الديهان: «أوبرا ديرة» الأول من نوعه في المنطقة
أكاديميون موسيقيون: يمثل خطوة ثقافية متقدمة
أكدت كوكبة من الأكاديميين الموسيقيين الكويتيين أن مشروع «أوبرا ديرة... نبقى كويتيين» يمثل خطوة ثقافية متقدمة في دولة الكويت، كما يأتي عرفاناً وتقديراً لتضحيات أرواح شهدائها الأبرار، الذين سجلوا أسمى آيات البطولات، وسيؤتي ثماره قريباً بعد افتتاح العروض الثلاثة ابتداءً من الأحد المقبل، على مسرح صباح السالم في جامعة الكويت بالخالدية.
قال عميد المعهد العالي للفنون الموسيقية د. محمد الديهان إن «مشروع الأوبرا ثقافي وفني بالدرجة الأولى، وعمل متكامل يتضمن عدة أنواع من الفنون الراقية من بينها المسرح والموسيقى والغناء والأزياء».ورأى د. الديهان أن «أوبرا ديرة» حدث وطني يحمل جوانب مهمة في توثيق بطولات شهداء دولة الكويت، حيث يرصد أدوارهم، ويعتبر إعادة لاستذكار شهداء الوطن الذين سجلوا أسمى التضحيات وأروعها.ولفت إلى أن مشاركة العازفين الأوروبيين إلى جانب الموسيقيين الكويتيين، تعتبر خطوة للحوار الحضاري الثقافي بين الشرق والغرب، في عمل يتوحد فيه الفن بلغة متجانسة مشتركة واحدة، و«نحن نفتخر بالعمل الذي يعتبر الأول من نوعه في منطقة الخليج العربي، ويعكس الدور الرائد والمتقدم لدولة الكويت في الأعمال الفنية والثقافية».مرحلة البناءبدوره، أكد وكيل معهد الدراسات الموسيقية د. محمد جاسم جمال أن «ما يحتاج إليه الموسيقيون هو مرحلة البناء التي تمتد إلى عشرة أعوام من العمل المتواصل لتكويت مثل تلك المشاريع، التي تتطلب فرقا موسيقية كبيرة وتكلفة مادية ضخمة»، مشيراً إلى أن «الأوبرا الأوركسترالية في سلطنة عمان حظيت بدعم الدولة، وأصبحت أوركسترا عمانية متكاملة مع مرور الوقت».وتابع د. جمال أن «أوبرا ديرة» خطوة أكاديمية ثقافية تسير بالاتجاه الصحيح، وستفتح الباب في تثقيف وتعليم الناس والالتفات من قبل المسؤولين في الدولة إلى الأوبرا.من جهته، أشاد د. خالد القلاف بالمعهد العالي للفنون الموسيقية بإنجازات د. رشيد البغيلي، الذي تفوق وكرم على الصعيد العالمي، وقدم ازدواجية بين موسيقى الشرق والغرب، التي تعتبر «أوبرا ديرة» واحدة من الأعمال الجميلة التي يسطرها بتاريخه الأكاديمي، وأن ولادة هذا المشروع تعد دعما لقيام أوبرا وطنية، خصوصاً أن الأوبرا تتضمن إيقاعا معينا ذا حركات مسرحية مكملة للموسيقى تعبر عن المكنون.وأشار د. القلاف إلى أن العمل يعد مفخرة واعتزازا للكويت، لأنه يقدم للمرة الأولى على المستوى الخليجي كألحان وأصوات ومؤلفين ومؤدين وعازفين كويتيين بنسبة كبيرة مطعماً بعناصر عالمية، مثمناً دور الديوان الأميري ومكتب الشهيد ببلورة هذه الخطوة المتميزة الرائدة في المنطقة.فن عالمي أما يوسف المنصور المشارك ضمن فريق العازفين في أوركسترا العمل، فاعتبر أن المشروع نواة لتشكيل أوبرا سيمفوني في البلد مثل كل البلدان العالمية، ويعتبر واجهة حضارية مشرقة تعبر عن مكنون المجتمع والشعب والبلد، و»يعد أول تجربة في العالم العربي من ناحية تقديم هذا الفن العالمي عبر مقاسنا ولهجتنا الكويتية، وكانت هناك تجربة مصرية سابقة لكنها كانت لمؤلف إيطالي».من جانبه، أشار د. بسام البلوشي إلى أن قيام أوبرا في دولة الكويت كان المفروض أن يتم تحقيقه منذ سنوات، لكون الكويت من الدول الرائدة والمتقدمة ثقافيا وموسيقيا ومسرحيا، في ظل وجود المعهدين الأكاديميين الموسيقي والمسرحي، و»آن الأوان بأن نقول إن الحلم قد تحقق على أرض الواقع من خلال «أوبرا ديرة»، الذي يقوده أساتذة وأكاديميون محترفون».بينما اعتبرت د. نسرين عبده أن مشروع «أوبرا ديرة» هو انطلاقة أول أوبرا خليجية تحمل جوانب إيجابية مشرقة، بمشاركة عناصر كويتية متميزة في التمثيل والعزف الموسيقي الكورال والتأليف والإخراج، إلى جانب فنانين وعازفين من أوكرانيا وبلجيكا وهولندا، والذين يمتلكون باعاً طويلاً في هذه الفنون العريقة، مشيرة إلى أن مشاركة هذا العدد الضخم في عمل واحد تعتبر خطوة فريدة ورائعة.واجهة حضاريةأما د. نورة القملاس، المشاركة ضمن (الصولوهات) الكويتية في «أوبرا ديرة»، فقد شددت على أن العمل الأكاديمي بحاجة إلى مثل تلك الأعمال الفنية، التي تمثلنا بشكل راق وجميل، خصوصاً أنه حظي برعاية سامية من أمير البلاد، و»نحن استبشرنا خيراً في تلمس حلم أوبرالي طال انتظاره، ومن ثم انطلقت التحضيرات على قدم وساق من أجل تقديم عمل ثقافي حضاري يرفع اسم الكويت عاليا بين دول العالم».وزادت د. القملاس أن الفن الموسيقي والمسرحي يمثلان واجهة حضارية للبلد، حيث يجمع الموسيقيين العالميين والكوادر الكويتية، ويثبت أن الموسيقى لغة مشتركة واحدة، مؤكدة أن د. رشيد البغيلي قدم عدة مؤلفات داخل الكويت وخارجها، ويعد مشروع الأوبرا الأول من نوعه على الصعيد العربي، لأنه يقدم من قبل مؤلفين ومخرجين وعناصر كويتية.أوبرا مصغرةأما أستاذ النقد الموسيقي د. وليد الحداد، فاعتبر أن هذا المشروع الوطني الرائد مبادرة في الطريق الصحيح، نحو بلورة مشاريع أخرى ثقافية حضارية في المستقبل القريب مثل أكاديمية الكويت للفنون، ودار الأوبرا، آملا أن تكون الخطوة القادمة إنشاء أوركسترا كويتية 100 في المئة، خصوصا أن الكويت تعد من الدول المتقدمة موسيقيا ومسرحيا وثقافيا في الخليج والوطن العربي.واختتم د. الحداد حديثه مبيناً أن الموسيقار الراحل أحمد باقر قام بإنشاء أوبرا مصغرة كانت محصورة في المعهد العالي للفنون الموسيقية، لكن «أوبرا ديرة» عمل متكامل، وخطوة جيدة، متمنيا أن تعقبها بناء مدينة ثقافية لتعيد الكويت إلى أيام سابق عهدها نحو تحقيق الريادة الثقافية والفنية.بدوره، تمنى د. فيصل العربيد استمرار مثل هذه الأعمال الثقافية الحضارية، وطالب بأن يقدم عملاً أوبرالياً سنوياً يتناول موضوعاً محلياً، معبراً عن سعادته بانطلاق أول عمل أوبرالي كويتي.