دكاكين الأمم المتحدة!
![صالح القلاب](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1501783180355436200/1501783193000/1280x960.jpg)
كان على ديمستورا لو أنه لم يكن منحازاً سلفاً ولا يفكر إلا بما جاء في بيت شعر للإمام الشافعي يقول فيه:إذا هَبَّت رياحُكَ فاغتنمها فإن الخافقات لها سكونأن يقرأ تقارير كوفي أنان والأخضر الإبراهيمي عن الوضع السوري، الذي أصبح فيه مليون عقدة، وكل عقدة بحاجة إلى مليون حلال، إذا كان "يترفَّع" عن اللقاء وكان عليه أن يطوف بين "المضارب" العربية قبل أن يتقدم بهذه المبادرة البائسة التي لاشك في أنه جرى إعدادها في دوائر المخابرات السورية، وجرى إخراجها في السفارة الإيرانية في دمشق.أين العرب إذا كانت دول الغرب لم تعد معنية ولا مهتمة بالشأن السوري بقدر اهتمامها بـ"داعش" و"شارلي إيبدو"... وبالنفط والغاز طبعاً...؟ لماذا يُترك ديمستورا يلعب كل هذا اللعب بأكثر القضايا العربية التهاباً وخطورة؟ هل أنَّ هذه المبادرة البائسة، التي بالإمكان اعتبارها مؤامرة في وضح النهار بدون أن يرف لنا جفن، تمثل وجهة نظر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي-مون؟ لماذا هذا الصمت العربي تجاه مبادرة وضعت عليها اللمسات الأخيرة في السفارة الإيرانية في دمشق بحضور جنرالات الحرس الثوري الإيراني وعلى رأسهم الجنرال قاسم سليماني؟!إن بعض هؤلاء المبعوثين وعلى رأسهم ستيفان ديمستورا قد جاءوا إلى هذه المنطقة، ليس لحل مشاكل عالقة، لم يستطع من سبقهم حلَّ عقدة من عقدها وتعقيداتها الكثيرة، إنما للبيع والشراء ولكتابة مذكراتهم عن هذا الشرق المسكين الذي تحول مبكراً إلى مذكرات "خيالية" لعشرات بل مئات المستشرقين... وهنا في النهاية: هل هي مصادفة يا ترى أن تتحرك قوات بشار الأسد، ومعها كل هذه الشراذم الطائفية الحاقدة، التي تم استيرادها من العراق، ومن إيران، ومن باكستان، ومن الهند، ومن أفغانستان، ومن لبنان، ومن اليمن، الذي لم يكن سعيداً إلا قبل انهيار سدِّ مأرب، في اتجاه حلب الشهباء بعد اجتماع السفارة الإيرانية المريب هذا الآنف الذكر وقبل ساعات من تقديم هذا الـ"ديمستورا" تقريره البائس إلى مجلس الأمن الدولي...؟