باتت مواقع التواصل الاجتماعي في مصر هدفاً رئيسياً تسعى من خلاله التنظيمات الجهادية الكبرى إلى التواصل عبره مع الشباب، بغية استقطابهم وتعريفهم أدبيات الجهاد التي يعتنقونها، وأصبح تجنيد الشباب عبر نوافذ الشبكة العنكبوتية ظاهرة تؤرق الحكومات العربية والغربية على حد سواء، ما دفع بعضها إلى مراقبة تلك المواقع.
وقال مختصون في تكنولوجيا الإنترنت، إن مواقع التواصل أصبحت من أيسر وسائل اتصال الجماعات المسلحة عالمياً، موضحين أن تلك الجماعات تلجأ إلى نشر أهدافها عبر تلك المواقع، فضلاً عن محاولات تجنيد الشباب وتعليمهم كيفية حمل السلاح، وفك وتجميع العبوات الناسفة.يباغتك العلم الأسود لتنظيم الدولة في صدر صفحة إلكترونية تحمل أحد أشهر المدونات الناطقة باسم التنظيم، وعدد كبير من البيانات التي تحمل اسم «غزوات»، وتبويب حديث يعكس مهارة تقنية للعناصر القائمة على تنفيذ الموقع، حيث ظهرت أقسامه مثل «مقالات، الولايات، جنود دولة الإسلام، عين على أعلام العدو»، وأيقونة يسار الموقع مكتوب عليها «كن أحد المعجبين». وبتصفح حسابات عدد من شباب التنظيم على «تويتر»، يجذب نظرك فوراً رقم يشير إلى عشرات الآلاف من المتابعين والمتفاعلين مع صاحب الحساب، وصور لرؤوس مقطوعة، وعناصر مقنعة تتفاخر بما تسميه «انتصارات»، كما ترصد مفارقات كاهتمام أحدهم بلعب «البلاي ستيشن» في صورة كتب أسفلها «نفعل ذلك وقت غارات التحالف علينا».واتخذت الحكومة المصرية تدابيرها مطلع العام الجاري، لمراقبة مواقع التواصل عبر تطبيق تقنية جديدة تسمح بتتبع الصفحات الإلكترونية التي تتبنى الأفكار الجهادية والتكفيرية.القيادي السابق في تنظيم الجهاد صبرة القاسمي قال، إن تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» المعروف بـ«داعش»، يمتلك فريقاً إلكترونياً محترفاً ومنظماً، موضحاً لـ«الجريدة» أن التنظيم استخدمه خلال الفترة الأخيرة في التواصل مع الشباب لتجنيدهم، بينما قال الخبير في شؤون الجماعات الإسلامية أحمد بان، إن الجماعات الجهادية تلجأ إلى شبكات التواصل الاجتماعي والمنتديات الجهادية لنشر فكرها.
دوليات
الإرهاب يلجأ إلى «العالم الافتراضي» لتجنيد الشباب
12-10-2014