جنبلاط يدعو الدروز إلى الهدوء
جعجع في ضيافة رئيس «الاشتراكي»: لرفض الإرهاب والحرص على الاستقرار
أرخت التطورات الدامية في مناطق وجود أبناء طائفة الموحدين الدروز في محافظتي إدلب والسويداء، بثقلها على القيادات الدرزية، وكانت مدار بحث خلال اجتماع المجلس المذهبي الدرزي أمس.واعتبر رئيس الحزب «التقدمي الاشتراكي»، النائب وليد جنبلاط، بعد الاجتماع أن «حادث قلب لوزة كان فرديا وسيعالجه بالاتصالات الإقليمية، مستنكراً «سقوط الشهداء الدروز في إدلب، وقصف النظام الذي يقتل كل يوم مئات الشهداء في كل سورية».
وقال: «يجب ألا ننسى المأساة التي يتعرض لها الشعب السوري».وذكّر بأنه كان من الأوائل الذين قالوا بالحل السياسي في سورية، مشيرا الى أن «الحل لا يكون ممكنا بوجود الرئيس السوري بشار الأسد».وقال جنبلاط إن الأسد لا يحمي الأقليات، بل يأخذها معه الى الهلام بما في ذلك الطائفة العلوية التي ينتمي اليها، مؤكدا أن «أي هيجان في لبنان أو سورية يعرض دروز سورية للخطر من دون فائدة، ولنعالج الأمور بهدوء، والمعالجة السياسية تستوجب الاتصال بالقوى الإقليمية».ورفض جنبلاط أي تقدم اسرائيلي حماية لدروز سورية واعتبر ان نظام الاسد متساوي مع اسرائيل. في السياق، زار رئيس حزب «القوات اللبنانية» د. سمير جعجع ترافقه زوجته النائبة ستريدا جعجع مساء أمس الأول دارة آل جنبلاط في كليمنصو، حيث استقبلهما جنبلاط بحضور زوجته نورا وابنه تيمور وابنته داليا، إضافة الى وزير الصحة وائل أبوفاعور وزوجته زينة، والنائب نعمه طعمة.وختم البيان: «لقد عرفنا كلبنانيين الحرب قبل غيرنا، واختبرنا العنف في ما بيننا قبل غيرنا أيضا، حتى أننا قتلنا وقتلنا وتقاتلنا، وعدنا في 14 آذار 2005 لنختبر الوحدة الداخلية التي وحدها تحمي الجميع. لذا نعود ونؤكد أن لا حل إلا من خلال العمل الوطني المشترك».في سياق منفصل، تمكنت استخبارات الجيش، أمس، من توقيف المدعو أحمد الأطرش الملقب بـ»نسر عرسال» والمنتمي إلى «جبهة النصرة» عند حاجز اللبوة - عرسال، وفق ما أفادت الوكالة الوطنية للإعلام.يشار إلى أن الأطرش متهم بنقل سيارات مفخخة إلى الضاحية الجنوبية وتفخيخ عدد من السيارات التي انفجرت في الهرمل والمنطقة وقتال الجيش.وقد عرض المجتمعون الأوضاع السياسية العامة في لبنان والمنطقة، ولاسيما مجزرة «قلب لوزة» في ريف إدلب بسورية، مؤكدين رفض هذه الأعمال الإرهابية والحرص على الاستقرار والعيش المشترك، سواء في سورية أو في لبنان. من ثم استبقى جنبلاط ضيفيه على مائدة العشاء. وقالت مصادر مقربة من جعجع إن الزيارة هدفها «التعزية والتضامن بوجه أي عمل إرهابي»، لافتة إلى أن «الزعيمين تطرقا بشكل مفصل إلى الوضع السياسي والأمني في المنطقة وكيفية حماية الاقليات هناك».إلى ذلك، استنكرت الأمانة العامة لقوى «14 آذار» في بيان أصدرته أمس «الجريمة البشعة التي تعرض لها مواطنون ينتمون إلى طائفة الموحدين الدروز في بلدة قلب لوزة في سورية»، ورأت «أن هذا الاعتداء يصب في مصلحة الإرهاب والعنف والفوضى ومصلحة النظام السوري وداعميه الساعين لإذكاء الفتن المذهبية وهادفين لزرع الخوف في نفوس المواطنين الأبرياء لأي طائفة انتموا».وناشدت الأمانة العامة «كل الأصدقاء والمسؤولين في الثورة السورية التدخل الفوري وأخذ التدابير الكفيلة بوضع حد لهذه الأحداث»، وأكدت أن «لا حل لأي جماعة على حدة. إن الحل الوحيد هو في التزام الجميع من كل الطوائف والمذاهب بمساحة وطنية مشتركة تدافع عن كرامة الإنسان في سورية في وجه نظام امتهن القتل».