«يومان ... راحة»
![علي محمود خاجه](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1587579369153174500/1587579386000/1280x960.jpg)
وأنا إذ أتفق مع هذه الحكومة أو أي حكومة تسير وفق نفس الأسلوب مع هذا القرار، فلن تتمكن حكومات تدار بهذا النظام من فرض العمل على الناس في أيام باتوا يعتبرونها جزءاً من إجازاتهم وحقاً مكتسباً لا يمكن التنازل عنه، فعطل الأعياد لا بد أن تتجاوز الأسبوع، ولا بد من يوم راحة يسبق العطلة وراحة أخرى تلي العطلة، ولا عزاء للعمل والإنتاج وغيرها من شكليات لا تستحق العناء، أو بالأحرى "لاحقين عليها".لن يقف التمادي بالإجازات عند هذا الحد قطعاً، فأنا أذكر أننا في المدرسة في التسعينيات إن صادفت عطلة العيد الوطني مثلاً يومي الثلاثاء والأربعاء فإننا نذهب إلى المدرسة بدوام كامل يومي السبت والأحد والاثنين، وبعد سنوات قمنا بدمج يوم الاثنين مع أيام العطلة وتدرجت الأمور شيئاً فشيئاً إلى أن تمت السيطرة الكاملة على جميع أيام الأسبوع كلها كما يحدث اليوم، وستتطور الحال حتماً في المستقبل، وقد يأتي اليوم الذي نترحم فيه على الأيام التي كانت فيه عطل العيد لا تتجاوز الأسبوع فقط.أبهذا الأسلوب تدار الدول؟ هل يمكن فعلا أن تستقيم الحال في دولة مجموع ساعات عمل وزاراتها ومؤسساتها 1440 ساعة في السنة بما يعادل 60 يوماً فقط من أصل 365 يوماً؟!المسألة لا تحتاج إلى فكر عالٍ أو عقلية جبارة، كل المسألة قرار لا يصنف حتى أنه جريء بل طبيعي، يحدد أيام العطل، ويعاقب كل من يتغيب عما سبقها أو يليها؛ كي يعود الشعب إلى الانضباط كما كان قبل سنوات ليست بطويلة. حالتنا في الكويت تشبه ذاك الرجل الثري الذي ورث أموالاً طائلة دون عناء، فقضى حياته بالراحة والترفيه والتسلية إلى أن تبددت ثرواته، وفوجئ بأن عليه العمل لكسب قوت يومه، فقضى نحبه لأنه لم يتعلم طوال حياته كيف يعمل.ستنتهي الثروة حتماً وقريباً بل قريباً جداً، ولن نتمكن لا من استرجاعها ولا من محاسبة من تسبب في ضياعها لأننا ساهمنا معه في ذلك.خارج نطاق التغطية:يحقق أبطال الكويت في الرماية والإسكواش ميداليات متعددة في دورة الألعاب الآسيوية فيسلط الضوء على دكتوراه فخرية نالها أحمد فهد الأحمد!!