«الآداب» تنظم محاضرة عن «موقع الحفائر في مدينة سقارة»
«سعيد تطرق إلى المقابر والآثار التي تعود إلى ما قبل الميلاد»
نظم قسم التاريخ في كلية الآداب بجامعة الكويت محاضرة عن أعمال الحفائر في مدينة سقارة جنوب القاهرة، خلال الفترة من سبعينيات القرن الماضي وحتى الآن، حاضر فيها الأستاذ المساعد بكلية الآثار في جامعة القاهرة د. أحمد سعيد.
اختتمت اللجنة الثقافية بقسم التاريخ في كلية الآداب بجامعة الكويت أمس فعاليات موسمها الثقافي بمحاضرة عن أعمال الحفائر منذ نهاية سبعينيات القرن الماضي وحتى الآن، ألقاها الأستاذ الزائر الذي يشغل منصب أستاذ مساعد بقسم الآثار بكلية الآثار بجامعة القاهرة د. أحمد سعيد، الذي تطرق في حديثه إلى موقع الحفائر في مدينة سقارة التي تقع جنوب القاهرة، وهي منطقة أثرية معروفة، وكانت تحتوي على دير كنائس لراهب يدعى "الامبا مينا".وأضاف د. سعيد أنه "أشير على عميدة كلية الآثار عام 1987 أن يتم الحفر بجانب الدير، حيث توجد أديرة قبطية، ولكن بعد بدء الحفر في الموقع مدة 15 يوما، تم العثور على آثار مصرية قديمة، لا على أديرة، وتوقف الحفر".متفاوتة الأحجاموأوضح "أنه في عام 1984 بدأ الكشف عن موقع آثار مدينة سقارة من عميد الكلية د. سيد توفيق، وتم الكشف عن "جبانة" تضم مقابر كبار رجال الدولة من الجيش والكهنة خلال الأسرتين الثامنة عشرة والتاسعة عشرة بمصر الفرعونية، اي من عام 1500 إلى 1200 قبل الميلاد، حيث أماطت اللثام عن 30 مقبرة متفاوتة الاحجام طبقا لمكانة ووظائف اصحابها من وزراء وقادة جيش وكهنة وغيرهم، وذلك بين عامي 1984 و1987، لافتا إلى أن المعبودة "حتحور" تعد أهم اكتشاف في ثمانينيات القرن الماضي.وأضاف سعيد، المسؤول عن وضع خطة الحفر ببعثة كلية الآثار - جامعة القاهرة منذ عام 2004 والعاملة في منطقة سقارة: "أنه أشار على عميدة الكلية السابقة رئيسة البعثة د. علا العجيزي بمعاودة عمليات الحفر عام 2004 في المنطقة"، مؤكدا أنه "تم اكتشاف 3 مقابر على مدى 12 سنة، وهي مقبرة رئيس الشرطة (وادج مس)، ومقبرة المحافظ وقائد الجيش في عهد رمسيس الثاني "بتاح مس"، وأخيرا مقبرة وزير الخارجية ورئيس السجلات العسكرية (باسر) وتؤرج بنهاية الأسرة العشرين 1070 ق.م". وعن موقع سقارة، ذكر سعيد أنها إحدى "جبانات" العاصمة الكبيرة في دولة مصر القديمة، ويطلق عليها "منف"، وهي حاليا موقع الحفر جنوب الطريق إلى هرم الملك أوناس بمنطقة آثار سقارة جنوب القاهرة.وأكد أن من الأمور التي تبنتها بعثة عام 2004 "أن كل مقبرة يتم اكتشافها يجب أن ترمم سواء كان ثابتا كالمقابر أو منقولا كاللوحات والتماثيل، وتم طوال السنة الماضية ترميم مقبرتين من المقابر الموجودة"، لافتا إلى أن علم الآثار وعلم الحفائر هما وجهان لعملة واحدة، كما أن الاهتمام بهما بدأ في وقت قريب مقارنة بالعلوم الأخرى وعلم التاريخ.وتابع: "قبل ان نشرع في الحفر وجدنا بقايا أكواخ لحياة كانت موجودة، وبقايا أدوات حفر، وعملة من عهد الوالي محمد علي باشا، الذي أشارت الوثائق إلى أن عهده شهد أكثر السرقات للآثار، ما دفعه إلى إصدار (فرمان) لحمايتها، مؤكدا أن "كل حبة رمل في الحفائر يجب أن يتم غربلتها، لأنه يمكن العثور على كنوز من حلي وعقود". وتطرق د. سعيد خلال محاضرته إلى آثار مقبرتين من المقابر الثلاث المكتشفة، وهما «بتاح مس» و»با سر» وأشكالهما ونقوشهما وما عثر عليه من موميات وتوابيت وتماثيل ولوحات حجرية وأوانٍ فخارية، ومجموعة من السراديب والانفاق اسفل الارض بأكثر من 7 امتار، والتي تؤدي إلى غرف الدفن، ويصل أطوالها إلى عشرات الأمتار، والتي عثر بداخلها على بقايا من الأواني والتوابيت وبعض الكتل الحجرية المنقوشة.أعمال الصيانةوشدد على اهتمام البعثة بأعمال الصيانة والترميم للآثار الثابتة والآثار المنقولة التي تكتشفها البعثة أولا بأول، وان مقبرة «باسر» المكتشفة العام الماضي تم الانتهاء من ترميمها معماريا وصيانة نقوشها، وسيتم افتتاحها بعد شهر ونصف.وكشف أن «مقبرة بتاح مس هي أكبر مقبرة تم اكتشافها، وتبلغ مساحتها 17x12 مترا، حيث تم ترميم أفنيتها، ووجدنا بها مقاصير كان يتم تقديم القرابين لصاحب المقبرة فيها بعد مماته بعشرات السنين، إلى جانب اكتشاف أعمدة وعدد من النقوش العلوية والسفلية، حيث تمت سرقة العلوية منها».«قباب»... على شكل مقابرذكر د. أحمد سعيد: «شرعنا في صناعة القباب للمقاصر حتى تصبح على شكل مقبرة، مع عدم وجوب اختلاط الحجر القديم والجديد الذي تتم إضافته، وفي المرحلة الأخيرة يعمل المهندسون على وضع تخيل هندسي ثلاثي الأبعاد للمقبرة بشكل يقارب لما كانت عليه».وأردف ان من أهم مواقع المقبرة بئرا تقع في أحد أفنيتها، وتؤدي بدورها إلى غرفة الدفن، لافتا إلى ان الآبار تختلف أطوالها، حيث إن أطول بئر تم النزول بها هي لقبر، ويصل طولها إلى 35 مترا تحت سطح الأرض، وعلى بعد سبعة أمتار منها توجد غرفة دفن صاحب المقبرة، ولكون المكان مقدسا فقد عمل العمال بأمر من كبار الدولة على إنشاء غرف صغيرة فيها توابيت.والمح الى أنه «نظرا لأن الآبار مفتوحة على بعضها البعض فقد عمد العديد من الأشخاص إلى سرقة تلك الغرف، وسرقة معظم التوابيت، حيث إننا قد نجد غرفة ممرات بئرها سليمة ولكن توابيتها مسروقة، ونعثر على بقايا أخشاب».