كيف نواجه التحدي؟!
![حسن العيسى](https://www.aljarida.com/uploads/authors/25_1682522445.jpg)
مثل تلك الخطوات تصبح ضرورة، وهي تعد ركناً مهماً لبناء جيش داخلي قوي من المواطنين الأحرار، وهو جيش لا يقل قوة عن الجيوش الرسمية، وقوامه الثقة والولاء للوطن وللحريات، ولا يكلف مليارات الدولارات من صفقات السلاح التي تنتهي صلاحيتها بعد فترات بالتقدم التكنولوجي.تجابه دول الخليج، غير تحديات القوة الإيرانية المتزايدة، مشروع أزمات اقتصادية تلوح في الأفق، فحلم عودة سعر البرميل لسابق عهده وهم وخيال، بعد أن استطاعت أميركا التخلص من حالة الإدمان على نفط المنطقة العربية، بينما بقيت دول المنطقة هي المدمنة على "الريع" النفطي، وأدمنت قطاعات عريضة من شعوبها، بالتبعية، على التواكلية، وعلى قوة العمل الأجنبية للقيام بمعظم شؤونها، وهذا كان نتيجة طبيعية لغياب الاستثمار بالإنسان وتحصينه بالتعليم الجيد في عالم لا يرحم الضعفاء ولا حملة شهادات "الترسو"، وقد تزايدت تلك الجماعات الأخيرة في السنوات القليلة الماضية، ففي حالة الكويت مثلاً، تراجعت مستويات التعليمين العام والخاص، ولاذت الدولة باللامبالاة لخريجي كليات البقالات التجارية، وأهملت المتخرجين المتفوقين من الجامعات العريقة، وتركتهم نهباً لبيروقراطية بائسة غبية، ما يعني في النهاية "تطفيش" أهل الكفاءات الوطنية مقابل توطين أصحاب العاهات الثقافية.العمل لبناء الجبهات الداخلية لدولنا يعني بناء الإنسان الواعي المتعلم المعتز بكرامته والمتسامح بثقافته مع الآخرين المختلفين عنه. تلك بعض الأمور الغائبة عن دولنا، ولا تملك تلك وقتاً طويلاً كي تسوف في بناء مشروع إصلاحي كبير، فالحقائق تتغير مع تبدل الزمان، وعلينا بدورنا أن نتغير معها.