مهلة مجلس الأمن للحوثي تنتهي... وعدن تحت الحصار
● مقاتلات «إعادة الأمل» تقصف عدة مناطق
● طهران تتراجع وتغير مسار سفنها بعيداً عن اليمن
● طهران تتراجع وتغير مسار سفنها بعيداً عن اليمن
انتهت أمس، مهلة مجلس الأمن لبدء تنفيذ قراره رقم 2216 بشأن اليمن، في وقت تواصل الميليشيات الحوثية تحركاتها العسكرية وترفض الانسحاب من المدن والمقرات الحكومية. وبينما شن التحالف العربي سلسلة غارات جديدة على المتمردين، غيرت طهران مسار سفن شحن كان يعتقد أنها تنقل أسلحة بعيداً عن السواحل اليمنية.
بينما تتواصل الاشتباكات بين أنصار الشرعية والمتمردين الحوثيين في عدة مناطق باليمن، انتهت أمس، مهلة تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 2216 تحت الفصل السابع الذي يتيح استخدام القوة بشأن اليمن والذي أمهل الحوثيين عشرة أيام للانسحاب من المدن التي سيطروا عليها. وكان مجلس الأمن أدان في قرار أصدره 14 أبريل الجاري "التصعيد العسكري الذي يقوم به الحوثيون في كثير من أنحاء اليمن، بما في ذلك محافظات تعز ومأرب والجوف والبيضاء، فضلاً عن تقدمهم نحو عدن واستيلائهم على الأسلحة من المؤسسات العسكرية والأمنية اليمنية".وطالب القرار الدولي الميليشيات الحوثية بالكف عن استخدام العنف وسحب قواتها من جميع المناطق التي استولت عليها، بما في ذلك العاصمة صنعاء والتخلي عن جميع الأسلحة التي استولت عليها من المؤسسات العسكرية والأمنية.ودعا القرار، الذي تضمن 25 بنداً وصدر بتأييد 14 عضواً في مجلس الأمن مقابل امتناع روسيا عند التصويت، الأطراف اليمنية المتصارعة إلى الاستجابة لدعوة الرئيس الشرعي عبدربه منصور هادي إلى الحوار في الرياض، وإلى تسهيل إيصال المساعدات الإنسانية إلى اليمن، كما فرض حظراً على الأسلحة إلى الحوثيين وقوات الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح.حصار عدنإلى ذلك، سعت الميليشيات الحوثية وقوات الجيش الموالية لعلي صالح إلى فرض حصار اقتصادي خانق على محافظة عدن، في حين تمكنت اللجان الشعبية الموالية للرئيس هادي من استعادة أجزاء كبيرة من المدينة التي تعد ثاني أكبر مدن البلاد. في هذه الأثناء، شددت اللجان الشعبية في مدينة عدن الخناق على بقايا قوات الحوثي وصالح. وصدّت المقاومة محاولات للحوثيين لاقتحام محافظة عدن وقطعت العديد من خطوط إمداداتهم، كما بسطت سيطرتها على مناطق بالمدينة منها المنصورة وكريتر.ودارت اشتباكات ليل الخميس ـ الجمعة في الضالع ولحج ومأرب بين مسلحي القبائل وأنصار الحوثي وسط غارات من قوات التحالف العربي على معاقل الحوثيين لوقف تقدمهم نحو الجنوب. وأشارت مصادر إلى تصاعد وتيرة المعارك في محافظة مأرب بين مسلحي القبائل من جهة والحوثيين وقوات الحرس الجمهوري الموالية للرئيس السابق من جهة أخرى، مضيفة أن الحوثيين سيطروا على مديرية صرواح بعد معارك خلفت عشرات القتلى والجرحى من الجانبين.وشنّت طائرات التحالف غارات جوية صباح أمس، بعد ثلاثة أيام من إطلاق مرحلة "إعادة الأمل" واستهدفت الطائرات الحربية تجمعات الحوثيين في مديرية صرواح بمحافظة مأرب ومواقع في الحديدة وإب وتعز، في حين قصفت المدفعية السعودية مناطق بمحافظتي صعدة وحجة الحدوديتين.تراجع إيرانيمن جهة أخرى، تراجعت إيران بعد تحويلها لمسار عدد من سفن الشحن التابعة لها كان يعتقد أنها تحمل شحنة إلى الحوثيين بعيداً عن السواحل اليمنية.وأفاد مسؤول أميركي أمس الأول طالباً عدم ذكر اسمه، أن السفن الإيرانية "لم تعد تسلك الطريق نفسه"، مشيراً إلى أن القافلة الإيرانية تتألف من تسع سفن بينها سفينتا دورية مسلحتان موجودة حالياً على مقربة من جنوب صلالة في سلطنة عمان، مضيفاً "نأمل أن تساهم إيران بوضوح في خفض حدة التوتر" في اليمن عبر إبعاد هذه السفن. ولكنه لفت إلى أن السفن "يمكن في أي لحظة" أن تغير وجهتها مجدداً نحو اليمن، مؤكداً أن الأميركيين "يراقبون عن كثب" هذه القافلة.وكان مسؤولون أميركيون أعلنوا الاثنين أن الولايات المتحدة "تراقب" قافلة سفن إيرانية يحتمل أن تكون متجهة إلى اليمن، بعيد إعلانها تحريك إحدى حاملات طائراتها باتجاه مضيق باب المندب "لضمان بقاء الطرق البحرية الحيوية في المنطقة مفتوحة وآمنة".اتهاماتفي السياق، اتهم وزير خارجية اليمن رياض ياسين أمس الأول، إيران بمحاولة اختراق الحصار البحري المفروض على اليمن لمنع وصول أسلحة إلى المتمردين.وقال ياسين اللاجئ في السعودية خلال مؤتمر مع نظيره البحريني الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة في مطار البحرين، إن "إيران تقوم بمحاولات بائسة لاختراق الحصار البحري على اليمن".ووصف ما يحدث في اليمن بأنه "اعتداء على جميع اليمنيين وفقاً لمخطط إيراني بتنفيذ من الميليشيات الحوثية".سجال دبلوماسيعلى صعيد آخر، رفض مسؤول في الخارجية الإيرانية التهم التي أطلقها السفير السعودي لدى الولايات المتحدة عادل الجبير ضد طهران.ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية عن المسؤول الذي لم تتم تسميته قوله، إن "المشاکل في اليمن أوجدتها الدول التي نفذت العمليات العسکرية وهدمت البنية التحتية وقتلت وجرحت الآلاف من أبنائه وارتكبت الجرائم وأبادت النسل". وندد باستمرار الغارات الجوية علي اليمن من قبل السعودية، ودعا مرة أخرى إلى الوقف الكامل للعمليات العسکرية، مؤکداً أن ما يحتاجه اليمن حالياً هو إرسال المساعدات الإنسانية بشكل عاجل وانطلاق الحوار اليمني- اليمني.كان السفير السعودي صرح بأن إيران "جزء من المشكلة في اليمن، وليست جزءاً من الحل، و(الرئيس) المخلوع علي عبدالله صالح كان له دور تدميري في اليمن".وأكد الجبير أن السعودية تعمل على تبديد كل المخاطر التي من شأنها أن تشكل تهديداً على البلاد لافتاً إلى أن السعودية لم تستبعد أي خيارات في اليمن، وأن كل الخيارات مطروحة. وأعلنت السعودية الأربعاء الماضي انطلاق عملية "إعادة الأمل" بعد انتهاء عملية "عاصفة الحزم"، وقالت، إن إعادة الأمل تهدف إلى استئناف الحوار السياسي بين القوى السياسية اليمنية بناء على قرارات مجلس الأمن والمبادرة الخليجية واستمرار حماية المدنيين واستمرار مكافحة الإرهاب ومساعدة المتضررين من الضربات الجوية والتصدي لتحركات جماعة الحوثيين.(عدن، صنعاء ــ أ ف ب،رويترز، د ب أ)