هادي يتراجع عن استقالته... والحوثيون يعدونه «هارباً»

نشر في 25-02-2015 | 00:04
آخر تحديث 25-02-2015 | 00:04
No Image Caption
• اللجنة الأمنية في عدن تعين قيادات أمنية جديدة
• اغتيال ضابط شرطة في لحج وتشييع قتيلين بأرحب
تراجع الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي رسمياً أمس عن استقالته التي تقدم بها إلى البرلمان في 22 يناير الماضي. وبينما عينت اللجنة الأمنية في عدن قيادات أمنية جديدة، قال محافظ العاصمة الشتوية لليمن، إن السفارات الغربية التي أغلقت في صنعاء ستستأنف عملها من المدينة الجنوبية.

بعد ثلاثة أيام من وصوله إلى مدينة عدن وافلاته من الإقامة الجبرية التي فرضها عليه في صنعاء الحوثيون، أفاد أحد مساعدي الرئيس اليمني أمس بأن عبدربه منصور هادي غيّر موقفه وتراجع رسمياً عن استقالته التي تقدم بها بعد تطويق الميليشيات الحوثية مقر إقامته في 20 يناير الماضي، فيما اعتبرت جماعة الحوثي أن هادي فقد شرعيته وأصبح هارباً من العدالة.

وكتب هادي المتحدر من الجنوب في مذكرة أرسلها إلى البرلمان: "نود أن نطلعكم أننا نسحب استقالتنا التي تقدمنا بها إلى مجلسكم الموقر".

وأضاف، "نأمل منكم أيها الأخوة النواب أن تتعاونوا معنا لإنقاذ ما يمكن إنقاذه وإعادة تطبيع الأوضاع الأمنية والاقتصادية في جميع محافظات الجمهورية، وإنجاز ما جاءت به مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل وتطبيقها على الأرض".

وكان الحوثيون الذين يعتبرون المرتفعات الشمالية مقرهم التقليدي، سيطروا على العاصمة صنعاء بدون مواجهة مقاومة في 21 سبتمبر الماضي. وفي يناير الماضي سيطر الحوثيون على القصر الرئاسي وحاصروا مقر إقامة هادي ورئيس الحكومة خالد بحاح ما دفعهما إلى الاستقالة.

وواصل الحوثيون الشيعة تقدمهم باتجاه المناطق السنية جنوب وغرب صنعاء حيث لاقوا مقاومة شرسة من رجال القبائل المسلحين ومسلحي "القاعدة". إلا أن تعز وبعض مناطق الشمال إضافة إلى مناطق الجنوب بأكملها لا تزال خارج سيطرة الحوثيين.

وفود حزبية

من جهة أخرى، التقى هادي قيادات من سبعة أحزاب وقوى سياسية توجهوا إلى عدن أمس الأول، وسط مؤشرات لنقل الحوار الوطني إليها، فيما يترقب اليمنيون دعوة هادي حكومة بحاح إلى الانعقاد في عدن "بمن حضر".

وقال الأمين العام لحزب "العدالة والبناء" عبدالعزيز جباري، إن حزبه وأحزاب "التجمع الوحدوي" و"التنظيم الناصري" و"التجمع اليمني للإصلاح" و"العدالة والرشاد" و"الاشتراكي" قررت، في اجتماع بصنعاء، التوجه إلى عدن وذلك للتشاور مع الرئيس هادي حول أفضل السبل لحل الأزمة التي تعيشها البلاد.

وأضاف جباري، أن المباحثات مع هادي تناولت إعادة الدولة إلى مسارها، وإجراء حوار شامل بين كل مكونات اليمن ونقله إلى مكان آمن لأن الشعب لا يقبل بحوار تحت التهديد، وبعد أن اتضح أن الحوار الذي يجري في صنعاء يهيمن عليه الحوثيون وأنه غير متكافئ.

وجاء قرار الأحزاب السبعة بعد فشل جلسة التشاور التي عقدت الأحد الماضي بين القوى السياسية برعاية مبعوث الأمم المتحدة جمال بنعمر، وسط خلافات شديدة.

وذكر مصدر سياسي بالمفاوضات أن معظم الأطراف السياسية وافقت "بشكل مبدئي" على نقل مفاوضاتها من صنعاء إلى "مكان آمن" دون تحديد الزمان والمكان.

قيادات أمنية جديدة

إلى ذلك، أوضحت مصادر أمنية بمحافظة عدن أن اللجنة الأمنية العليا بالمحافظة أصدرت قرارات شملت تعيينات جديدة في عدة مناصب أمنية عليا، تضمنت تعيين العميد محمد مساعد قاسم، مديراً عاماً للشرطة، وأحمد عبد الله المصعبي مديراً عاماً لفرع الأمن السياسي بعدن، والعقيد عبد الباري عيسى نائباً لمدير أمن فرع الأمن السياسي.

نفي الانقلاب

في سياق آخر، نفى مصدر أمني أمس المعلومات المتداولة حول حدوث انقلاب ضد هادي في محافظة عدن. وقال المصدر، الذي فضل عدم ذكر اسمه، لوكالة الأنباء الألمانية، إن هناك إجراءات أمنية اعتيادية يتم اتخاذها حول سكن الرئيس هادي في المحافظة ولم يحدث إجلاء أو ترحيل أي جنود ينتمون إلى محافظات شمالية من عدن "كما زعمت الكثير من المواقع الإخبارية".

نقل سفارات

من جهة أخرى، أكد محافظ عدن عبدالعزيز بن حبتور أن السفارات المغلقة في صنعاء ستستأنف أعمالها من عاصمة المحافظة التي تحمل الاسم نفسه.

وقالت مصادر سياسية مطلعة، إن عددا من الدول الغربية والعربية، تدرس موضوع نقل سفاراتها من صنعاء إلى مدينة عدن بعد نجاح هادي من الفرار إليها.

وأشارت المصادر إلى أن نقل السفارات جاء بعد إعلان هادي سحب استقالته التي قدمها إلى البرلمان.

دعوة بريطانية

في غضون ذلك، دعت الحكومة البريطانية أمس، جماعة الحوثيين إلى الإفراج الفوري عن رئيس الوزراء اليمني وكل الوزراء المحتجزين أو قيد الإقامة الجبرية بطريقة غير شرعية.

وأكد وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا توبايس الوود في بيان إدانة بلاده لكل أشكال العنف والقوة العسكرية من أجل تحقيق مكاسب سياسية، داعياً جميع الأطراف اليمنية إلى المشاركة في الحوار الوطني بشكل بناء.

وأشار الوود إلى أن الحوثيين استخدموا القوة العسكرية للاستيلاء على صنعاء ومن ثم حل البرلمان، مضيفاً أن ذلك يعتبر خرقاً واضحاً للدستور اليمني لعام 1994 وانتهاكاً للمبادرة الخليجية.

وذكر أن قرار مجلس الأمن كان واضحاً عندما طالب الحوثيين بالانسحاب من المباني الحكومية والمقرات الرسمية والالتزام بالقرار رقم 2201 وبكل القرارات الأممية المتعلقة بهذا الشأن.

في السياق، يعقد مجلس الأمن الدولي جلسة طارئة لمناقشة آخر التطورات على الساحة اليمنية يتوقع أن يجدد خلالها العقوبات على الرئيس السابق علي عبدالله صالح وقيادات حوثية.

اغتيال وتشييع

من جهة ثانية، اغتال مسلحان مجهولان صباح أمس، ضابطاً في الشرطة بمحافظة لحج جنوبي البلاد.

وقال مصدر أمني، إن "مسلحين مجهولين يستقلان دراجة نارية أطلقا الرصاص على مدير مكتب مدير عام شرطة لحج العقيد سيف حسن زيد مانع، في مدينة الحوطة عاصمة محافظة لحج، ما أدى إلى مقتله على الفور"، مضيفاً أن المسلحين فرا هاربين عقب العملية مباشرة، مرجحاً انتماءهما إلى تنظيم القاعدة".

في هذه الأثناء، شيعت قبيلة أرحب صباح أمس، جنازة قتيلين سقطا برصاص مليشيات الحوثي خلال الفترة الماضية.

صنعاء، عدن ــ أ ف ب، رويترز، د ب أ

خطف فرنسية ويمنيين في لحج

أفاد دبلوماسي غربي ومسؤولون يمنيون بأن امرأة فرنسية واثنين من اليمنيين يعملون لمصلحة "اللجنة الدولية للصليب الأحمر" خطفوا أمس، في محافظة لحج.

وقال مسؤول في لحج، إن المرأة خطفت من مركبتها هي واليمنيين على أيدي مسلحين يطالبون بإطلاق سراح سجناء تحتجزهم السلطات اليمنية في مدينة عدن الساحلية القريبة.

وكان الثلاثة متوجهين نحو توزيع معونات على سكان مخيم يقيم به نازحون من محافظة أبين في الجنوب، حيث أجبر القتال بين الإسلاميين الذين سيطروا على أجزاء من المحافظة وبين القوات اليمنية عشرات الآلاف من السكان على الفرار.

وأكدت اللجنة الدولية للصليب الأحمر خطف الأشخاص الثلاثة، وقالت، إنها تسعى من أجل إطلاق سراحهم.            (صنعاء ــ رويترز)

back to top