معرض منع الكتاب
![ناصر الظفيري](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1497859964459581700/1497859964000/1280x960.jpg)
نؤمن أن الرقابة على الكتب يجب أن تكون ذاتية في الحالتين: الكتابية والقرائية. فرقابة الكاتب الذاتية أولا وايمانه بالقارئ الذي سيقدم له كتابه، الكاتب يدرك أهمية النص الذي يقدمه ويضع اسمه عليه، ويدرك الرسالة التى يحملها. لا يحتاج الكاتب الى وصاية أو رسم طريق أخلاقية له كي يسير عليها. والحال كذلك بالنسبة الى القارئ الذي يختار كاتبه أيضا دون وصاية من أحد معتمدا على رقابته الذاتية وذوقه القرائي. لا يمكن لأحد ما أن ينظر الى الكاتب أو القارئ كشخص ناقص النمو العقلي ويحتاج الى وضع وجبة ثقافية خاصة به ومنع وجبة أخرى سيعاني من عسر فهم في حال قراءتها.وفي الوقت الذي لا نجد فيه سببا منطقيا لفرض وصاية بأي شكل من الأشكال على ذهنية القارئ والكاتب، يبدو أن احباط الشباب وفرض رقابة على أعمالهم الأولى لا يشكل هما يؤرق القائمين على الرقابة، التي لا تلقي بالا لرفض أعمالهم الأولى. وربما يرى من يؤيد الرقابة على كتابات الشباب أن هناك تجاوزات أخلاقية أو دينية تستحق منع هذه الكتب. ولكن تلك ليست الحال مع الشابين فيصل الحبيني وفيصل الرحيل.قرأت العملين ولا اعرف حقيقة ماهي الأسباب التى أدت الى منع الكتابين، ففي الوقت الذي ندافع فيه عن أعمال ضعيفة المستوى لغة ومضمونا، حتى لا أقول هابطة، تمنع كتب مبشرة وناضجة وان كانت تجارب أولى للشباب. لا نعرف ما الأسس التي تعتمدها الرقابة في منع الكتاب، خصوصا أن التدقيق في كل جملة وكلمة يتم على الكتب الكويتية ولا يتم بالمثل على كتب عالمية، أتمنى فعلا أن نعرف ما الخطر الفكري الكبير الذي يشكله هذان الكتابان على عقلية المتلقي حتى نوافق مع الرقابة على منعهما.