النجوم والدراما التلفزيونية... مشاركة مشروطة ومسؤولية
تتنوع مواقف النجوم من المشاركة في الدراما التلفزيونية بين الخوف من إصابة المشاهد بالملل في حال تكرر الظهور، أو الاحتراق سينمائياً كما يُقال، وبين تحقيق مكانة فنية متقدمة لا يمكن تحقيقها في السينما، وثمة من يعتبرون أنفسهم ضيوفاً على هذه الشاشة، لذا يحرصون على حضورهم فيها، ووضع معايير لقبول العمل.
في تصريح لـ «الجريدة»، يؤكد يوسف الشريف اعتزازه بالنجاح الذي حققه في مسلسلات عدة من بينها: «المواطن إكس»، «رقم مجهول»، «اسم مؤقت»، «الصياد»، لافتاً إلى أنه يحسب خطواته الفنية جيداً، ولا يقبل أي سيناريو إذا لم يكن على مستوى أعماله السابقة نفسه، لأنه لا يشترط حضوراً سنوياً على الشاشة، وفي الوقت نفسه يمنح العمل الذي يوافق عليه اجتهاده وتركيزه ليخرج بشكل مناسب، موضحاً أنه يحافظ على علاقته القوية بالدراما التلفزيونية، لأنها منحته نجاحاً لم يتوقعه حتى في السينما.يضيف أن إعجابه بنص «لعبة إبليس» كتابة زوجته إنجي علاء وراء قبوله له، خصوصاً أن عمرو سمير عاطف يكتب السيناريو والحوار، فيما يخرجه أحمد نادر جلال.
جودة وتميزالعنصر الرئيس لقبول المشاركة في الدراما لدى أحمد السقا هو السيناريو الجيد ثم الإخراج المتقن والحبكة الدرامية التي يتم خلالها سرد الأحداث على مدى 30 حلقة من دون ملل، فضلاً عن إنتاج قادر على الإنفاق على العمل وفريق عمل متميز من الممثلين. مشيراً إلى أنه وجد ذلك في «ذهاب وعودة»، لذا قرر العودة من خلاله إلى الدراما التلفزيونية، بعدما قدم «خطوط حمراء» الذي عرض منذ ثلاثة أعوام.«ذهاب وعودة» من تأليف عصام يوسف، إخراج أحمد شفيق، يشارك في البطولة: مجدي كامل، إنجي المقدم، وليد فواز.بعد فترة ابتعاد طويلة منذ شارك في بطولة «مجنون ليلى» مع ليلى علوي، والمخرج محمد علي، يتمنى خالد أبو النجا العودة إلى الدراما، لكن الأداء التقليدي والشكل القديم في معظم المسلسلات المعروضة حالياً جعلاه يبتعد عن التلفزيون، مشيراً في المقابل إلى وجود محاولات جيدة من بعض صنّاع الدراما للخروج بها من القالب المعتاد.يضيف: «دفع توقف الإنتاج السينمائي بعض السينمائيين إلى التوجه نحو التلفزيون، ما ساهم في الارتقاء بمستوى الأعمال المقدمة على شاشته، وقُدمت تجارب مختلفة ومتميزة ومتطورة، من هنا جاء انتقال السينمائيين إلى التلفزيون لصالحه».يعتب أبو النجا على القيمين على الفضائيات لأنهم لم يفكروا في استغلال أموال الإعلانات التي تتخلل المسلسلات للارتقاء بمستوى الدراما، خلافاً للحال في السينما التي يكافح القيمون عليها للحصول على تمويل، ومع ذلك تكون النتيجة مبهرة في أغلب الأحيان عبر أفلام تظل عالقة في الأذهان.يتمنى أن ينتقل منتجو الدراما من التلفزيون إلى السينما لتقديم أعمال ذات إنتاج ضخم، لكن ليس بالشكل الذي اعتادوا عليه في مسلسلاتهم، بل وفقاً للمستوى المتعارف عليه في السينما، لافتاً إلى وجود سيناريو مسلسل له في طور الكتابة منذ أكثر من عام، لكن لم يتحدد بعد إذا كان سيشارك من خلاله في رمضان المقبل أم سيتأجل أو قد يعرض خارج السباق. تقنيات سينمائيةنجاح مي عز الدين في الدراما التلفزيونية عبر مسلسلات من بينها «الشك» و{دلع بنات»، يحمّلها مسؤولية تدفعها إلى توخي الحذر في خياراتها وأعمالها المقبلة حتى لا تخذل جمهورها، ولا تتراجع بخطواتها إلى الخلف، مشيرة إلى أنها لا تهتم بأدائها وظهورها في العمل فحسب، بل تهتم بالمشاركين في المسلسل لأنه يتم تسويقه باسمها، وبالتبعية ستتحمل هي جزءاً من الفشل إن حدث.تضيف أنها ليست دخيلة على الدراما، ووجودها فيها ليس بسبب الكساد السينمائي الذي شهدته دور العرض، لافتة إلى أن جمهورها في التلفزيون يدفعها باستمرار إلى تقديم مسلسلات، لأنه وراء النجاح الذي حققته، واصفة نفسها بأنها «ابنة التلفزيون»، وموضحة أن الجمهور لن يقبل بحضور نجم سواء كان سينمائيا أو تلفزيونياً لمجرد الظهور فحسب. تتابع: «ربما يكون للتطور الحاصل في الدراما التلفزيونية، بأفكارها المختلفة وتنفيذها بجودة وتقنيات، الأمر في توجه بعض نجوم السينما إلى التلفزيون، ما يحقق لهم معادلة جيدة للعمل بتقنيات سينمائية في الدراما.تشارك مي عز الدين في السباق الرمضاني المقبل بمسلسل «حالة عشق» تأليف محمد صلاح العزب، إخراج إبراهيم فخر، بطولة حازم سمير. لا يرفض شريف رمزي العمل في الدراما التلفزيونية لكنه يعتبر نفسه نجماً سينمائياً أكثر من التلفزيون، واصفاً حضوره فيه بأنه ضيف، لذا يختار الأدوار بحرص، خصوصاً أن آخر أعماله التلفزيونية كانت مع النجم عادل إمام في «العراف» الذي عرض منذ عامين وحقق نجاحاً.يضيف أن ما يحدد قبوله أو رفضه المشاركة في الدراما التلفزيونية مدى تأثير دوره فيها، وليس مساحته، مشدداً على أن خياراته صعبة ولا يرضى بأي عمل لمجرد إثبات الحضور.يتابع: «انتمائي الأول إلى السينما لا يمنع مشاركتي في بعض الأعمال الدرامية التي تنال إعجابي مثل «الجماعة» الذي ظهرت فيه في حلقتين فقط، ومع ذلك كتب اسمي ضمن الأبطال لأن دوري كان مؤثراً، وكذلك «العراف»، إذ كان فرصة للعمل مع الزعيم عادل إمام، خلاف ذلك لا أشارك لأن التلفزيون يحرق الممثل سينمائياً».يوضح أن في الولايات المتحدة الأميركية ثمة ممثلين متخصصين في السينما وآخرين في التلفزيون، وأن المنتجين يدركون هذا الفرق جيداً، ويعرفون أنهم إذا استعانوا بممثل تلفزيوني في السينما فلن يحقق إيرادات مرتفعة لأن شعبيته موجودة في التلفزيون فحسب.