منظور آخر: أين تذهب تبرعات الكويت؟
![أروى الوقيان](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1502968882088610300/1502968890000/1280x960.jpg)
العمليات الإرهابية وصلت إلى أوجها في العراق من "داعش" والعصابات، العالم بات بقعة يصعب العيش فيها، الدول المستضيفة تعاني عبئا اقتصاديا وأمنيا بسبب اللاجئين، قدم الخليج الكثير من التبرعات القيمة، ولكن يا سادة يا كرام نحن بحاجة لاستمرار هذه المساعدات لتستمر الحياة لهؤلاء اللاجئين.المضحك المبكي في كل هذه المؤتمرات التي أحضرها هو هذا التناقض الصارخ ما بين بذخ وصرف كبير على المؤتمرات تقدر بميرانية محترمة لهؤلاء اللاجئين، وما بين الكلام والحقائق الصادمة التي يفجعون قلوبنا بها.يمكنك أن توصل هذه الرسالة بأرخص الإمكانات وبرعايات من القطاع الخاص، ولكن أن تتحدث من برجك العاجي، وتدخن سيجارك الكوبي يا مسؤول فأنت لا تقنعني ولا تقنع الحضور بصدق إنسانيتك. الكويت كانت ومازالت تحمل هموم الدول المنكوبة، وكأنها أمهم بالرضاعة، ونفتخر ككويتيين بالدور الكبير الذي قدمه بلدنا لخدمة المنكوب واللاجئ في كل مكان دون تمييز أو عنصرية، لكن الكويت وحدها لا تستطيع أن تحمل هذا العبء الثقيل وحدها، والعالم يبدو منشغلا بهمومه وتطوير اقتصاده، ويشارك بالفتات لهموم العالم الثالث.تشير الأرقام إلى مساهمات كريمة وسخية للكويت في كل الميادين بإمكانها أن تعمر دولة لكل لاجئ عربي قدمتها للأمم المتحدة ولكن ماذا حدث لها؟ وما زالت هذه المنظمات تزور الكويت طامعة في كرمها، فمن واجبنا الإنساني أن نقف ونساعد أخانا الإنسان في محنته، ولكن يبقى السؤال أين ذهب نصف المليار دولار الذي قدمته الكويت للاجئين السوريين؟ حين يعتري الفساد العمل الإنساني تشعر بالخذلان من جميع المؤسسات الإنسانية.قفلة:يبلغ الصرف على المؤتمرات التي تتحدى برفاهيتها حفل الأوسكار ميزانية إنشاء قرية تستضيف آلاف اللاجئين، وأتمنى من القائمين على هذه المؤتمرات التواضع بالصرف، فلا يمكن أن أصدق ما تقدمه لي من حقائق وأنت في قمة رفاهيتك، لا أصدق هذا التناقض.