• ما الذي أقنعك بخوض هذه التجربة، وهل كنت تضمن نجاح الفيلم رغم كونه تجربة شبه جديدة على السينما المصرية؟

Ad

لا يوجد شيء في السينما اسمه فيلم مضمون النجاح، فذوق مشاهدي السينما متقلب، بالإضافة إلى أن ثمة أفلاماً جيدة أو أعمالاً فنية ممتازة، لكنها للأسف في النهاية تفشل جماهيرياً. لكنني كنت أشعر بنجاح {وردة} بشكل شخصي، وكنت على دراية بأن الله سيوفقنا، خصوصاً أننا اجتهدنا وبذلنا مجهوداً كبيراً، علاوة على أن الموضوع مختلف وجديد، وهذا سبب شبه كافٍ للنجاح، لأن المتلقي يبحث دائماً عن الجديد في كل شيء، لا سيما في الفنون والسينما.

• هل من الممكن أن تقدم فيلم رعب آخر خلال الفترة المقبلة، خصوصاً أنك أعدت اكتشاف هذه النوعية من الأعمال التي غابت طويلاً عن الساحة؟

لا أحب تكرار نمط واحد من الأعمال، وأفضل التغيير لتحقيق مساحة من المغامرة، وكي لا أحصر نفسي في مساحة معينة. فلا أحب أن يقرن اسمي بفئة واحدة من الأعمال، وأبحث دائماً عن تقديم أفكار مختلفة وجديدة على المشاهد.

• ألم تقلق من عدم تصديق المشاهدين للفيلم أو الإحساس بأنه غير جاد أو أنه يروج لخرافات، كما قال بعض النقاد؟

يجب على صانعي السينما أن يتقبلوا النقد السينمائي سواء سلباً أو إيجاباً. أما القول بأننا نروج لخرافات فهذا أمر غير صحيح وغير منطقي، لأن فكرة المس الشيطاني أو الجان مطروحة لدى مجتمعاتنا العربية منذ سنوات طويلة سواء تتفق أو تختلف معها، ودور الفن هو طرح القضايا الموجودة على الساحة في محاولة لإيجاد حلول لها، بالإضافة إلى أننا لم نؤثر على الناس، ولم نتدخل بوجهة نظرنا. لكننا تركنا كل مشاهد يأخذ الانطباع الذي يريده من الفيلم.

• هل لجأت إلى نمط معين من الأنماط العالمية المعروفة في صناعة أفلام الرعب، خصوصاً أن السينمائيين المصريين لا يملكون الخبرة الكافية في هذا المجال؟

إطلاقاً، هذا العمل بمثابة مجهود فني لصانعيه، ولم نحاول تقليد أي فيلم أو شكل أجنبي سواء في الكتابة أو الإخراج، وهذا الأمر واضح في طريقة التصوير وحركة الكاميرا. حتى الموسيقى لدينا مختلفة، حيث استخدمنا بعض الأصوات الملائمة لفكرة الفيلم كي تصحب المشاهد في اللقطات، ما يزيد الإثارة ويرفع مستوى التأثير عليه.

• اعتاد الجمهور المصري أنه عندما يظهر خط درامي معين في أحد الأعمال الفنية فإنه يصبح ظاهرة... فهل تتوقع أن نكون بصدد موجة من أفلام الرعب في الفترة المقبلة؟

أعتقد أننا في الفترة المقبلة سنرى أفكاراً وأعمالاً تقترب أكثر من أنماط أفلام الرعب، لا سيما أننا نفتقد إلى هذه النوعية على مدار تاريخ السينما المصرية، وذلك مقارنة بالفئات السينمائية الأخرى سواء حركة أو كوميديا أو رومانسية. ويتمنى صانعو {وردة} أن يكون الأخير بداية لتشجيع المنتجين على خوض تجارب مشابهة.

• لماذا لا تلقى هذه النوعية من الأعمال رواجاً لدى الجمهور العربي عموماً والمصري خصوصاً؟

تحتاج هذه الأعمال إلى ميزانيات ضخمة جداً، وصانعو السينما يفضلون الابتعاد عنها، خوفاً من عدم نجاحها مع تكلفتها العالية. على سبيل المثال في الدول الأجنبية المتقدمة سينمائياً يتم رصد ميزانيات ضخمة لهذه الأفلام، لكننا كنا نعرف تماماً أننا في صدد مغامرة كبيرة أو مخاطرة، كما سماها البعض، لأن الموضوع مختلف عن الأشكال التقليدية في تاريخنا السينمائي في القصة والتناول، بالإضافة إلى عدم الاستعانة بنجوم، علاوة على عرضه في توقيت مختلف عن المواسم المعروفة.

• هل تعتبر نفسك نجحت في تقديم نمط جديد وبعيد عن السينما المصرية؟

أعتبر النجاح الحقيقي هو إبقاء الفيلم  في دور العرض أكبر فترة ممكنة من العام، فتوقيت العرض كان جريئاً، وحاول البعض التأثير علينا كي نغير التوقيت. لكننا رفضنا وتمسكنا برأينا، وإذا استطاع صانعو السينما أن ينجحوا في إبقاء أبواب دور العرض مفتوحة طوال العام، فذلك هو النجاح الحقيقي.

• هل قلّل عدم الاستعانة بنجوم من فرص نجاح الفيلم؟

عدم استعانتنا بنجوم لم يأت من قبيل ضعف الميزانية، ولكن الفكرة المقدمة عبارة عن قصة حقيقية حدثت في الريف المصري، ومن هذه النقطة فكرنا أن يكون الأبطال غير مشاهير حتى يصدق المشاهد، ويشعر أنه يشاهد واقعاً، وأن يعيش معنا في جو الإثارة والمتعة ويتفاعل مع القصة والمشاركين. ولو كنا استعنا بممثلين مشاهير لكان المشاهد سيشعر أنه أمام فيلم عادي جداً.

• معنى ذلك أن البطلين الحقيقين لفيلم {وردة} هما المخرج والمؤلف... أليس كذلك؟

كل من شارك في العمل هو بطل حقيقي لأن هذا العمل مختلف واحتاج إلى مجهود الجميع. ولكن من ناحية أخرى، ثمة فعلاً أفلام تعتمد على النجم الأوحد مثل الأعمال الكوميدية التي يُوضع اسم النجم في البداية ثم يأتي بعد ذلك جميع المشاركين بمن فيهم المخرج. أرفض تقديم هذه النوعية من الأساس.

• هل أنت راض عن معدل شباك التذاكر حتى الآن؟

الحمد لله، حتى الآن يعتبر الفيلم ناجحاً جماهيرياً ويتمتع بنسبة مشاهدة عالية من الجمهور مع الوضع في الاعتبار المعوقات كافة التي تم رصدها.