حجاب: الشاعر يكتب باللغة التي يمتلك عبقريتها

استضاف ملتقى «ضفاف الثقافي» الشاعر المصري الكبير سيد حجاب في أمسية شعرية بمكتبة الكويت الوطنية بحضور عدد من أساتذة الجامعة والأكاديميين وأعضاء مجلس إدارة الملتقى في ثوبه الجديد، وعدد كبير من الأدباء والكتاب العرب، حيث ألقى نادي حافظ كلمة الملتقى بمناسبة انطلاق فعالياته، بينما قدم الامسية الدكتور أيمن بكر.

 وعقب تكريم الضيف، عرض فيلم عن الشاعر سيد حجاب يتناول حياته وعلاقته بالشعر التي بدأت منذ كان عمره 6 سنوات، وبعدها استهل الشاعر إلقاء أشعاره، وكانت البداية بقصيدة «صياد وجنيه» من ديوان «صياد وجنيه» الذي صدر عام 1966.

صياد انا.../ صياد انا والبحر في ضلوعي

والموجه ناي.. / في الليل يونسني

وفي ما يخص الإبداع الحقيقي للنثر، قال الشاعر إنه لا يملك الحكم المسبق على الإبداع الحقيقي، ملاحظا أن من قدموا نماذج تستحق النظر والاعتبار في قصيدة للنثر كانوا تمرسُوا بالأساس بالصيغ الشعرية الأبعد، مثل أدونيس، مبيناً أن تلك القاعدة تنطبق كذلك على الفن التشكيلي حيث إن من أحسن التجريد هم من كانوا أحسنوا الرسم، وهذا مؤشر يفرض على من يحاول ان يتحرك بقصيدة النثر ان يحسن ادواته التقليدية أولا، وعندما يحس بأن هذه الأدوات ضاقت عما يريد، فله أن يقفز إلى ما وراءها، متمردا على الشكل التقليدي للقصيدة. ومن أجواء قصيدة «الناي» اقتطف الشاعر المقطع التالي:

الناي... وحس الناي

كأنه الصرخة في حشاي

كما النخيل... ممطوط

ممدود كما النيل النبيل

لما يسيل وسط الشطوط

رخيم كما الترتيل... رحيم

وحول العلاقة بين اللغة والشعر، قال حجاب: «إنه موقف ذاتي، ومن المؤكد أننا لا نستطيع ان نفكر خارج اللغة، وفي نفس الوقت من المؤكد ان الشعر هو فن اللغة، أي أنه يفجر ممكنات وقدرات هذه اللغة الى مداها، وبالتالي على من يمتلك عبقرية لغة ما، أن يكتب بها، أي «لا أنتقص من عبقرية أمين معلوف لكتابته بالفرنسية لأن ما يكتبه أدب روائي عبقري بغض النظر عن اللغة التي يكتبها». وأضاف أن المسألة تكون هل تستقبل الوعود بحس جمالي مستقدم أم برؤى مسبقة أيديولوجية مسبقة، فهذا هو الذي يجعل الفنان يقظاً، موضحاً أن اللغة بالرغم من أنها مهمة إلا أنها أداة فيما يتعلق بالفنون والآداب.

يذكر أن سيد حجاب ولد في 23 سبتمبر 1940، وهو شاعر مصري عرف بكتابة أشعاره باللهجة العامية المصرية للكثير من الأعمال الدرامية والتلفزيونية المصرية، ومن إصداراته الشعرية صياد وجنيه، دار ابن عروس، القاهرة 1964، الأعمال الشعرية الكاملة، الجزء الأول، دار الفكر، القاهرة 1986، مختارات سيد حجاب التي نشرتها مكتبة الأسرة بهيئة الكتاب 2005.