السمع والطاعة... والمليارات!
الميزانية الأولى للتنمية التي رصد لها 36 مليار دينار انتهى عمرها الزمني دون أن نرى معلماً تنموياً واحداً، واليوم تعلن اللجنة المالية في مجلس الأمة تخصيص مبلغ 30 مليار دينار أخرى لخطة تنمية جديدة، ولا نحتاج إلى كثير من العناء لنقول إن كل الخطط فشلت والأموال تبخرت والمشاريع طارت!
![د. حسن عبدالله جوهر](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1499151557547559900/1499151557000/1280x960.jpg)
ذكرنا عبر هذه الزاوية مؤشرات كثيرة لأوجه الفساد المالي والإداري في الدولة بتقارير محلية وعالمية موثقة من جهات رقابية معتبرة، بل زادت أرقام هذه المؤشرات على الفساد خلال السنوات الأربع الماضية تحديداً دون بصيص أمل في أي عمل جاد لمواجهة هذا الغول القبيح. اليوم وتزامناً مع خطاب صاحب السمو نقدم هذه المقارنة البسيطة لعنوان خطير يحمل اسم التنمية، والله وحده العالم في خبايا وتفاصيل هذا المشروع التي لا يكمن فيها الشيطان بل يسرح ويمرح ويلعب دون حسيب أو رقيب، فالميزانية الأولى للتنمية التي رصد لها 36 مليار دينار انتهى عمرها الزمني دون أن نرى معلماً تنموياً واحداً، واليوم تعلن اللجنة المالية في مجلس الأمة تخصيص مبلغ 30 مليار دينار أخرى لخطة تنمية جديدة، هذا كله مع وجود ميزانيات سنوية تصل إلى 20 مليار دينار كل عام، ولا نحتاج إلى كثير من العناء لنقول إن كل الخطط فشلت والأموال تبخرت والمشاريع طارت!في المقابل، رصدت دولة الإمارات العربية ميزانيتها الجديدة لعام 2015 وهي أكبر موازنة في تاريخها بمبلغ 49 مليار درهم (أي 4 مليارات دينار كويتي)، ونصف هذه الميزانية (أي 2 مليار دينار فقط) خصصت لمشاريع تنموية، وللعلم فإن دولة الإمارات تساوي خمسة أضعاف دولة الكويت في المساحة (84 ألف كم مربع مقابل 18 ألف كم مربع)، وعدد سكان الإمارات البالغ 9 ملايين نسمة يزيد بثلاثة أضعاف على عدد سكاننا (3.5 ملايين نسمة)!ومع ذلك أين نحن من الإمارات في مؤشرات التنمية والإنجاز والإبداع والعالمية؟! إذا كان مفهوم السمع والطاعة ملزماً لنا كمواطنين سياسياً وأدبياً، فهذا المفهوم يقيّد الحكومة بوزرائها وقياداتها الإدارية العليا دستورياً وقانونياً وتاريخياً لأنها تحكم باسم الأمير وبواسطته، وقد اؤتمنت على مئات المليارات من أموال الدولة والشعب لترجمة تعليماته وتوجيهاته وتطبيق سياساته، فهل من سمع أو طاعة؟!