صحيح أن أداءك الأعمال المنزلية وحدك قد يكون أسرع، لكن يمكن أن يتعلم الأولاد دروساً قيّمة في الحياة من خلال المشاركة في هذه الأعمال. حين يساعد الطفل في الأعمال المنزلية اليومية، يتعزز نموه ويكتسب حساً بالانتماء إلى العائلة. في ما يلي بعض الطرق لبدء هذه الخطة.

Ad

• التشديد على أهمية تنظيم الأغراض لتحديد مكانها بسهولة: حين يكون الأولاد في عمر 18 شهراً، قد تحتل ألعابهم محيطك كله. في هذا العمر، يريد الأولاد أن يساعدوك، لذا استفيدي من رغبتهم في إرضائك. اجلسي مع ابنك مرتين في اليوم، قبل موعد القيلولة والاستحمام مثلاً، واطلبي منه أن يساعدك على ترتيب المكان. علّميه كيفية وضع الكتب على الرفوف وتوضيب الألعاب في صندوق الألعاب. عبّري له عن فخرك به لأنه ساعدك. صفقي له وقولي له عبارة تشجيعية مثل «أحسنت!». يمكنك أيضاً أن تكافئيه بملصق جميل!

حين يدخل الأولاد إلى المدرسة، من المفيد أن يتعلموا أداء مهام أصعب مثل توضيب السرير ومسح الأرض واستعمال المكنسة الكهربائية. من خلال السماح للطفل بإتمام المهام معك مثل فرز الغسيل وطيّه وترتيبه، يصبح النشاط أكثر متعة. الأعمال التي تناسب عمره مهمة لمساعدته على التطور والشعور بالنضج. في هذا العمر، يمكن أن تعلّميه مدى سهولة إيجاد الأغراض التي يريدها عند ترتيبها بعد استعمالها.

حين يبلغ الولد عمر التاسعة أو العاشرة، يجب أن يتمكن من إتمام المهام بنفسه، مثل إخراج القمامة وتفريغ الجلاية أو تجهيز مائدة العشاء. من خلال المساعدة في المهام اليومية، سيتعزز شعوره بالانتماء إلى العائلة.

• التنظيم: حضري جدولاً بالأعمال المنزلية الأسبوعية لجميع أفراد العائلة المسؤولين عن كل مهمة. يحب الأولاد أن يلتزموا بروتين واضح كي يعلموا ما يجب توقعه كل يوم. يجب الإصرار على إنجاز الأعمال المنزلية قبل أن يستمتع الجميع بوقت اللعب بعد العشاء. إذا لم تفرضي الروتين بشكل دائم، سيرفض الأولاد إتمام الأعمال المنزلية المتكررة.

يطور الأولاد حساً بالانتماء حين يتم تكليفهم بأعمال منزلية. من خلال إبقاء غرفهم نظيفة، سيشعرون بالفخر بأنفسهم. ومن خلال منع تراكم الفوضى في مساحتهم الشخصية، قد يتخلصون من تشوش ذهنهم في ما يخص القيام بالأعمال المنزلية. إذا كانت مساحتهم الشخصية منظّمة، سيقدمون أداء أفضل عند تنفيذ فروضهم. عند تعلّم مهارات جديدة من خلال الأعمال المنزلية، سيشعر الأولاد أيضاً بأنهم يكبرون ويقدمون مساهمات إيجابية.

• تعلّم أهمية إتمام المهام من خلال الأعمال المنزلية: حين يصل الولد إلى المدرسة الابتدائية، قد يوفر له مصروف الجيب حافزاً مناسباً كي يشارك في الأعمال المنزلية. يمكن تحضير جدول بتلك الأعمال كل أسبوع وتكليف كل فرد من العائلة بمهام صغيرة. ضعي علامة إلى جانب كل مهمة منجزة إذا تمت بالشكل اللازم. لا تسمحي له بشطب أي مهمة لم ينفذها بالكامل.

• تعلّم الأعمال المنزلية الأولاد معنى المسؤولية والفخر بعملهم: يجب ألا تكون الأعمال المنزلية عقوبة للأولاد حين يسيئون التصرف. بل يجب اعتبار الأعمال المنزلية مساهمة من كل شخص في العائلة لمساعدة الأسرة على تدبّر أمورها بسلاسة. من خلال وضع برنامج مكافآت لإشراك الأولاد، يمكن تعزيز حماستهم لإتمام الأعمال المنزلية التي لا يحبذونها من دون تذمر. إذا أتموا جميع أعمالهم الأسبوعية مثلاً، يمكن أن يشاركوا في أحد نشاطاتهم المفضلة مثل الذهاب للتسوق مع الأم أو لعب مباراة كرة سلة مع الأب.

يتعلم الأولاد أن يشعروا بالفخر بعملهم حين يشاركون في الأعمال المنزلية العائلية. هذا ما يجعلهم يشعرون بأنهم يسهمون في هدف مشترك لإبقاء المنزل نظيفاً وفاعلاً. هم يتعلمون كيفية تحمل مسؤولية إتمام المهام، وهو سلوك مفيد حين يقصدون المدرسة.

• ابتكري جواً ممتعاً: لا داعي ليكون التنظيف عملاً شاقاً. شغّلي الموسيقى مع إيقاع رقص ممتاز. ارقصي مع الأولاد أثناء مسح الغبار وترتيب الألعاب. يسمح تشغيل الموسيقى بتشكيل جو احتفالي وسرعان ما يبدأون بالتطلع إلى هذا النشاط.

نظمي مسابقة لمعرفة من ينجز الأعمال المنزلية بوتيرة أسرع. إذا كان الجميع يعملون معاً، قد تصبح المنافسة المسلّية أكثر متعة. قومي بنشاط منظّم وممتع بالنسبة إلى الجميع بعد إنهاء الأعمال المنزلية.

• حدّدي مدة 15 دقيقة: من خلال تحديد فترة معينة، يمكن أن يعلم الجميع أنهم غير مضطرين إلى التنظيف إلى الأبد. اختاري مهاماً يمكن إنجازها خلال 15 دقيقة. إذا لم تنتهِ الأعمال المنزلية خلال هذه المدة، خذي استراحة قصيرة ثم اعملي لخمس عشرة دقيقة إضافية. يسهم التنظيف على مراحل قصيرة في تقبّل المهمة.

• خصّصي مكافأة: خبّئي خمسة دولارات في مكان ما. كل من يجد المال يحتفظ به. يمكن تنفيذ هذه الخطة مع كل طفل. ضعي المال في أماكن غير متوقعة: تحت سريرهم مثلاً أو في أسفل الأثاث، أو ألصقيها بقبضة المكنسة الكهربائية. سيساعدهم ذلك أيضاً على تحديد معايير تنظيف الغرفة.

• المداورة بين الأولاد: لا تسهم هذه الخطوة في منع الصغار من الضجر فحسب، بل إنها تعلمهم مهارات جديدة أيضاً. سيشعر الأولاد بأنهم أصبحوا أكثر نضجاً حين يتولون مجموعة جديدة من المسؤوليات.

يجب أن نربي أولاداً أصحاء وناشطين. للقيام بذلك، تقضي إحدى الطرق بتشجيعهم على أداء دور أساسي في أسرنا. من خلال تعليمهم الأعمال المنزلية ثم تحميلهم مسؤولية القيام بعمل جديد، سيستعدون لبذل جهود أخرى يمكن أن يضطروا إلى فعلها حين يدخلون إلى المدرسة. اجعلي الأعمال المنزلية ممتعة من خلال الالتزام بسلوك إيجابي.

• تضمن الأعمال المنزلية لحظات طبيعية ومفيدة لتعلم معنى المكافآت والعواقب: يمكن أن يسيطر التلفزيون وألعاب الفيديو ومواقع التواصل الاجتماعي على حياة المراهقين، فهم لا يريدون أن يفوتوا شيئاً. ساعدي ابنك على التحكم بالوقت من خلال الحد من هذه النشاطات وفتح المجال لإتمام الأعمال المنزلية. حين لا تنتهي هذه المهام من دون شجار، اخصمي لحظات من {وقت الفراغ} إلى أن يقدم المساعدة في المنزل.

حين لا تنتهي الأعمال المنزلية في الوقت المحدد أو لا تنتهي مطلقاً، لا بد من تحديد العواقب مسبقاً. كل طفل مختلف عن غيره لذا قد يختلف التعامل بين طفل وآخر. تشمل الخيارات الممكنة في منزلك: سحب الامتيازات أو الخلود إلى النوم باكراً أو تفويت التحلية.

• ينتج الالتزام بالأعمال المنزلية عادات تستمر مدى الحياة: يجب تحديد روتين منتظم عن توقيت إتمام الأعمال المنزلية. يمكن الإصرار على أن يوضب الطفل سريره في كل صباح قبل المدرسة. كوني قدوة له من خلال توضيب سريرك أمامه ثم ساعديه. أشيدي بالجهد الذي يبذله. تذكري أن مستوى مهارة طفل في الثالثة من عمره لن يضاهي مهارة طفل في السابعة. أعطيه تعليمات لتمليس البطانيات أو وضع الوسادات والألعاب القماشية في مكانها المناسب.

حين يكون الأولاد صغاراً، لا بد من التحقق من أنهم ينجزون عملهم بطريقة سليمة. خلال مرحلة نموهم وحين يعتادون على روتين التنظيف، يمكن أن يحذفوا بكل بساطة المهام التي ينجزونها من لائحة أعمالهم. من خلال وضع الملصقات على لائحة الأعمال المنزلية، قد يتشجع الأولاد على إتمام المهمة جيداً منذ المرة الأولى.