طوت تونس أمس مرحلة انتقالية صعبة بانتخاب رئيس جديد للبلاد في اقتراع حاسم شهد إقبالاً مقبولاً، وتوتراً أمنياً بعد إقدام مسلح على مهاجمة عسكريين في مركز انتخابي قبل ساعات فقط من فتح أبوابه أمام الناخبين.

Ad

وفي حين تتجه الأنظار إلى قصر قرطاج الرئاسي، الذي تنافس عليه بضراوة الرئيس المنتهية ولايته محمد المنصف المرزوقي، ومؤسّس ورئيس حزب نداء تونس العلماني الباجي قائد السبسي، أعطت نسبة المشاركة التي تجاوزت 50% قبيل ساعات قليلة من إغلاق صناديق الاقتراع، الزخم الذي يعوّل عليه الرئيس المقبل في تجاوز الأزمات المتلاحقة، بدءاً من الاقتصاد المنهار ومروراً بمطالب الثوار، ووصولاً إلى مواجهة الإرهاب. وبينما أكد المرزوقي مسبقاً قبوله نتيجة الانتخابات أياً كانت، أعلن فريق حملة السبسي فوز مرشحه عقب إغلاق مكاتب الاقتراع مباشرة.

وقال مدير الحملة محسن مرزوق، في مؤتمر صحافي، إن مرشح حزب حركة «نداء تونس» فاز في الانتخابات الرئاسية، لكن من دون أن يعطي أرقاماً محددة»، موضحاً أن حزب السبسي «سيقبل الفوز بتواضع، وسيمد يديه للعمل مع الجميع».

وبهذا الاستحقاق، الذي جاء بعد 4 سنوات من انتفاضة أطاحت حكم الرئيس زين العابدين بن علي، وسبقه إقرار دستور جديد وانتخاب برلمان في أكتوبر الماضي، تكون تونس قد استكملت آخر خطوات الانتقال الديمقراطي الكامل في منطقة مازالت تعاني اضطراباً بعد انتفاضات الربيع العربي التي انطلقت شرارتها منها في 2011. وقبيل فتح مراكز الاقتراع أمام المواطنين، الذين دعي منهم 5.3 ملايين للمشاركة في التصويت في نحو 11 ألف مركز موزعة على 27 دائرة انتخابية، منعت الإجراءات الأمنية المشددة، حصول مجزرة في ولاية القيروان، حيث تمكّن الجيش من قتل مسلح في منطقة حفّوز، وأوقف ثلاثة آخرين أثناء محاولتهم مهاجمة عسكريين يحرسون مدرسة بداخلها «مواد انتخابية»، ما أسفر عن إصابة أحدهم.

وفي أول رد رسمي على الحادثة، قال رئيس الحكومة مهدي جمعة الذي يقود تونس منذ بداية 2014 وحتى إجراء الانتخابات العامة «هي محاولات يائسة لاستهداف آخر أشواط المسار (الانتقالي)»، مضيفاً: «سننتقل إلى الاستقرار وستكتمل المنظومة السياسية الجديدة».       (تونس- أ ف ب، رويترز، د ب أ)