يواصل الرؤساء الروسي والأوكراني والفرنسي والمستشارة الألمانية مفاوضاتهم الماراثونية منذ أكثر من ثماني ساعات ليل الأربعاء الخميس في مينسك في محاولة للتوصل إلى خطة سلام في أوكرانيا في موازاة استمرار النزاع الدامي في شرق هذا البلد.

Ad

ويبحث فلاديمير بوتين وبترو بوروشنكو وفرنسوا هولاند وانغيلا ميركل مع مستشاريهم في إحدى قاعات مبنى الرئاسة البيلاروسية الوثيقة التي أعدها دبلوماسيوهم لأيام عدة والهادفة إلى وضع حد لعشرة أشهر من النزاع الذي أسفر عن أكثر من 5300 قتيل.

وأعلنت وزارة الخارجية الألمانية في تغريدة على تويتر عند الساعة 22,30 تغ أن "المحادثات ليست سهلة وهي مستمرة"، ونتيجة لذلك سوف يمدد وزير الخارجية الألماني والتر شتاينماير إقامته في مينسك وأن "مغادرته إلى البرازيل قد تأخرت"، حسب الوزارة.

ومن ناحيته، كتب فاليري تشالي، مستشار الرئيس الأوكراني على صفحته على فايسبوك عند الساعة 00,30 تغ "أعتقد أنه لا يزال أمامنا ما بين خمس وست ساعات من العمل على الأقل"، وأضاف "لكن لا يمكن أن نغادر بدون اتفاق غير مشروط لوقف اطلاق نار"، مضيفاً أن "حرب الأعصاب قد بدأت".

وقال مصدر دبلوماسي أوكراني لفرانس برس أنه تم احراز "تقدم" لكن المفاوضات المستمرة منذ أكثر من خمس ساعات "صعبة للغاية".

وشاهد مراسل لفرانس برس الرئيسين الروسي والأوكراني يتبادلان النقاش وقوفاً، وعلى الإثر غادر بوروشنكو القاعة متجهما قبل أن يعود، وكان بوتين ونظيره الأوكراني تصافحا سريعاً يحوطهما هولاند وميركل بعيد بدء القمة.

وسيحاول القادة الأربعة ومستشاروهم التوافق في الساعات المقبلة على خطة سلام في وقت تواصل المعارك حصد القتلى التي بلغ عددهم خمسين يومي الثلاثاء والأربعاء.

وقبل انطلاق القمة، التقت المستشارة الألمانية الرئيس الفرنسي ثم اجتمعا معاً بالرئيس الاوكراني.

وبعد الظهر، حذر بوروشنكو نظيره الروسي بأنه والأوروبيين سيتكلمون "بلغة واحدة".

وأعلن استعداده لفرض القانون العرفي في كل أنحاء أوكرانيا في حال فشل المفاوضات منبهاً إلى أنه في حال لم تؤد القمة إلى نزع فتيل التصعيد "فستسود الفوضى التامة".

وتعقد هذه القمة في بيلاروسيا في ختام أسبوع من المشاورات الدبلوماسية الشاقة التي بادر إليها الرئيس الفرنسي والمستشارة الألمانية، علماً بأنهما توجها الجمعة إلى موسكو للقاء بوتين.

وقبل وصولهم إلى مينسك، صعد المشاركون وتيرة خطابهم فيما كانت المعارك بين الجنود الأوكرانيين والانفصاليين تعنف للجلوس إلى طاولة المفاوضات في موقع قوة.

وأعلن الاليزيه أن الرئيس الفرنسي والمستشارة الألمانية عازمان على "محاولة كل شيء" لايجاد مخرج دبلوماسي للأزمة.

وكان الرئيس الأميركي باراك أوباما حذر ليل الثلاثاء الأربعاء بوتين من مواصلة استراتيجيته "العدائية" في أوكرانيا، مشدداً على أن الثمن الذي ستدفعه روسيا سيزيد.

ميدانياً، قُتِلَ ستة مدنيين في دونيتسك معقل المتمردين حين سقطت قذائف مدفعية على محطة حافلات ومصنع، وفق الانفصاليين.

كذلك، قُتِلَ أحد المارة حين تعرض مستشفى في وسط دونتيسك للقصف.

وأعلن الجيش الأوكراني مقتل 19 من جنوده على الأقل في الساعات الـ 24 الماضية بينهم خمسة خلال الهجوم الصاروخي مساء الثلاثاء على كراماتورسك حيث مقر قيادة الجيش في الشرق الانفصالي.

وعلّق فيكتور نيناشيف أحد سكان دونيتسك المؤيد للانفصاليين "أنه دائماً الأمر نفسه: حين يتقدم مقاتلونا يعرضون علينا التفاوض".