مسرحية «بابا جاب موز»... تناقش تحول الإخوة إلى أعداء

{بابا جاب موز} مسرحية كوميدية موسيقية، تناقش موضوعاً اجتماعياً حول أسرة مصرية يدخل المال في علاقات أبنائها، وتحاول الإجابة على تساؤلات منها: إلى أي مدى تسيطر الماديات على علاقاتنا الاجتماعية، وهل من الممكن أن يصبح الأخوة أعداء بسبب المال، وتضع تخيلات حول الشر عندما يستحوذ على أحد الأشقاء وطريقة تصرّفه مع شقيقه، ومتى ينتهي هذا الصراع.

المسرحية من تأليف أحمد الإبياري، وإخراج أشرف زكي، يشارك في البطولة: طلعت زكريا، رانيا فريد شوقي، ومجموعة من الفنانين الشباب من بينهم: إدوارد، محمد مهران، طارق الإبياري، حسن عبد الفتاح، مروة عبد المنعم، إيمان السيد.

يعمل المخرج أشرف زكي على قدم وساق لتدريب الممثلين على مشاهدهم، الانتهاء من فترة البروفات،  التنسيق مع المسؤولين عن الديكور والموسيقى وتنفيذ الاستعراضات، في أقرب وقت، استعداداً لانطلاق العرض في نوفمبر، من دون تحديد مدة العرض، تاركاً الأمر للظروف.

كوميديا موسيقية

يجسد طلعت زكريا شخصية {مرزوق}، الشقيق الأكبر بين الأربعة الذين تأخذهم الصراعات حول الإرث إلى مجال أبعد من العلاقة الأسرية، وتجبرهم على التفكير إما في القطيعة أو القتل، ويستمر الوضع على هذا النحو بطريقة كوميدية.

ورغم تأكيد طلعت زكريا أن المسرحية لا تحمل أبعاداً سياسية أو إسقاطات حول تفرقة أبناء الوطن الواحد بسبب الماديات والاتجاهات الفكرية، وأن هذا العامل كان دافعاً رئيساً له ليوافق على بطولة المسرحية، فإن الكاتب أحمد الإبياري  يوضح أن الفرقة التي شهدتها البلاد العربية في السنوات الأخيرة، دفعته إلى كتابة نص مسرحي حول هذا الموضوع، على أن يعرض بشكل كوميدي موسيقي يتضمن استعراضات، فلا يمل المتفرج من متابعته.

يضيف أن الأحداث التي مرت بها المجتمعات في السنوات الأخيرة جعلت أفرادها، إلى حد ما، بعيدين عن بعضهم البعض ويعيشون حالة من التفكك، ولا يطمئنون على بعضهم البعض إلا إذا كانت ثمة مصلحة أو منفعة مرغوبة من أحد الطرفين أو كليهما.

يلفت، في هذا السياق، إلى أن رغبته في تقديم عمل مسرحي حول هذا الموضوع التقت مع رغبة طلعت زكريا للوقوف على خشبة المسرح، ويتابع: {أعتبر نفسي أحد المسؤولين عن وجود مسرح قطاع خاص حقيقي يتميز بمقوماته كافة من فكرة مهمة، أبطال متميزين، وإخراج برؤية ثاقبة، إلى جانب عناصر أخرى كالديكور، الملابس، الموسيقى، ليتنوع العرض بين التمثيل والاستعراضات.

يتفاءل خيراً بمسرحية {بابا جاب موز} ويتوقع  أن يجذب أبطالها الجمهور إلى المسرح مرة أخرى، باعتباره أحد أوجه السياحة في مصر، إلى جانب مساهمته في تخريج جيل جديد من الموهوبين في التمثيل والإخراج والتأليف، ويعد ملعباً حقيقياً للمبارزة بين المشاركين في المسرحية، لذا يرحب بأداء ممثلين شباب أدوار البطولة من بينهم: إدوارد، محمد مهران، طارق الإبياري.

نجوم متميزون

تجسد رانيا فريد شوقي شخصية {نرجس} زوجة مرزوق (طلعت زكريا) التي تتسم بشر زائد، لكنها تقدمه بخفة دم، لذا تخرج الكوميديا من مشاهدها؛ إذ تعد عنصراً خامساً إلى جانب الأشقاء الأربعة  المتصارعين على الإرث.

رانيا شوقي إحدى أكثر الفنانات اللواتي قدمن أعمالاً مسرحية، إذ شاركت في بطولة 17 مسرحية، تنوعت أدوارها فيها بين الطيبة والشر، وإن كانت تفضل النوعية الأخيرة لأن الشخصية المثالية خيالية ولم تعد موجودة على أرض الواقع، وهو ما أكدته الأحداث الأخيرة في الوطن العربي، فكل شخص يتمتع بنسبة من الخير وأخرى من الشر، وبين هذا وذاك تتكون شخصية كل فرد.

تلفت إلى أن ما جعلها تعود إلى المسرح بعد غياب سنوات منذ {ربنا يخلي جمعة}، كون المسرحية  تخلو من  تلميحات سياسية أو تراجيدية صعبة، قد تجعل الجمهور في حالة نفسية سيئة، وهو ما لا ترغب في حدوثه، مؤكدة أنها وافقت على هذه المسرحية في محاولة منها لرسم بسمة على شفاه المتفرجين.

يجسد إدوارد شخصية {محسوب} الذي يحاول الحصول على نصيبه من إرث والده بعد  سيطرة شقيقه الأكبر عليه وزوجته، لافتاً إلى أن نجاح تجربته المسرحية الأخيرة {سكر هانم} دفعه للعودة إلى المسرح، لا سيما أن المسرحية تجمعه بطلعت زكريا وأشرف زكي اللذين شاركاه في المسرحية الأولى، وكذلك وجود باقي فريق العمل المتميز.

يجسد طارق الإبياري شخصية {عطوة}، أحد الأشقاء الثلاثة الذين يتصارعون مع شقيقهم الأكبر على الإرث، مؤكداً أن وجود نص مسرحي متميز ونجوم موهوبين سيجذب الجمهور إلى المسرح ومشاهدة العرض.

يؤدي محمد مهران دور {حمودة} الأخ الأصغر بين أشقائه، وعندما يعود من السفر يجد إخوته في نزاع بين بعضهم البعض، بسبب الطمع في المال والإرث الذي خلفه لهم والدهم.