإخواني المنشق خالد الزعفراني: "أعتبر لعبة الكراسي الموسيقية هذه هي ملخص العمل في السياسة، حيث كل يوم بحال، فخرج رموز مبارك من ليمان طره ووادي النطرون وأبوزعبل والعقرب، ليدخل رموز الإخوان نفس السجون".

ورغم نجاة عدد من قادة الإخوان من الزنازين، لكنهم اضطروا للهرب إلى الخارج، خصوصا إلى قطر وتركيا، خلال 2014، في ظل مطالبات مصرية رسمية للإنتربول الدولي بتسليمهم، في الوقت الذي تفتح عدة دول خليجية بابها لعدد محدود من رموز نظام الرئيس الأسبق حسني مبارك، وعلى رأسهم الفريق أحمد شفيق، آخر رئيس وزراء في عهده، من دون مضايقات.

ميدانيا، وبينما يتأهب فلول الوطني "المنحل" لاقتناص مقاعد كثيرة في البرلمان المقبل، بقي من الإخوان في مصر قليلون جدا خارج السجون، وشهد "تحالف دعم الشرعية" المناصر لهم تفككا خلال نوفمبر الماضي، فقد انسحب منه حزب "الاستقلال" و"الجبهة السلفية" وعدة أحزاب إسلامية، في الوقت الذي رجح خبراء خروج الجماعة الإسلامية، مفسرين ذلك بالرغبة في المشاركة في البرلمان المقبل.