تونس تحتفل بالذكرى الرابعة لـ «ثورة يناير» والسبسي يتعهد بتحول يمنع عودة الاستبداد
احتفلت تونس أمس بالذكرى الرابعة لثورة يناير، التي أطاحت بالرئيس الأسبق زين العابدين بن علي في 2011، وعرفت بثورة الياسمين، وكانت الشرارة التي أطلقت احتجاجات «الربيع العربي» في عدد من البلدان العربية.وانطلقت الاحتفالات الرسمية بذكرى الثورة، أمس، بكلمة للرئيس الباجي قايد السبسي في قصر قرطاج الرئاسي، أمام جمع من السياسيين ومنظمات المجتمع والدبلوماسيين وعائلات وجرحى وشهداء الثورة، قال فيها إن «الثورة كانت لتحرير الوطن والإنسان التونسي».
وتعهد الرئيس التونسي برفع الملابسات التي حفت باغتيال السياسيين شكري بلعيد ومحمد البراهمي عقب الثورة، قائلا إن «من واجبنا ومن واجب التونسيين أن نرفع وصمة العار ونفهم ما وقع».وأضاف: «الثورة منحت التونسيين آمالا شاسعة، ومكنتهم من التميز مع نظرائهم في العالم، وجعلتهم استثناء في إدارة المرحلة الانتقالية، وإرساء تحول ديمقراطي يحول دون عودة الاستبداد»، داعيا إلى المضي قدما في مسار العدالة الانتقالية من أجل تحقيق المصالحة الوطنية بعد أربع سنوات من سقوط الدكتاتورية». واعتبر ان «الثورة اليوم هي نص في الدستور، وهي مؤسسات الدولة والمجتمع المدني ورئيس منتخب، وهي صورة وطن وروح الأمة وبرنامج الجمهورية». وفي مثل هذا اليوم فر الرئيس بن علي من البلاد باتجاه السعودية في أعقاب احتجاجات شعبية استمرت نحو شهر، وانتهت بآخر تظاهرة أمام مقر وزارة الداخلية بشارع الحبيب بورقيبة وسط العاصمة.وسقط خلال أحداث الثورة أكثر من 300 شهيد، بينما جرح نحو أربعة آلاف. ولاتزال المحاكم العسكرية تنظر في قضايا الشهداء والجرحى، لكن أغلب الأحكام المصرح بها جاءت مخففة، ما أثار سخط عائلات الضحايا.من جهة أخرى، حث السبسي على استكمال مسار العدالة الانتقالية، كما تدعو إلى ذلك الأمم المتحدة باعتبارها منهجية تضمن عدم تكرار الماضي، وتمكن من إنصاف الضحايا، وتمهد للمصالحة الوطنية وتعزز الوحدة، مؤكدا ان الوحدة لن تكون ممكنة دون أن تتحقق المساواة بين الجهات ومقاومة الفقر والبطالة والغلاء والتهميش.(تونس - د ب أ، أ ف ب)