أكد الفنان التشكيلي سامي محمد أنه سيقدم في معرضه المقبل بقاعة "كاب" للفنون المعاصرة مزيجا من أعماله في الرسم والنحت والخزف والاسكتشات.

Ad

وقال محمد، لـ"الجريدة"، إن معرضه، الذي يفتتح في 14 مارس المقبل، يتمحور حول الموضوع الذي شغله منذ ولوجه التشكيل، إذ سيركز على المعاناة الإنسانية بمختلف أشكالها ومواقعها، مبينا أن "محتوى المعرض يتضمن العديد من الأعمال في الرسم والنحت والخزف والإسكتشات، وتم انتقاؤها بعناية لتمثل مراحل مختلفة من مشواري الفني".

وأشار إلى التزامه بالقضية الإنسانية في مجمل مشاريعه، معتبرا ان رفع المعاناة ونبذ الاضطهاد عن الإنسان أسمى رسالة فنية يقدمها الفنان، ويرى أن لكل دفقة إحساس تعبيرا يناسبها، لذلك تجد أعماله تتنوع بين الرسم والنحت.

تكثيف الفكرة

وعن المواصفات التي يجب توافرها بالنحات، أوضح محمد أن ثمة أمورا كثيرة يجب توافرها في النحات، أبرزها المهارة المهنية والفكر المرتبط بالناحبة الموضوعية، إضافة إلى الحركة المنسجمة مع القدرة البصرية.

وزاد: "أما بالنسبة إلي فأحرص على تكثيف الفكرة واختزالها ضمن عمل نحتي يجسد رؤيتي الفنية، وسأسرد لك جانبا من تجربتي الشخصية في تمثال صبرا وشاتيلا، الذي استلهمته من الواقع حينما وقعت هذه المأساة، وكنت أتابعها عبر وسائل الإعلام المرئية والمكتوبة، فشعرت آنذاك بحزن عميق، إذ هزتني الكارثة الإنسانية ففكرت بتجسيدها فنيا".

وتابع: "استوحيت عملي من مشهد لامرأة مكلومة توزّع صرخاتها في الاتجاهات كافة، ولا تعرف إلى أين تذهب وأي طريق تسلك، وعقب تكوين كتلة مشاعر وأحاسيس انكببت أترجمها منجزا تمثالا خلال سبعة أيام، لكن شعرت أن ثمة شيئا مفقودا كان يحرّضني على هدم العمل والبدء في رحلة بحث جديدة أتمكن فيها من تقديم منحوتة بحجم مأساة صبرا وشاتيلا".

ممارسة الفن

يذكر أن سامي محمد ولد في منطقة شرق بالكويت عام 1943، وبدأ ممارسة الفن منذ صغره، وكان أول تمثال أنجزه عام 1956، مع مجموعة من الطلبة في المدرسة، تخليدا لذكرى العدوان الثلاثي، ثم انخرط ضمن سلسلة دروس تأهيلية في المرسم الحر عام 1961، عقبها التحق بكلية الفنون الجميلة بمصر لدراسة فن النحت والرسم والوسائط التشكيلية 1966.

وبعد عام أسس، مع مجموعة من زملائه، الجمعية الكويتية للفنون التشكيلية، ولأنه يرى أن الجانب الأكاديمي مهم جدا قرر استكمال دراسته في مدينة برنستون بولاية نيوجرسي في أميركا، ملتحقا بمعهد ومحترف جونسون التقني للنحت عام 1974، كما شارك في لجان تحكيم متنوعة محليا وعربيا.

وحققت أعماله انتشارا كبيرا، إذ بيعت منحوتته "لحظة خروج" بمبلغ 38 ألف دولار في صالة المزادات العالمية "كريستيز" بدبي، وبيعت له أعمال أخرى منها منحوتة "صبرا وشاتيلا" بـ65 ألف دولار.