يرى عمرو سعد أن المغامرة تحدٍّ للفنان الحقيقي الذي لا يحاصر نفسه في نوعية معينة من الأدوار، موضحاً أن الفنان الحقيقي الذي يريد أن يترك تاريخاً فنياَ، لا بد من أن ينوع في الأدوار التي يقدمها، سواء على شاشة السينما أو في التلفزيون.

Ad

يضيف أن التنوع يكون باختيار أدوار تفاجئ الجمهور، على غرار دوره في فيلمه الجديد «حديد» الذي يعتبره مغامرة سينمائية خالصة، إذ يحتاج إلى شكل مختلف في المظهر الخارجي، ما اضطر مصمم الماكياج إلى تركيب عين صناعية له لتناسب مواصفات الشخصية التي يجسدها، فاعتبر البعض ذلك مغامرة.

مهمة ومميزة

المغامرة الفنية مهمة للفنان وتُميِّز أداء هذا عن ذاك، برأي ناهد السباعي، وتظهر موهبته  خصوصاً بين أبناء الجيل الواحد، معتبرة الفنان الذي ينوع ويغامر في اختيار الأدوار التي تعرض عليه ويوافق على أدائها، يتمتع بثقة بنفسه وإيمان بموهبته، حتى لو  لم تلقَ هذه المغامرة، في بعض الأحيان، قبولا لدى البعض، «لكن بمرور الوقت ومشاهدة العمل أكثر من مرة تتغير وجهة النظر حوله، ويدرك البعض أن المغامرة بأدوار ذات طبيعة مركبة أو مختلفة عن النمط التقليدي من شأنها إثراء مشوار الفنان خصوصاً، والفن عموماً حتى لو كانت هذه الأدوار تؤدي رسالة معينة في المجتمع».

تضيف أن الفنان الحقيقي لا يخشى المغامرة لكنه يبحث عنها في كل جديد يعرض عليه أو يقدمه، معتبرة  شخصية «نخل» التي جسدتها في مسلسل «سرايا عابدين» أحد انواع المغامرة، لتمحورها حول سيدة تعيش بين الناس على أنها رجل وتتعامل معهم من هذا المنطلق، وهو ما تطلب منها مجهوداً وجرأة في تقديم الشخصية.

بدورها تشير أميرة العايدي، إلى أن التنوع في الأدوار يجب أن يكون الهدف الذي يسعى إليه النجم منذ اللحظة الأولى لدخوله الوسط الفني، كي لا يصاب بالملل على المستوى الشخصي،  وكي لا يعتاد الجمهور على أدائه لشخصية معينة، موضحة أن كثيراً من المنتجين والمخرجين يتمسكون بأداء ممثلين في أدوار معينة ولا يمكنهم الخروج منها بسبب تكرارهم الظهور فيها.

تضيف أن المغامرة في اختيار أدوار جديدة تطيل الحياة الفنية للممثل، إذ يبحث الجمهور دائماً عن شكل جديد،  ورغم النجاح الذي قد يواجه الفنان في حال اتقانه دوراً معيناً وارتباط الجمهور به، إلا أن ذلك لا يدوم طويلا  ويؤدي إلى تشبع المشاهدين من أداء الفنان.

تجديد الطاقة

تشير علا غانم  إلى أن أدوار المغامرة هي الحياة بالنسبة إلى الفنان، خصوصاً إذا تقمص الدور ويعيش فيه لفترة، وتضيف أن المغامرة  بمثابة تجديد لطاقة الفنان الذي يخرج فيها من النمط التقليدي من الأدوار، ويستطيع بعدها أداء أدوار أخرى بأريحية من دون شعور بالملل من الأدوار التقليدية.

حمزة العيلي، المعروف منذ رمضان الماضي بـ {مسكر”، يرى أن المغامرة تضع الفنان الموهوب على طريق الاحتراف حتى لو كان في بداية حياته الفنية، معتبراً الأدوار التي يراها البعض مغامرة أو تحدياً للفنان، تظل عالقة في أذهان الجمهور، مستشهداً بدور مسكر الذي أداه في مسلسل {ابن حلال} أمام محمد رمضان، لا سيما أن الجمهور يناديه في الأماكن العامة باسم الشخصية، ما يؤشر على أن الدور الذي تطلب مجهودا من حمزة سيظل راسخاً في أذهان الجمهور فترة طويلة.