«دراما اليوم الواحد» في صدارة «نصف العام السينمائي»
تشهد السينما المصرية أفلام «اليوم الواحد» في فترات متقطعة، إذ يقدم الصانعون فيلماً أو اثنين في أحد المواسم ثم يغيب هذا النوع من الأفلام ليعود في موسم آخر. ولكن موسم نصف العام السينمائي تطغى عليه «دراما اليوم الواحد» بثلاثة أفلام.
يأتي فيلم «بتوقيت القاهرة» في مقدمة أفلام اليوم الواحد في موسم نصف العام السينمائي في مصر. كتبه أمير رمسيس وأخرجه، ويتولى بطولته كل من نور الشريف وميرفت أمين وسمير صبري.يتضمن الفيلم عدداً من القصص، يدور كل واحدة منها في يوم واحد، على أن تتشابك معاً في آخر العمل. أما فيلم «يوم مالوش لازمة» فكتب قصته عمر طاهر وأخرجه أحمد الجندي، فيما يتولى بطولته كل من محمد هنيدي وهالة فاخر وروبي وريهام حجاج. تدور أحداثه خلال يوم واحد أيضاً وفيه تتنافس ريهام وروبي على قلب هنيدي.
محمد أبو سيف كتب فيلم «هز وسط البلد» وأخرجه، وهو من بطولة كل من إلهام شاهين وحورية فرغلي وزينة وفتحي عبدالوهاب وأمير شاهين. تدور القصة خلال ثماني ساعات في منطقة وسط البلد، مُستعرضةً الشخصيات المختلفة فيها، ومشاكل المجتمع من بينها: البطالة وغلاء المعيشة المتزايد والباعة المتجولون.سألنا إلهام شاهين عن ميزة أفلام اليوم الواحد وسبب كثرتها في الموسم الجاري، فأجابت أن هذا النوع يتطلب مواضيع معينة ومعالجات درامية مختلفة، موضحةً أن تايخ السينما المصرية يحوي الكثير من هذه الأعمال وأبرزها «بين السما والأرض» الذي يعود إنتاجه إلى عشرات السنين، قائلة: «السينما المصرية صاحبة تاريخ كبير، وهذه الأعمال ليست جديدة علينا. أما وجود هذا الكم منها اليوم فبسبب توارد الخواطر والصدفة».تتابع شاهين: «عندما قرأت السيناريو، أعجبت به جداً وتحمست له»، مشيرة إلى أن بعض الفنانات يتخوف من هذه النوعية بسبب ظهورهن في شكل واحد وبالملابس نفسها، لكنها لا تضع هذه الأمور في بالها، خصوصاً أنها ظهرت طوال الفيلم من دون ماكياج كي يشعر الجمهور بمعاناة أبناء العشوائيات والباعة المتجولين.مؤلف فيلم «يوم مالوش لازمة» عمر طاهر قال بدوره إن العمل في هذا النوع من الأفلام يكون صعباً جداً بسبب التزام المؤلف بوقت معين وأحداث تدور في أماكن محددة في زمن قصير جداً، ما يجعل كتابة السيناريو صعبة على عكس ما يتوقع البعض، مؤكداً أن المصادفة هي التي جمعت ثلاثة أفلام من هذا النمط خلال موسم واحد.يوضح طاهر أنه يعلم تماماً موهبة أحمد الجندي الإخراجية التي حسمت أموراً كثيرة لصالح الفيلم، وهو ما ظهر على الشاشة، لا سيما أن دراما اليوم الواحد ترهق فريق العمل. ويؤكد أن المخرج يبذل جهداً كبيراً ومضاعفاً بغية إبعاد عنصر الملل، لأن الجمهور ينفر من الديكورات المتكررة في محيط التصوير الذي يدور في أماكن قليلة جداً غالباً. مصادفةالناقد السينمائي محمود قاسم يرى أن عرض ثلاثة أعمال من «دراما اليوم الواحد» جاء بالمصادفة البحتة، موضحاً أن هذا النوع من الأفلام يتطلب مهارة خاصة في الكتابة والإخراج والتنفيذ، ضارباً المثل بفيلم «ساعة ونصف»، أحد أفضل أعمال «اليوم الواحد» لكثرة أبطاله وتداخل مشاهده وقصصه.وينفي قاسم أن تكون «دراما اليوم الواحد» موفرة للمنتج، ويتابع: «صلاح أبو سيف هو صاحب الامتياز والحق في نقل هذه الأعمال إلى السينما العربية عموماً والمصرية خصوصاً، بكل حرفية ووضوح من خلال فيلم «بين السما والأرض». كان الأخير أول الأعمال البارزة في هذا المجال، علماً أنها تأتي جيدة عادة لأن من يتصدون لكتابتها يكونون أصحاب خبرة ومهارة غالباً، كذلك المخرج الذي يتجرأ على إخراجها يتمتع بثقة كبيرة بموهبته».ويشير قاسم إلى أن تكثيف العلاقات الإنسانية في زمن محدد يصبّ في صالح العمل الفني، موضحاً أن اليونان ابتكروا الدراما التي تدور أحداثها خلال يوم واحد، وتحتاج من السيناريست والمخرج استغلال كل لحظة في وقت الفيلم.يوافقه الناقد الفني كمال القاضي الرأي في أن المصادفة هي التي جمعت ثلاثة أعمال من نوعية «اليوم الواحد» خلال موسم نصف العام، مشيراً إلى أن فرص نجاح هذه الأعمال كبيرة جداً نظراً إلى تكثيف الأحداث وسرعتها، ما يجعل المشاهد بعيداً من الملل أو تشتت التركيز في مشاهد طويلة ومملة.القاضي يرى تطوراً في خروج المؤلفين من أنماط السينما التقليدية، مؤكداً أن ارتفاع معدلات أفلام «اليوم الواحد» يصب في مصلحة السينما المصرية، لا سيما أن ميزانيتها قد تكون أقل من ميزانية الأفلام العادية بسبب التصوير في مكان واحد. ويذكر أن السيناريو الجيد يعوِّض المشاهد عن قلة عدد الديكورات المتاحة.ويتوقع القاضي زيادة عدد هذه الأعمال خلال الفترة المقبلة في حال حصدت الأفلام المعروضة راهناً إيرادات كبيرة. أما إذا أخفقت في شباك التذاكر فسيتجاهل الصانعون محاسنها وجودتها، قائلاً: «للأسف، أصبح التقييم بالإيرادات لا الجودة أو الإبداع أو حداثة الفكرة وجرأتها».