السادة: الخليج سيستمر القوة المهيمنة في البتروكيماويات
الماضي: «سابك» ابتكرت تقنية جديدة لتحويل الفحم الحجري إلى بتروكيماويات بطريقة أقل تكلفة
أكد وزير النفط القطري محمد السادة أن منطقة الخليج ستستمر في كونها القوة المهيمنة في إنتاج البتروكيماويات، مشددا على ضرورة استفادة دول الخليج من الفرص المتاحة من خلال الخبرة والتكنولوجية المتاحة، والتوسع في العمليات العالمية.وقال السادة في كلمة أمام منتدى جيبكا السنوي التاسع، ان "الأهمية الاستراتيجية لهذه الاستثمارات تملي علينا جميعا أن ننظر إلى الاتجاهات العالمية السائدة"، مطالبا بالمتابعة المستمرة للعديد من التطورات التي تؤثر على هذه الصناعة، مثل نمو الاقتصاد العالمي، والطلب المستقبلي على البتروكيماويات، وتأثير القدرة التنافسية.
وأشار إلى أن هناك 3 تطورات "كبيرة" يمكن أن تؤثر على التوجه الاستراتيجي لصناعة البتروكيماويات والكيماويات في السنوات المقبلة، "من بينها أسعار النفط، حيث شهدنا جميعا في الأسابيع القليلة الماضية، كيف وصلت أسعار النفط إلى أدنى مستوياتها في أكثر من 4 سنوات، مما تسبب في مخاوف من أن أسعار البتروكيماويات الحالية والمستقبلية يمكن أن تتأثر نتيجة لذلك".وأضاف أن من التطورات المهمة أيضا "إنتاج الغاز الصخري في الولايات المتحدة الذي يمكن أن يؤثر على صناعة البتروكيماويات، وعلى القدرة التنافسية للمنتجات البتروكيماوية في منطقتنا"، مؤكدا ان "انتاج الغاز الصخري بالولايات المتحدة غيّر التوقعات على المدى الطويل بالنسبة لسوق الولايات المتحدة وسوق الغاز العالمي، وخفض الضغط على أسعار الغاز المحلية هناك، وهو ما أحيا صناعة البتروكيماويات الأميركية". وتابع السادة "كما يجب ألا ننسى التأثير المحتمل من البولي ايثلين القائم على الفحم في الصين، والذي يمكن أن تعزز صناعة البلاستيك بها، ويمكن أن تصبح بديلا منخفض التكلفة نسبيا لمنتجات منطقتنا، أو تلك المنتجة باستخدام الغاز الصخري في أميركا الشمالية"، لافتا إلى أن صناعة البتروكيماويات في منطقة الخليج "شهدت نموا هائلا في السنوات الـ25 الماضية، ومن المتوقع أن نرى نموا ثابتا في المستقبل القريب".ابتكار «سابك»من جهته، قال الرئيس التنفيذي لشركة سابك السعودية محمد الماضي، إن الشركة ابتكرت تقنية جديدة لتحويل الفحم الحجري إلى بتروكيماويات بطريقة اقل تكلفة من التقنيات الموجودة في الوقت الحاضر، والآن التقنية موجودة في سابك للاستفادة منها على وجه السرعة في المملكة العربية السعودية أو الصين أو الدول الاخرى، مبينا أن "التباطؤ الحالي في الصين مؤثر، ولكن لا تزال الصين تنمو بمعدل 7.10 في المئة، وهذا معدل جيد، وتخفيض العملة الاخير في الصين سيساعد على زيادة الاستهلاك داخلها ما سيؤدي إلى تحسين الاوضاع المحلية لدينا".ولفت الماضي الى أن "سابك" تنتج نحو 5 في المئة من قطاع البتروكيماويات في العالم، حيث تحتل المرتبة الرابعة عالميا، وستستمر في النمو داخل المملكة وخارجها، وسيكون النمو لـ"سابك" في شمال اميركا في الغاز الصخري قريبا.وتوقع أن يكون النجاح حليفاً فقط للشركات، التي تقدم منتجات وخدمات وإجراءات ونماذج أعمال مبتكرة، تساعدها على تحقيق ميزة تنافسية، في ظل المناخ الاقتصادي السائد في مجال صناعة الكيماويات، معتبراً أن الابتكار ركيزة أساسية لاستباق التغيرات الاقتصادية العالمية مقابل الاعتماد على اللقيم. وأوضح أنه "رغم أن توفر اللقيم يعتبر ميزة اقتصادية لصناعة الكيماويات الخليجية، فإن دول المنطقة لا يمكنها الاعتماد حصراً على الموارد الطبيعية لنموها المستقبلي".النمو أفقياًمن جانبه، أكد رئيس أرامكو السعودية خالد الفالح أن تركيز التنمية الإقليمية في صناعة البتروكيماويات على مدى العقد المنصرم على تصنيع السلع الأساسية للتصدير عن طريق الاستفادة من الميزات التي نتمتع بها في مجال اللقيم واقتصاديات الإنتاج الضخم والبنية التحتية الصناعية الكبيرة، حيث كنا نميل إلى النمو بصورة أفقية بدلاً من تحقيق التكامل الرأسي. وأشار الفالح إلى ان "النموذج الحالي لا يمكننا من إطلاق طاقاتنا الكاملة، لأن مشهد الصناعة العالمية يتغير بصورة سريعة ويوجد منافسون أقوياء"، مضيفا "يمكننا من خلال استغلال هذه الإمكانيات واستخدام ما تملكه المنطقة من تقنيات وقدرات بشرية على مستوى عالمي المساعدة في تحقيق التنويع الاقتصادي السريع وإنشاء قطاعات تصنيعية عالية القيمة، وكذلك إيجاد الملايين من فرص العمل الجديدة التي تتطلب مهارات عالية لاستيعاب الأعداد المتزايدة من الشباب بين سكان المنطقة".وتناول أربع ضرورات رئيسة مطلوبة لإطلاق إمكانيات المنطقة، وهي تطوير مجموعة متوازنة من أنواع اللقيم الكيميائي لدفع عجلة النمو الاقتصادي المرن في مختلف القطاعات الاقتصادية، وتحسين البنية التحتية لصناعة الكيماويات في المنطقة لبناء قدرات عالمية المستوى ورفع وتيرة الابتكار، اضافة إلى مضاعفة أعداد الأطراف المشاركة في الصناعة عن طريق تشجيع قطاع مزدهر من المشاريع الصغيرة والمتوسطة وتعزيز ريادة الأعمال، وأخيراً تحقيق درجة أعلى من التكامل وتحقيق إنجازات حيوية ملموسة بهدف مواجهة التحديات التي تواجهها المنطقة في مجال البنية التحتية والتقنية والمهارات.وذكر ان المنطقة قد خطت خلال السنوات الخمس الماضية خطوات هائلة في تحسين مجمل أصولها البتروكيماوية، موضحاا أن الصناعة في المنطقة تمر الآن بمفترق طرق، والقرارات التي تُتخذ اليوم وغدا ستحدد الاحتمالات الخاصة بهذه المنطقة في إطار الاقتصاد العالمي على المدى البعيد.وأشار الفالح إلى أنه "من خلال التعاون وخدمة مصالحنا المشتركة، يمكن لصناعة الكيماويات في المنطقة أن تحوّل اقتصاد منطقة الشرق الأوسط كلها من اقتصاد معتمد على الموارد الطبيعية إلى اقتصاد قائم على المعرفة".«جيبكا»: 89.4 مليار دولار إيرادات قطاع الكيماويات بدول التعاون ذكر الاتحاد الخليجي للبتروكيماويات والكيماويات (جيبكا) في تقريره "حقائق وأرقام" الصادر أمس، بالتزامن مع منتداه السنوي الذي يعقد حاليا في دبي، ان حجم ايرادات مبيعات قطاع الكيماويات في منطقة دول مجلس التعاون بلغ 89.4 مليار دولار عام 2013.وأشار التقرير الى ان ناتج البتروكيماويات في المنطقة بين عامي 2012 و2013 حقق نموا كبيرا بنسبة وصلت الى 7.3%، أي ما يعادل 6 مليارات دولار، وخلص إلى أن اجمالي إيرادات المبيعات التي حققها القطاع في المنطقة يأتي في المرتبة الثانية على مستوى العالم بعد آسيا.في هذا السياق، قال الأمين العام للاتحاد الخليجي للبتروكيماويات والكيماويات د. عبدالوهاب السعدون: "لقد شكل عام 2013 نقطة تحول لقطاع الكيماويات على مستوى العالم، ما يدل على تخطيه آثار الأزمة الاقتصادية العالمية، وقد أثبتت منطقة دول مجلس التعاون قدرتها على منافسة قادة القطاع، حيث سجلت ثاني أكبر نسبة نمو في المبيعات على مستوى العالم".وأضاف السعدون ان السعودية، أكبر منتج للبتروكيماويات في المنطقة، استأثرت بنسبة 74.9% من إجمالي ناتج قطاع الكيماويات في المنطقة، حيث بلغت مبيعاتها 66.9 مليار دولار، تلتها قطر بمبيعات قدرها 11.5 مليارا.ولفت الى أنه "رغم ان جميع الأرقام تشير بالتفاؤل فإنه لايزال امام المنتجين في المنطقة الكثير من التحديات والفرص التي يجب علينا النظر والامعان فيها".وزاد: "مع بدء ظهور المواد الخام ذات التكلفة المنخفضة في مناطق أخرى حول العالم، إثر انتشار استخراج الغاز الصخري وبعد أن كانت هذه الميزة حكرا على قطاع البتروكيماويات في دول مجلس التعاون، بات لزاما علينا أن نركز بشكل أكبر على الابتكار، وأود تأكيد أن النمو حليف هذا القطاع، غير أنه يجب علينا تطوير عملياتنا بشكل مستمر كي نبقى ضمن دائرة المنافسة ونحقق أرباحا مستدامة على مدى عقد أو عقدين أو ثلاثة من الآن".وبنسخته الثالثة التي تم نشرها رسميا بتاريخ 23 نوفمبر 2014 ضمن فعاليات منتدى "جيبكا" السنوي التاسع، الذي يصدره الاتحاد الخليجي للبتروكيماويات والكيماويات سنويا، حول قطاع الكيماويات في المنطقة، يسلط تقرير "حقائق وأرقام" الضوء على مواضيع ومحاور متنوعة وواسعة النطاق ضمن قطاع الكيماويات في المنطقة يتضمن الطاقة الإنتاجية والعمالة والتجارة.واختتم السعدون بقوله: "يحفز الاتحاد دوما على النقاش والحوار البناء حول أهم المواضيع المتعلقة بالقطاع. ومن هنا تأتي مبادرات قيادة الفكر التي يقوم بها الاتحاد، ومن أبرزها اعداد تقرير حقائق وأرقام، إضافة الى كونه المنصة الأبرز إقليميا للتواصل وتبادل افضل الممارسات، حيث يعتبر منتدى جيبكا السنوي أكبر دليل على ذلك، والذي يسعى الاتحاد من خلال مثل هذه الأنشطة والفعاليات إلى تعريف الجمهور بإنجازات قطاع البتروكيماويات وفرصه المستقبلية".وينطلق منتدى "جيبكا" السنوي التاسع بكلمة افتتاحية يلقيها وزير الطاقة والصناعة في قطر د. محمد السادة، ويلي ذلك كلمتان يلقيهما الرئيس التنفيذي لشركة أرامكو السعودية خالد الفالح؛ ورئيس مجلس الإدارة الرئيس التنفيذي لشركة داو للكيماويات أندرو ليفيريس.