اليمن: انتهاء «المهلة»... والحوثيون ينذرون الداخل والخارج

نشر في 05-02-2015 | 00:04
آخر تحديث 05-02-2015 | 00:04
No Image Caption
• «أنصار الله» تقمع تظاهرات في أرحب والحديدة وتغازل «الإصلاح»
• «الجنوبيون» يتمسكون بالاستقلال
دخل اليمن أمس مرحلة جديدة من تاريخه، عقب انتهاء مهلة حددتها جماعة الحوثيين للقوى السياسية كي تتوصل إلى صيغة تنهي الفراغ الرئاسي دون التوصل إلى اتفاق، وبينما حبس اليمنيون أنفاسهم تحسباً لما ستقدم عليه الجماعة الحوثية من خطوات، وصفتها بـ«الحلول الثورية»، حذر المبعوث الأممي من انهيار البلاد.

حبس اليمنيون أنفاسهم أمس تحسبا لصدامات واسعة، في حال نفّذت الجماعة الحوثية تهديدها باتخاذ "حلول ثورية" تستكمل بها ما وُصِف بـ"انقلاب على الشرعية"، بعد أن انتهت المهلة التي حددتها الجماعة للقوى السياسية للاتفاق على إجراءات تنهي حالة الفراغ الدستوري دون التوصل إلى اتفاق بين القوى والأحزاب التي رفض العديد منها التهديدات الحوثية.

وخيّمت أجواء ترقب وحذر على كل الصعد، لما ستتخذه الجماعة الحوثية من خطوات وصفتها بأنها ستكون "ثورية" من أجل إنهاء فراغ السلطة الذي أعقب استقالة الرئيس عبدربه منصور هادي وحكومة خالد بحاح.

ووقعت أعمال عنف متفرقة في عدة محافظات، أبرزها مقتل 3 أشخاص بينهم مدير أمن مديرية الشريه العقيد جبر الميل بمحافظة البيضاء أمس، في مواجهات عنيفة بين مسلحي القبائل، وميليشيا جماعة "أنصار الله" الحوثية.

وواصلت "أنصار الله" حملة قمع ضد مناهضيها، وأفادت مصادر قبلية بأن مسلحي الجماعة اختطفوا 5 طلاب جامعيين في مديرية أرحب شمالي العاصمة صنعاء، اضافة الى اطلاق نار على متظاهرين بالحديدة.

تحذير

ونصح رئيس المكتب السياسي لجماعة أنصار الله الحوثية صالح الصماد "قوى الداخل والخارج" بـ "الوقوف مع الشعب"، بدلا من استخدام ما أسماه بــ"لغة التهديد والعقاب".

وقال الصماد، وهو أيضا مستشار للرئيس اليمني المستقيل عبدربه منصور هادي عن الجماعة، "ننصح كل القوى في الداخل والخارج باحترام إرادة الشعب اليمني وحقه في العيش الكريم، وأن يقفوا موقفه بدلا من استخدام لغة التهديد والعقاب"، مضيفا: "الشعب اليمني شعب عظيم لا يستسيغ أن تبتزه أي قوة في هذا العالم على حساب عزته وكرامته".

وأشار إلى أن "الشعب اليمني سيمضي في بناء مستقبله، وسيمد يد الإخاء والتسامح والاحترام وحسن الجوار لكل من مد يد السلام والاحترام"، متابعا: "إن احترام الأعراف والاتفاقات الدولية التي تحترم الشعوب واستقلالها والتعايش والاحترام المتبادل هو مبدأ أساسي نابع من قيم الشعب اليمني وأخلاقه".

دول الخليج

وتعليقاً على ذلك، قال الكاتب والمحلل السياسي اليمني محمد عبيد لوكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) إن "حديث الصماد عبارة عن رسالة وجهها لدول الخليج العربي في المقام الأول، ودول العالم، ما يعكس مدى الأزمة التي تعيشها جماعة الحوثي بسبب العزلة الدولية والعربية المفروضة عليهم".

وأضاف عبيد أن الحوثيين يعيشون في الوقت الحالي أزمة كبيرة نتيجة الفراغ الدستوري، بسبب استقالة الرئيس والحكومة، في الوقت الذي يصعب عليهم إدارة البلاد لوحدهم بعيدا عن تحالفات مع قوى سياسية أخرى.

طوق «الإصلاح»

في غضون ذلك، برز مؤشر على أن "أنصار الله" تبحث عن تحالف سياسي جديد تستخدمه كـ"طوق نجاة" يخرجها من مأزق تحمل مسؤولية إدارة البلاد الغارقة في أزمات سياسية واقتصادية بمفردها، حيث أعلن مصدر مسؤول في حزب التجمع للإصلاح أن الجماعة الحوثية ستقوم بتسليم ما تبقى من مقرات الحزب لديها في أمانة العاصمة.

وأضاف المصدر أنه "سيتم خلال الساعات المقبلة إطلاق سراح المحتجزين من أبناء قبيلة أرحب"، بينما رأى مراقبون أن القرار المفاجئ للجماعة تجاه "الإصلاح" يندرج في إطار سعيها للخروج من المأزق الذي دخلته عقب تقديم هادي وبحاح استقالتيهما.

حصار

في السياق، أغلق العشرات من الناشطين مجددا مقر اللقاء المشترك في شارع العدل بالعاصمة صنعاء، للضغط على قيادة المشترك بتعليق العملية السياسية ووقف التفاوض مع جماعة الحوثيين.

وكان من المقرر أن يعقد قادة اللقاء المشترك اجتماعا لإقناع التنظيم الناصري للعودة إلى جلسة المفاوضات بين الأطراف السياسية لحلحلة تعقيدات الأزمة.

وإضافة إلى إغلاق مقر اللقاء المشترك، أغلق الشباب مقر الأمانة لحزب الإصلاح، وكتبوا على الأبواب "لا حوار ولا تفاوض"، وحاولوا إغلاق مقر اللجنة المركزية للحزب الاشتراكي، غير ان الحراسة منعتهم من ذلك.

خلافة هادي

من جهة أخرى، ترددت أنباء عن طرح الجماعة الحوثية 3 شخصيات لخلافة هادي.

ونقل مصدر عن مستشار رئيس الجمهورية عن جماعة الحوثي صالح الصماد، تأكيده أن جماعته عازمة على تشكيل مجلس رئاسي لإدارة البلاد، وأن "أبرز الأسماء المرشحة تنحصر في ثلاث شخصيات تقوم الجماعة بالمفاوضة معهم لقبول المنصب، وهم الرئيس الجنوبي الأسبق علي ناصر محمد، وأمين عام حزب المؤتمر عارف الزوكا، ونائب رئيس المؤتمر أحمد بن دغر".

تحذير أممي

في هذه الأثناء، حذر مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن جمال بنعمر مساء أمس الأول من خطورة الأوضاع، معتبرا ان البلاد على حافة الانهيار والدخول في حرب أهلية إذا لم يتم احتواء الموقف السياسي المتأزم.

وقال بنعمر، الذي يقود مفاوضات متعثرة بين الفرقاء اليمنيين، "لأول مرة نجد القبائل تحتضن عناصر تنظيم القاعدة"، ووصف الوضع في جنوب البلاد بأنه "خطير"، وأن "السبب الوحيد لعدم انفصال الجنوب هو تشرذم الحراك الجنوبي، وعدم اتفاق فصائله ومكوناته وعدم وجود قيادة موحدة".

واتهم بنعمر، في لقاء مع الصحافيين، كل القوى السياسية في الساحة اليمنية بتحمل مسؤولية ما وصلت إليه الأوضاع وما يحصل، حاليا، منذ اندلاع المعارك في دماج (محافظة صعدة بين السلفيين والحوثيين) وحتى الآن.

استقلال الجنوب

في موازاة ذلك، شدد "الحراك الثوري الجنوبي" على مطالبه "باستقلال" جنوب البلاد، معربا عن رفضه لدعوة زعيم "أنصار الله" عبدالملك الحوثي إلى الحوار، إذا لم تقترن باحترام "إرادة الشعب في الجنوب".

وقالت "رئاسة المجلس الأعلى للحراك الثوري السلمي لتحرير واستقلال الجنوب"، بعد اجتماع عقد في عدن، إنها ترفض دعوة الحوثي بـ"الإسراع في معالجة القضية الجنوبية وحلها حلا عادلا ومنصفا".

(صنعاء، عدن - أ ف ب،د ب أ، رويترز)

back to top