قوات الأسد تتراجع في معركة الجنوب وتفشل بريف حلب
• الأكراد يتوغلون في معقل «داعش» ويسيطرون على قرى وتلال
• واشنطن تحدد 1200 لبرنامج التدريب
• واشنطن تحدد 1200 لبرنامج التدريب
تحولت المعارك الشرسة الدائرة منذ أيام إلى عمليات كر وفر مع اتجاه النظام السوري لخسارة مناطق سيطر عليها بعد هجوم واسع شنه على مثلث الجنوب قبل عدة أيام، لمصلحة كتائب المعارضة التي كبدته خسائر فادحة وأسرت العشرات من جنوده في حلب، بالتزامن مع تحديد واشنطن 1200 من مقاتليها للمشاركة في برنامج التدريب.
بينما يتجه الهجوم الذي شنته قوات النظام السوري على مناطق عدة شمال مدينة حلب إلى الفشل، استعادت كتائب المعارضة زمام المبادرة في مثلث الجنوب، درعا والقنيطرة وريف دمشق، وتمكنت من صد الهجوم الواسع الذي بدأته القوات الحكومية قبل 12 يوماً لإعادة الجولان إلى قبضتها وتأمين العاصمة.وحققت كتائب المعارضة مكاسب كبيرة في إطار المعركة التي سمتها (الراية الواحدة) بإدارة ثماني غرف عمليات عسكرية بهدف السيطرة على مواقع النظام في مناطق، تل مرعي وتل سرجة وتل العروسة وقرية الدناجي، وفتح الطريق ما بين درعا والقنيطرة باتجاه ريف دمشق الغربي وفك الحصار عن بلدة كناكر في الغوطة الغربية.وبعد انطلاقة ناجحة تمكن خلالها من قطع طريق الإمداد عن حلب، مني النظام بانتكاسة كبيرة في اليوم الثاني من بدء عملياته في ريف أكبر مدن سورية حيث خسر نحو 195 عنصراً، وفق الجبهة الإسلامية، التي أكدت أسر العشرات بينهم عناصر إيرانية، وأفراد من ميليشيات حزب الله.وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان أسر 32 عنصراً من قوات النظام والمسلحين الموالين لها في مزارع رتيان، في حين قتل آخرين أثناء محاولتهم الفرار من مناطق تمركزهم بريف حلب الشمالي.تقدم الكتائبوقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن، لوكالة فرانس برس أمس، إن «الفصائل المقاتلة والإسلامية تمكنت من استعادة السيطرة على قرية حردتنين بشكل شبه كامل، عقب اشتباكات عنيفة مع قوات النظام التي لاتزال مجموعة منها محاصرة في القرية»، مشيراً إلى أن «الاشتباكات مستمرة بعنف في محيط باشكوي»، وهي القرية الأخيرة بين المناطق التي تقدمت اليها قوات النظام منذ بدئها الثلاثاء محاولة لقطع طريق الإمداد الرئيسي على مقاتلي المعارضة في أحياء مدينة حلب الشرقية، ومحاولة فك الحصار عن قريتي نبل والزهراء الشيعيتين في ريف حلب الشمالي.ورجح المرصد «فشل الهجوم، بسبب عدم قدرة النظام على استقدام تعزيزات إلى المنطقة بسبب تردي حالة الطقس والمعارك».جبهة الأكرادوعلى جبهة كوباني، استعادت وحدات حماية الشعب الكردي مدعومة من لواء ثوار الرقة ولواء جبهة الأكراد وكتائب شمس الشمال، ما لا يقل عن 215 قرية في الأرياف الجنوبية والشرقية والغربية للمدينة، من بينها 7 قرى وعدة تلال داخل الحدود الإدارية لمحافظة الرقة، معقل تنظيم «داعش».وأشار المرصد إلى أن الوحدات الكردية مدعمة بالألوية والكتائب المقاتلة من السيطرة على نحو 30 كلم من طريق حلب– الرقة الدولي المعروف بطريق رودكو، وبذلك فإن الوحدات الكردية تمكنت من استعادة السيطرة على أكثر من 2200 كيلومتر مربع في ريف حلب الشمالي الشرقي، وذلك في المناطق الواقعة في شرق وجنوب وغرب كوباني، عقب اشتباكات عنيفة مستمرة مع «داعش» منذ نهاية يناير الفائت.البرنامج الأميركيوبعد ساعات من إعلانها الاتفاق مع الأتراك على الخطوط العريضة لتدريب وتسليح المعارضة السورية، كشفت وزارة الدفاع أميركية (البنتاغون) أمس الأول عن تحديدها لنحو 1200 من مقاتلي المعارضة السورية للمشاركة المحتملة في برنامج تقوده للمساعدة في تدريبهم وتسليحهم لقتال «داعش». وقال المتحدث باسم البنتاغون جون كيربي، في مؤتمر صحافي، «يوجد حوالي 1200 فرد تم تحديد هويتهم للمشاركة في هذه العملية وفي هذا البرنامج»، لكنه امتنع عن الكشف عن المواقع التي قد تستضيف المجندين السوريين المحتملين، مؤكداً أنه لا يملك معلومات عن ذلك.المرحلة الأولىوأضح كيربي أن المرحلة الأولى من التدريب ستركز على اساسيات القتال فقط، لأن مهمة الارشاد من الارض صعبة وتتطلب مهارات عالية للتواصل مع الطائرات لتحديد اماكن الاهداف، مضيفاً: «ولكن من المفيد أن تكون لدى (هؤلاء المقاتلين) القدرة على المساعدة في تعيين الاهداف من الأرض».ولفت كيربي الى أنه خلال المعركة الاخيرة للسيطرة على مدينة كوباني الحدودية مع تركيا تلقت المقاتلات الأميركية إرشادات من الأرض بمواقع الأكراد ومواقع أعدائهم من جهاديي «داعش».مواقع التدريبويشمل البرنامج، الذي من المتوقع أن يبدأ في مارس في مواقع متعددة من بينها تركيا والسعودية وقطر، أكثر من 5000 مقاتل سوري سنوياً، أكد مسؤول أميركي، طلب عدم كشف هويته أن نحو 3000 منهم سيتم تدريبهم بنهاية 2015 في الأردن.وسيخضع هؤلاء المقاتلون لعملية تدقيق باستخدام قواعد بيانات للحكومة الأميركية وأيضاً معلومات مخابرات من شركاء للولايات المتحدة في المنطقة.وأكد مسؤولون أميركيون أن المقاتلين السوريين سيجري تجهيزهم بمعدات مثل شاحنات صغيرة مكشوفة مركب عليها رشاشات وأجهزة للاتصال اللاسلكي وأجهزة متصلة بالنظام العالمي لتحديد المواقع.(دمشق، واشنطن-رويترز، أ ف ب، د ب أ)«داعش» يعلن الحرب على التراثنقلت صحيفة «التايمز» البريطانية تصريحات لخبراء آثار، أكدوا خلالها أن تنظيم الدولة الإسلامية «داعش» أعلن الحرب على تراث سورية الغني، و«إزالة جميع أدلة التعددية الدينية، وأن قوة التدمير لديهم رهيبة».وفي معرض إشارتها إلى ما تتعرض إليه الآثار والمواقع التاريخية في سورية من تدمير على يد الجماعات المتطرفة، لفتت الصحيفة إلى أن منظمة الدفاع عن المعالم الأثرية أحصت 450 حالة تدمير مواقع أثرية في سورية، منذ بداية يوليو من العام الماضي، ولعل عدد حالات التدمير ارتفع كثيراً، منذ ذلك الوقت، موضحة أن عمليات تدمير المواقع الدينية بدأت منذ سبتمبر في مدينة حلب التي تعد من أقدم مدن العالم، وكذا ريف دمشق.وبخلاف النسف والتدمير، تحولت آثار سورية إلى تجارة رائجة عبر الحدود، حيث تشير الأرقام إلى أن قيمة الآثار المهربة وصلت إلى 2 مليار دولار.