«مقبرة الغزاة» تسقط من «أجندات» الرؤساء

نشر في 04-11-2014 | 00:01
آخر تحديث 04-11-2014 | 00:01
مبارك زارها في السيول ومرسي عقب المذبحة والسيسي ينتظر التطهير
على الرغم من طول عهد التوتر الأمني، في منطقة شمال سيناء الحدودية مع إسرائيل، إلا أن زيارات رؤساء مصر إلى «مقبرة الغزاة» خلال العقود السابقة، تعد قليلة جداً، وبدا كأن هذه المنطقة تسقط دائما من «أجندات الرؤساء».

وعلى الرغم من أن الرئيس عبدالفتاح السيسي، التقى حين كان وزيراً للدفاع زعماء القبائل السيناوية، فإنه لم يقم بزيارة المنطقة الملتهبة بسبب الإرهاب، منذ تولى حكم مصر مطلع يونيو الماضي، وسط تأكيدات بأن زيارة الرئيس ستتم قريباً لافتتاح عدد من المشروعات التنموية، في إطار الرؤية المستقبلية لتنمية سيناء، والتي ستبدأ بإعادة ترسيم الحدود لإضافة محافظة وسط سيناء لتصبح 3 محافظات بدلاً من محافظتي شمال وجنوب سيناء.

وبدا أن رؤساء مصر يتجنبون زيارة «أرض الفيروز»، منذ منتصف ثمانينيات القرن الماضي، حيث لا تتعدى زياراتهم إلى هناك أصابع اليدين، على مدار ثلاثة عقود، تحولت خلالها المنطقة، إلى منطقة أنفاق أرضية بين مصر و»قطاع غزة» المحاصر، قبل أن تتحول في عهد الرئيس الإخواني الأسبق، محمد مرسي، إلى منطقة تجمع للتيار الجهادي التكفيري.

الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك زار سيناء 3 مرات فقط، خلال 30 عاماً، وجاءت زياراته تفقدية، من دون أن تسفر عن تنمية حقيقية أو تلبية مطالب الأهالي، حيث زارها لأول مرة عام 1986 لتفقد عدد من المؤسسات السياحية، بينما كانت زيارته الثانية دبلوماسية، لوداع الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات في منفذ «رفح» البري، عقب انتهاء مفاوضات الحكم الذاتي الفلسطيني، 12 يوليو 1994.

وجاءت الزيارة الأخيرة لمبارك في شتاء 2010 بسبب كارثة السيول التي ضربت العريش، حيث شهدت سيولاً متواصلة، أدت إلى إغراق بعض الأحياء.

من جانبه، كثف الرئيس «المعزول» مرسي زياراته إلى هناك، لتبلغ ثلاث مرات في عام واحد، الأولى في أغسطس 2012 عقب مذبحة رفح الأولى، التي راح ضحيتها 16 شهيداً من جنود القوات المسلحة، داخل نقطة حدودية في مدينة رفح عام 2012، والثانية عقب الزيارة الأولى بأيام قليلة، أما الزيارة الثالثة فقد جاءت على خلفية عقد مؤتمر شعبي مع مشايخ القبائل والقوى السياسية. يُذكر أنه بعد أكثر من أربعين عاماً من استعادة مصر سيناء من إسرائيل، في حرب 1973، لاتزال القوات المسلحة المصرية تخوض حرباً في المنطقة ضد الإرهاب، حيث تستكمل إجراءات نقل عدد كبير من سكان الشريط الحدودي، لتطهير المنطقة من الإرهابيين، الذين قتلوا عشرات الشهداء من الجيش والشرطة، خلال الشهور السابقة.

back to top