يخفي المتجهون للقتال في سورية والعراق دوافع أكثر دنيوية خلف خطاب ظاهره الحلم بالشهادة وتمجيد الشريعة والخلافة. وبحسب خبراء ومسؤولين، فإن قسوة العيش والرغبة في المغامرة والمطالب السياسية وعدم القدرة على الاندماج في المجتمع والانجذاب للحرب والرغبة في السير على خطى الأصحاب والحصول على لقب بطل في نظرهم، وخوض تجربة مثيرة مع المجموعة، تدفع كثيرين لالتقاط الخطاب الاسلامي المتطرف على الانترنت والذي قلما يفهمونه أو يعرفون مقتضياته، ويستخدمونه للتعويض عن نواقصهم وضعفهم ولتغذية أوهامهم أو تطلعاتهم المثالية. ونجح فريق "داعش" وهي التسمية الرائجة لتنظيم الدولة الإسلامية في توظيف قنوات التواصل الاجتماعي والخرافات والاقتباسات الدينية التي يعرفون انها ستخدم اغراضهم وتجذب الشباب للالتحاق بهم.

Ad

وفي دراسة بعنوان "التحول الناجم عن الخطاب الارهابي الجديد"، يفصل المركز الفرنسي لدرء الانحراف الديني المرتبط بالإسلام كيفية توظيف فيلم "المصفوفة" (ذي ماتريكس) وثلاثية سيد الخواتم أو لعبة فيديو "عقيدة القاتل"، في التجنيد.

ويوضح التقرير أن "الخطابات طورت وسائل التجنيد من خلال التخصص في استخدام الانترنت كأداة، الى درجة انهم يقترحون عروضا شخصية مختلفة وتلائم شبانا مختلفين تماما". بعدها "ينقلون الشاب من التكوين العقائدي الافتراضي الى التجنيد الميداني". وفي كلمة أمام مركز للأبحاث في واشنطن، قال وزير الخارجية الاميركي جون كيري "لنكن صريحين: مجندو الدولة الإسلامية لا يبحثون عن مؤمنين متبحرين في الاسلام. انهم يؤكدون ان اعمال القتل والتعذيب والوحشية والاغتصاب وانتهاك المحرمات ترتكب بوحي إلهي. هذه سخافات".

(باريس- أ ف ب)