ما أسباب تعطل أنشطة توليد الطاقة من أمواج البحار؟

نشر في 20-12-2014
آخر تحديث 20-12-2014 | 00:01
يبدو تسخير طاقة البحار مثل طريقة رائعة لإنتاج الكهرباء. ولا توجد مشكلة «نيمبي» هنا، لأن معدات التوليد موجودة في البحر. ولا تتعرض الأمواج والمد للقدر ذاته الذي تحدثه تقلبات الطقس في طاقة الشمس والرياح. ومع تغطية البحار لثلثي سطح الأرض قد تبدو المصدر النهائي للطاقة النظيفة المتجددة.

والسؤال هو ما سبب تعطل العدد الكبير من شركات الطاقة البحرية؟ وتسعى بيلاميس ويف باور اوف سكوتلاند الرائدة عالمياً في هذا القطاع الى إشهار إفلاسها بعد أن نفدت أموالها في الشهر الماضي. وتسعى شركة سيمنس الألمانية إلى التوقف عن أعمالها وقد عرضت وحدتها المعروفة باسم مارين كارنت توربينز للبيع بسبب التطوير الأبطأ من المتوقع. كما أغلقت شركات طاقة بحار في أستراليا وايرلندا أبوابها في الآونة الأخيرة، بينما تجهد شركات اخرى للبقاء والاستمرار. وقد ألغت شركة اوشن باور تكنولوجيز التي تتخذ من نيو جيرزي مقراً لها خططاً هذه السنة لنشر معدات توليد مائية قبالة ساحل اوريغون وفي أستراليا.  وتبين أن إنتاج الطاقة الكهربائية من البحار أشد صعوبة وأكثر تكلفة مما كان يظنه الناس. ويتعين على المولدات قبالة الشاطئ، التي تشمل عنفات تعمل بقوة المد، أن تتحمل «بيئة قاسية جداً» من المياه المالحة والعواصف والتيارات المائية، بحسب أنغس ماك كرون وهو محلل لدى بلومبرغ نيو إنرجي فاينانس في لندن.  ويتطلب الأمر استخدام سفن مصممة خصيصاً لتركيب وصيانة المعدات. ويرفع هذا كله التكلفة الى ما يصل الى أربع مرات كلفة توليد الكهرباء من الفحم.

وهدرت شركات الطاقة البحرية حتى الآن ما يقارب المليار دولار على شكل استثمارات لم تحقق النجاح المرجو من الناحية التجارية. ويقول ماك كرون إن جمع أموال إضافية سيكون صعباً، لأن المستثمرين «أصبحوا أكثر واقعية إزاء الصعوبات التي تنطوي العملية عليها». وتستمر بعض الحكومات في تقديم المساعدات. وقد حددت بريطانيا، على سبيل المثال، سعراً يبلغ 478 دولاراً لكل ميغاوات ساعي للطاقة المولدة من البحر، وهو أكثر من ضعف سعر الكهرباء المولدة من طاقة الرياح.  هذا ولم يتملك اليأس كل الشركات، وتشمل مجموعة الشركات المستمرة في العمل اتلانتس ريسورسز المدرجة في لندن والمدعومة من قبل مورغان ستانلي، والتي تطور مشاريع طاقة أمواج في اسكتلندا وكندا وأماكن أخرى. ولكن ماك كرون يقول إن انسحاب شركة سيمنس من مجال طاقة المد «سيؤثر على الثقة» في ذلك القطاع.               

* كارول ماتلاك | Carol Matlack

back to top