هل كان لكيري وبوتين ما يتحادثان بشأنه حقاً؟
بعد السنتين الماضيتين بلغت الثقة بين واشنطن وموسكو الحضيض، وسيعود كيري من رحلته على الأرجح خالي الوفاض، ولكن إن أُتيحت أمامنا فرصة على الأقل لجعل هذين الصراعين البشعين أكثر ضبطاً، وإن لم يُحلا، فلا ضرر من المحاولة.
![سلايت](/theme_aljarida/images/authorDefault.png)
وكما لو أن هذا الوضع ليس سيئاً كفاية، استغل بوتين خطابه خلال احتفالات يوم النصر في روسيا في التاسع من مايو للتنديد بالولايات المتحدة بسبب "محاولاتها إنشاء عالم أحادي القطب".إذاً، ما النقاط التي قد تتحادث بشأنها الولايات المتحدة وروسيا؟ حدّ مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية من التوقعات بشأن زيارة كيري، واصفاً إياها بأنها جهد "لإبقاء خطوط التواصل هذه مفتوحة"، لكن مجال التقدم ما زال أكبر مما تظن. في الشأن الأوكراني قد يكون التطبيق الكامل لاتفاق وقف إطلاق النار ووضع حد لهذا الصراع مستبعدين في الوقت الراهن، ولكن إذا أمكن إقناع روسيا بأن الأعمال العدائية الواسعة النطاق لا تخدم مصالحها، فثمة احتمال أن تتحول الحرب إلى "صراع مجمَّد": تبقى المناطق الشرقية التي يسيطر عليها الثوار تابعة لروسيا بحكم الواقع في الوقت الراهن، إلا أن أعمال العنف ستخبو. صحيح أن هذه النتيجة ليست مثالية، غير أن هذا سيمنح كييف بعض الوقت لتعيد بناء اقتصاد أوكرانيا وجيشها مع دعم غربي كبير، ويبقى البديل العودة إلى أعمال الحرب الشاملة مع تدخل عسكري أكثر عمقاً.في الوقت عينه في سورية، يواجه جيش الأسد صعوبة في تعزيز صفوفه، وقد عانى أخيراً مجموعة من النكسات على يد قوات الثوار، ومن الممكن أن يجعل هذا الأسد أكثر استعداداً للتفاوض بشأن حل سياسي لهذا الصراع، إلا أن خطوة مماثلة تحتاج إلى ضغط من داعمَيه الدوليين، إيران وروسيا، فثمة بارقة أمل تجعل الصفقة بشأن برنامج إيران النووي طهران أكثر استعداداً للتعاون مع الحكومات الغربية في المسألة السورية، وتهدف زيارة كيري على الأرجح إلى معرفة ما إذا كانت روسيا مستعدة لذلك أيضاً، رغم خلافات بوتين القوية مع الولايات المتحدة بشأن هذا الصراع.يُعتبر هذان الاحتمالان ضئيلين، فبعد السنتين الماضيتين بلغت الثقة بين واشنطن وموسكو الحضيض، وسيعود كيري من رحلته هذه على الأرجح خالي الوفاض، ولكن إن أُتيحت أمامنا فرصة على الأقل لجعل هذين الصراعين البشعين أكثر ضبطاً، وإن لم يُحلا، فلا ضرر من المحاولة.* جوشوا كيتنغ