كيف تثق بنفسك؟

استمعت من إذاعة دولة الكويت إلى برنامج "رحلة التفوق" الذي يعده ويقدمه الدكتور سعد الكريباني، وقد تكلم في إحدى حلقات البرنامج عن العوامل التي تزيد ثقة الإنسان بنفسه، ومنها: النظر إلى المشاكل التي تعترض حياتنا بصورة إيجابية مصداقا لقوله تعالى: "وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ". "البقرة آية 216".

واستشهد الدكتور سعد بقصة واقعية لمزارع صيني ينظر إلى المشاكل التي تعترضه بصورة إيجابية، وإليكم القصة:

يحكى عن مزارع صيني فقير يعيش هو وابنه في كوخ صغير في قرية بسيطة فقيرة، وكان هذا المزارع يملك حصانا، فجاء أهل القرية مرة فقالوا له: ما أسعدك! يا لحظك السعيد كلنا لا نملك حصاناً وأنت تملك حصاناً قوياً يساعدك في حراثة الأرض، والتنقل عليه، فالتفت إليهم المزارع، وقال: ربما.

وفي أحد الأيام هرب حصان المزارع الفقير، فجاء أهل القرية إليه وقالوا له: ما أتعس حظك! ما هذا الحظ العاثر؟ هرب الحصان الذي كان يساعدك، فالتفت المزارع إليهم، وقال: ربما. وفي المساء جاء حصان المزارع إليه ومعه حصان وحشي آخر، فتجمع أهل القرية عنده، وقالوا له: ما هذا الحظ العظيم؟ بدل الحصان حصانان! يا لهناك وسعادتك! فالتفت إليهم المزارع، وقال: ربما.

في الصباح ركب ابن المزارع الوحيد الحصان الوحشي فمشى به خطوات ثم أسقطه على ظهره فانكسرت يده، تجمع أهل القرية عند المزارع الفقير فقالوا له: يا مسكين ولدك وحيدك انكسرت يده، ما أتعس حظك! ما أعظم مصيبتك! فالتفت إليهم المزارع، وقال: ربما.

بعد أيام دخل الجيش الصيني هذه القرية، وأخذ يجمع شبابها جميعاً لأن هناك حرباً ستقع بين الصين وأعدائها، فدخل الجيش كل بيوت القرية وأخذ شبابها، لكن لما دخل الجنود بيت المزارع الفقير شاهدوا يد ابنه مكسورة فلم يأخذوه معهم بل تركوه نائما في فراشه.

تجمع أهل القرية عند المزارع الفقير، وقالوا له: الآن كل أبنائنا أخذوهم إلى الحرب ما عدا ابنك، ما هذا الحظ الذي لديك؟ يالحظك العظيم، فالتفت إليهم المزارع، وقال: ربما.

* من خلال هذه القصة الجميلة نستفيد ما يلي:

1- الاعتماد على الله سبحانه والتوكل عليه.

2- الصبر عند المصيبة.

3- النظر إلى المشكلة بصورة إيجابية.

4- الخيرة فيما اختاره الله.

5- يجب أن تكون راضيا بما قسمه الله لك.

6- الابتعاد عن الحسد والنظر إلى ما عند الغير.

7- الدفاع عن الوطن واجب وطني، وبالمناسبة نرجو من حكومتنا الرشيدة الاستعجال في تطبيق قانون التجنيد الإلزامي.