{الجسر} و{فن بلا حدود}.. مقاربة للثقافات واحترام الآخر
«ذات يوم في روما} فوتوغرافيا عربيَّة تجسد ملامح الحياة الإيطالية
بين القاهرة وميلانو وفينيسيا، شارك فنانون عرب في فعاليات تشكيلية، من بينها {الجسر}، و{فن بلا حدود}، و{ذات يوم في روما}، و{في وجه العاصفة}. جسدت دور الفن في إضاءة مفاهيم السلام وحرية الفكر، والتقارب بين الثقافات الإنسانية واحترام الآخر، بحضور لفيف من علماء دين وساسة وفنانين.
افتتح عمدة مدينة فانزاغو بميلانو الإيطالية، المهرجان الدولي {فن بلا حدود} بحضور عدد من قناصلة الدول المشاركة منهم القنصل المصري علي الحلواني، والقنصل الكويتي عبد الناصر بوخضور، وأقيمت الفعالية على هامش الإكسبو ميلانو 2015، بمشاركة أكثر من 50 دولة عربية وأجنبية، من بينها مصر ولبنان والكويت والمغرب وروسيا والصين.انطلقت الدورة تحت عنوان {غذاء الروح}، شارك فيها من مصر كل من الفنانة سماء يحيى، والفنان جمال مليكة بدعوة خاصة من إدارة المهرجان، وهي المشاركة الثانية لهما على التوالي في هذا الحدث الفني الدولي.يُشار إلى اختيار لجنة المهرجان الفنان المصري جمال مليكة والفنانة الإيطالية فرانشيسكا لوككيني لعمل عرض بيرفورمانس خلال المؤتمر الصحافي واحتفالية الافتتاح الرسمي للإكسبو ميلانو2015.ثقافة العولمةفي سياق متصل، وضمن فعاليات بينالي فينسيا، شارك الفنانون خالد حافظ، وهيثم نوار وأحمد الشاعر في مشروع «في وجه العاصفة». 44 مشروعاً رسمياً تم اختيارها من القيم العام للبينالي في هذه الدورة «أوكوي إنويزور» للعرض في إحدى قاعات المدينة، وتراوحت الأعمال المشاركة بين الرسم والتصوير والجداريات.من جهته، شارك الفنان خالد حافظ بلوحاته العملاقة المستمدة عناصرها من الجداريات المصرية القديمة، ومنها «سوناتا لمعبد بالمرايا» عبارة عن تجهيز في الفراغ، بعرض فيديو على ثلاثة جدران ضخمة يماثل معبداً مصرياً قديماً، وتتحرك عناصر اللوحة رقمياً مع موسيقى تصورية.ويشارك الفنان هيثم نوار في بينالي فينسيا للمرة الأولى هذا العام من خلال مشروع «في البداية - خلق الله السماوات والأرض»، ويعرض فيلماً للتحريك يتناول فكرة الخلق وبداية الكون في أيامه السبعة، وينقسم الفيلم لسبعة فصول يناقش كل فصل فكرة مستقلة من الموروث الثقافي المحلي.أما الفنان أحمد الشاعر فيشارك هذا العام في بينالي فينسيا للمرة الأولى من خلال مشروع {الأخضر}، ويتضمن مختارات أفلامه الرقمية المتحركة، وتناقش من خلال اُسلوب سردي رقمي شبيه بألعاب الفيديو، قضايا معاصرة تتعلق بالهوية المحلية وعلاقتها بثقافة العولمة. يعد بينالي فينسيا الحدث الأهم والفعالية الفنية الأكثر تأثيراً في عالم الفنون البصرية ويُقام كل عامين في مدينة فينسيا بإيطاليا في ثلاثة مراكز رئيسة: الغارديني والأرسنالي وعدة أماكن وقاعات عامة وخاصة بالمدينة.رسالة الإبداعبحضور عدد من علماء الدين ونجوم الفن والثقافة، احتفلت «سوديك ويست» بافتتاح معرض «الجسر» بالقاهرة، بمشاركة 47 فناناً من جنسيات مختلفة، وهو المعرض الثاني لمهرجانها الفني «القافلة»، ويطرح رسالة فنية وتنويرية وإنسانية، تسعى إلى تعزيز دور الفن باعتباره الجسر المتبقي بلا تشوهات حتى الآن، ونافذة للتواصل والتقارب والتعارف بين الثقافات.حضر الافتتاح الفنان المصري خالد النبوي سفير النوايا الحسنة، والفنان بول غوردون مؤسس مهرجان القافلة المتنقل للفنون وممثل عن الكنيسة الإنجيلية وأحد مشايخ الأزهر، والفنان د. رضا عبدالرحمن قوميسير المعرض، ونخبة من ألمع نجوم الفن والأدب والثقافة. يذكر أن المعرض ترعاه وتنظمه {سوديك ويست}، وانطلق من باريس في فبراير العام الجاري، ويستمر في {وستاون هاب} وينتقل من القاهرة في جولة إلى إيطاليا ومنها إلى الولايات المتحدة الأميركية. أعلنت {سوديك} عن تخصيص نسبة 40% من مبيعات الأعمال الفنية لصالح جمعية {علمني} كجزء من مسؤوليتها الاجتماعية، وتمويل برامج تعليمية لأطفال منطقة {الطالبية} الشعبية بالجيزة.من جهة أخرى، افتتحت د. سلوى الشربيني رئيس قطاع الفنون التشكيلية المصرية، معرض {ذات يوم في روما} للفنان أحمد شبيطة}، بقاعة نهضة مصر بمتحف محمود مختار بالقاهرة، وضم مجموعة من الصور الفوتوغرافية تجسد ملامح الحياة الإيطالية، وذاكرة المكان.في 50 عملاً فوتوغرافياً، سجَّل الفنان ملامح من الحياة في روما الإيطالية، ونقل من خلال رؤيته وحسه الفني مشاهد جمالية وحياتية ومعالم من شوارع وأحياء هذه المدينة ذات الأجواء الساحرة، وعبقها التاريخي العريق وطابعها العصري في تناغم وتجانس مثاليين.لفت الفنان أحمد شبيطة إلى أن المعرض نتاج زيارته لمدينة روما مرتين، الأولى مايو 2012، والثانية مايو 2014، وتسجيل انطباعاته الشخصية من خلال عدسة الكاميرا، والتقاط ملامح تلك المدينة {الحلم}، وتراكمت لقطات الوجوه والأماكن، وكل صورة تحكي قصة، وتحمل الكثير من المشاعر والقيم الإنسانية.