تؤكد هالة فاخر أنها لا تهتم بأن يعرف الجميع سنها، فلو أنها تخشى ذلك لما أدت دور الأم في أكثر من عمل، خصوصاً في فيلم «حين ميسرة» الذي أدت فيه دور أم  لشابين (عمرو سعد وخالد صالح)، مضيفة أن من تخشى هذا الأمر لن تجرؤ على أداء مثل هذه الأدوار التي تظهر الفنانة أكبر من سنها، موضحة أن بعض زملائها يعتبر أن مسألة العمر من أسرار الحياة الشخصية.

Ad

تضيف: «لا يريد البعض إقناع نفسه بسنه الحقيقية حتى لا يتأثر نفسياً، عندما يشعر بأن ملامح وجهه لم تعد مثلما كانت في السابق، أو خشية  انحسار الأضواء عنه، مع أن نجوماً كباراً لمعوا بعد تخطيهم سن الخمسين، فضلا عن أن ثمة فنانين تزداد شعبيتهم كلما تقدموا في السن، ويتألقون ويتعلق الجمهور بهم، لذا لا علاقة للسن بالنجومية وحب الجمهور.

سامح الصريطي الذي لمع نجمه وتعلق الجمهور به بعدما ابيضّ شعره، يؤكد أن الفنان الحقيقي لا  تهمه سنه، لأن المنتج الجيد الذي يقدمه هو الأهم، ويجلب له الاحترام، موضحاً أن ابتعاده عن الفن، خلال شبابه، كان بسبب وجود مسؤول كبير، كان يتحكم في سوق الدراما في الثمانينيات والتسعينيات، وعندما رحل هذا المسؤول عاد إلى فنه،  وقد عوضه الله تلك الفترة بالنجاح في أعماله التي قدمها في ما بعد، ما يؤكد صدق كلامه بأن الفنان الحقيقي ليس بسنه، بل بأدائه.

يضيف أن السينما والدراما اختلفتا عن ذي قبل ولم تعودا تعترفان بالسن، وأن النجومية الحقيقية لا ترتبط بشيء قدر ارتباطها بالأداء والمجهود والموهبة والعطاء الذي يقدمه الفنان الحقيقي، وأن البطولة لا تنحصر في الشباب، لكن ثمة مساحات لأصحاب الخبرات الذين لا تستغني عنهم الأعمال الفنية، بعدما صاروا جزءاً من المسلسلات والأفلام، مشيراً إلى أن الجمهور العادي يعرف الأعمار الحقيقية للنجوم من خلال مواقع الإنترنت.

الجمال والشباب

يرى الدكتور يحيى الرخاوي، أستاذ علم النفس، أن نجوم الفن والإعلام لا سيما النساء، يشعرن أن الجمال مرتبط بالسن الصغيرة، وإذا صارحن أنفسهن والمحيطين بهن بعمرهن الحقيقي فسيصبحن عجائز، ولن ينظر إليهن أحد ولن يؤدين دور البطولة، بالإضافة إلى الاعتقاد السائد والراسخ بأن الجمال مرتبط بالشباب.

يضيف أن النظرة المتخلفة للمرأة في عالمنا العربي، باعتبارها مجرد شكل جميل وجسم متناسق، من دون النظر إليها كإنسانة لها دورها المهم في المجتمع، تفاقم الأزمة لدى البعض.

يتابع: «كلما شعر الإنسان بكبر سنه انتابه الضعف والشيخوخة، لكنه عندما يخفي سنه عن الناس فإن ذلك يعطيه قدرة على العيش والتحرك وإقناع الآخرين بأنه يحتفظ بكيانه ورونقه، وقدرته على ممارسة الحياة بتفاؤل وعلى العطاء»، لافتاً إلى أن هذه الأزمة عامة في منطقتنا العربية ولا ترتبط بالنجوم فحسب، لذلك ثمة رجال كثر، عندما يكبرون في السن، يتزوجون امرأة أخرى، ليثبتوا لأنفسهم أنهم ما زالوا شباباً.

بدورها تشير الناقدة خيرية البشلاوي إلى أن الثقافة الشرقية هي السبب في ذلك، وترتبط أهمية المرأة، بالنسبة إلى الرجل، بقدرتها على الإنجاب، ما يجعلها دائماً جميلة، سواء في عيون زوجها أوالمجتمع، مرجعة السبب الرئيس في ذلك إلى الرجال، فكثيراً ما تتردد في الأعمال  الدرامية والسينمائية جملة شهيرة يقولها الرجل لزوجته: «هاتجوز عليكي بنت صغيرة».

تضيف أن قلة من النساء تحررن من هذه الأفكار الساذجة، ويعتبرن أن مراحل الإنسان المختلفة هي سنة الحياة،  ومن هن في مرحلة الشباب حالياً سيبلغن مرحلة الشيخوخة يوماً، لافتة إلى أن الشخصية الحقيقية للمرأة وأسلوب تربيتها يدفعانها لمثل هذه الأفعال، سواء بإظهار عمرها أو إخفائه.

فضيحة الصور

يلفت الناقد الفني كمال القاضي إلى أن مواقع التواصل الاجتماعي فضحت السن الحقيقية للنجوم، بعدما ظهرت صور أولادهم وأحفادهم، وأصبح من غير المعقول أن تؤدي فنانة دور شابة تبحث عن عريس في أحد أفلامها، وهي في حقيقة الأمر جدة، مؤكداً أن ظهور أولادهم على مواقع التواصل والحفلات أغلق الباب أمام كذبهم، ما جعل البعض يبادر إلى الإفصاح عن عمره الحقيقي، إذ لا مجال للإنكار.

يضيف أن النجوم العرب يخشون فضح  عمرهم الحقيقي أكثر من الأجانب الذين لا تهمهم مثل هذه الأمور، مشيراً إلى أن بعض الفنانين لا تُعرف سنه إلا عند وفاته أو عندما تنشر صورة بطاقته الشخصية أو جواز السفر، وهو ما حدث مع فنانة شهيرة أخيراً، طالباً من الفنانين الاهتمام بفنهم وعملهم وترك هذه الأمور، لأن والأهم لدى الجمهور ليس العمر، بل  الأعمال الجيدة والأثر  الطيب الذي تتركه في نفوس الجمهور.