استفاد الناخبون اليونانيون السبت من الهدوء الاعلامي بعد ان عرض الحزبان المتنافسان "الديمقراطية الجديدة" و"سيريزا" اليساري الراديكالي اخر مواقفهما، واصدرت استطلاعات الرأي توقعاتها الاخيرة عشية الانتخابات التشريعية في اليونان التي تنظم الاحد ويتم ترقبها في اوروبا وخارجها.

Ad

وعنونت الاسبوعية الليبرالية "بروتو ثيما" السبت "اربطوا احزمتكم"، في اشارة الى النجاح المتوقع لحزب سيريزا اليساري الراديكالي الذي لم يعد احد يشكك في فوزه وقد يحمل الى الحكم الكسيس تسيبراس، النائب الاوروبي البالغ من العمر 40 عاما الذي يرفض صراحة سياسة التقشف.

ويأمل تسيبراس اعادة التفاوض حول اكثر من 300 مليار يورو من الديون التي تمثل 175% من اجمالي الناتج الداخلي لليونان.

واعلن انه مع احترامه للمؤسسات الاوروبية، فانه لا يعتبر نفسه ملزما بالشروط التي وضعتها ترويكا الدائنين التي تمثل الاتحاد الاوروبي والبنك المركزي الاوروبي وصندوق النقد الدولي. وفرضت الترويكا على اليونان سياسة تقشفية لاربع سنوات مقابل قروض بقيمة 240 مليار دولار.

وقد يشجع فوز سيريزا اخرين في اوروبا مثل حزب بوديموس في اسبانيا، كما يمكن ان يعطي دفعا لجبهة اليسار في فرنسا. حتى الاحزاب اليمينية مثل الجبهة الوطنية في فرنسا ترى في فوز سيريزا منفعة لها.

واشارت خمسة استطلاعات نشرت نتائجها الجمعة الى تقدم سيريزا على الاقل 2,9 نقطة او حتى 6,7 نقاط على حزب الديمقراطية الجديدة بزعامة رئيس الوزراء المحافظ انتونيس ساماراس. ويبقى عنصر مجهول يتعلق بالخيار النهائي لما بين 10 الى 15% من الناخبين لا يزالون مترددين.

وتبادل رئيس سيريزا الكسيس تسيبراس وساماراس اخر الانتقادات الشديدة مساء الجمعة، الاول في هيراكليون في كريت والثاني في اثينا.

وقال تسيبراس انه يقود المعركة "من اجل كل شعوب اوروبا" من اجل "وضع حد للتقشف" وتفادي "نهاية الديمقراطية". واضاف "لهذا السبب تتجه انظار كل اوروبا الى اليونان وتنتظر جميع شعوب اوروبا 25 كانون الثاني/يناير".

وامام قاعة سادها الحماس وامتلأت باعلام لوح بها الحاضرون، حرص ساماراس على العكس على التشديد مرة جديدة على "ان حادثة تسيبراس لن تحصل" متهما سيريزا بانه حزب "لا يعرف ما هي اوروبا ولا يفهم اوروبا" وسيجعل اوروبا تقف ضد اليونان.

لكن مهما قال في هذا الصدد فان كلمته الى اللقاء في اخر الخطاب بدت وكأنها وداع. ونشرت صحيفة اي افغي المقربة جدا من سيريزا السبت رسما كاريكاتوريا لرئيس الوزراء وهو يلف سجادة حمراء باسمه والى جانبه حقيبتان جاهزتان.

ويبدو ان شركاء اليونان انفسهم اخذوا علما بالتغيير القادم في هذا البلد الذي يعيش منذ 2010 بمساعدة دائنيه الدوليين. وقال وزير المالية الفرنسي ميشال سابان ان مجموعة اليورو ستجتمع الاثنين حول موضوع اليونان لتبحث خصوصا في "المهلة الزمنية" التي ستعطى للحكومة بعد الانتخابات "لتكون قادرة على الحوار".

وهذه التصريحات ما كانت لتصدر لو اظهرت استطلاعات الرأي فرصا لاستمرارية الحكم في اليونان.

والسبت ارتاح الناخبون اليونانيون من الاخبار السياسية على الاذاعة والتلفزيون، اذ ان القانون ينص على وجوب وقف الحملات عشية الانتخابات.

ولم تتحدث محطات التلفزيون والاذاعة عن الانتخابات الا بجوانبها العملية مثل مواعيد فتح مراكز التصويت.

ولا يمنع هذا المرشحين وجريا للعادة من لقاء مناصريهم واعضاء فرق حملتهم او صحافيين متخصصين "بعيدا عن الاضواء" وان كان ذلك لا يمنع وسائل الاعلام من تعقبهم.

والتقى تسيبراس انصاره في مقهى قريب من الحديقة العامة.

ويعول فريق تسيبراس على فارق من 5 الى 10 نقاط مع الديموقراطية الجديدة دون ان يكون ضامنا لغالبية مطلقة من 151 مقعدا من 300. ولكنه يأمل عقد تحالفات مع احزاب صغيرة لتجنب العودة الى صناديق الاقتراع في مارس.

وقال ساماراس الذي التقى انصاره قرب ساحة سينتاغنما، لصحافيين اجانب ان "المترددين الذين يشكلون 14% هم معنا. الناس تريد الاستقرار".

ولا يتوقع الناخبون حتى من مؤيدي سيريزا الكثير وهو ما لخصته افدوكيا كاسولي المتقاعدة بقولها ان "تسيبراس انيق ويتحدث بطلاقة، ولكن ماذا بوسعه ان يفعل في هذا الوضع؟"

في مجمل الاحوال تتابع اوروبا وبقية العالم الحدث عن كثب. فقد تم اعتماد 876 صحافيا --35% اكثر من الانتخابات التشريعية في 2012 في اوج الازمة-- بينهم 497 اجنبيا جاءوا من 45 بلدا.