طالب وزير الخارجية المصري سامح شكري، الشركاء الدوليين أمس، بدعم مصر في مواجهة «الإرهاب»، قبل توجهه إلى مدينة جدة السعودية، للمشاركة في مؤتمر يشارك فيه وزير الخارجية الأميركي جون كيري، لمواجهة خطر تنظيم «الدولة الإسلامية» المعروف بـ«داعش»، على المنطقة وسبل مكافحته.

Ad

قبل ساعات من توجهه إلى السعودية لحضور اجتماع يهدف إلى وضع استراتيجية لمواجهة خطر تنظيم الدولة الإسلامية المعروف بـ"داعش"، طالب وزير الخارجية المصري سامح شكري، الشركاء الدوليين بدعم مصر في مواجهة الإرهاب، قائلاً: إن "مصر تعاني من مشكلة الإرهاب، وتتوقع من الشركاء الدوليين صياغة استراتيجية لمواجهته وأن يكون هناك دعم للقضاء عليه"، مشدداً في الوقت ذاته على أن "القاهرة قادرة على القضاء على الإرهاب، لكنها تطلب الدعم السياسي".

ودعا شكري إلى التعامل مع هذه الظاهرة من خلال تناول الإطار السياسي الذي أفسح المجال لانتشار هذه الظاهرة، "فالإرهاب ينتشر في العديد من المناطق بالعراق وسورية والصومال ونيجيريا"، محذراً - خلال المؤتمر الصحافي الذي عقده مع نظيره البوركيني جبريل باسولي في القاهرة أمس من خطورة تنظيم "داعش" على المنطقة.

وأشار إلى أنه سيشارك اليوم، نظيره الأميركي جون كيري، في اجتماع الدول الإقليمية، في مدينة "جدة" السعودية، لوضع تصور متكامل للتعامل مع ظاهرة الإرهاب التي انتشرت في المنطقة ومواجهة التطرف الذي أدى لعدم استقرار دول المنطقة وتمثل في تنظيم "داعش" الإرهابي الوحشي، حسب قوله، كاشفاً عن بدء توجيه القاهرة الدعوات إلى دول العالم للمشاركة في مؤتمر إعادة إعمار غزة المقرر انعقاده في القاهرة، 12 أكتوبر المقبل.

جدل حلايب

إلى ذلك، وبينما شهدت القاهرة زخماً في العلاقات المصرية الإفريقية، بلقاء شكري بنظيره البوركيني غداة لقاء الرئيس عبدالفتاح السيسي بنظيره الإريتري أسياس أفورقي أمس الأول، استمر الجدل حول أنباء عن إدراج الخرطوم لمنطقتي "حلايب وشلاتين" المصرية، ضمن الدوائر الجغرافية للانتخابات النيابية، حيث أكد مصدر مصري رفيع المستوى لـ"الجريدة" أن "القاهرة لن تتنازل عن شبر واحد من الأراضي المصرية لأي جهة كانت"، مضيفاً: "أكدنا للمسؤولين السودانيين هذا الموقف"، مشيراً إلى وجود قوات مصرية لحماية الإقليم الواقع على الحدود الجنوبية الشرقية لمصر.

وبينما كشفت مصادر حكومية أن رئيس مجلس الوزراء إبراهيم محلب سيتوجه إلى حلايب وشلاتين قريباً، لاستطلاع مطالب الأهالي والعمل على تنفيذها، قالت فاطمة عيسى - إحدى قاطنات حلايب - لـ"الجريدة" إنها لا تعطي أدنى اهتمام بالأخبار التي تتحدث عن ضم الإقليم لإشراف الخرطوم، مشددة على أن حلايب مدينة مصرية وليس لها علاقة بالسودان، مضيفة: "شاركنا في الانتخابات المصرية كافة، كان آخرها اختيار غالبيتنا للرئيس السيسي في يونيو الماضي".

في هذه الأثناء، واصلت قوات الجيش المصري عملياتها الأمنية شمالي سيناء أمس، والتي أسفرت عن مقتل اثنين من العناصر التكفيرية المسلحة، وضبط 17 مشتبهاً فيهم وتدمير 12 بؤرة إرهابية، وبينما تخطط القوات المسلحة لإنشاء نقطة أمنية ثابتة على الطريق الدولي بين مدينتي "الشيخ زويد" و"رفح" في منطقة شهدت انفجارات لعدة عبوات ناسفة، سيطرت حالة من الرعب على أهالي سيناء مع انتشار عدة كمائن في الطرق الفرعية بين "رفح" و"الشيخ زويد" لأعضاء في جماعات تكفيرية، طالبوا المواطنين بإبراز الهويّات الشخصية، لمراجعتها بقوائم مطلوبين لديهم، بحثاً عن أبناء بعض القبائل لتصفيتهم، في استمرار لظاهرة قطع رؤوس من تتهمهم جماعات تكفيرية بالتعاون مع قوات الأمن.

وأكد مصدر أمني لـ"الجريدة" أن تحركات العناصر الإرهابية "استعراضية" في الطرق الفرعية بهدف إثبات الوجود على الساحة بعد نجاح قوات الأمن في السيطرة على الطرق الرئيسية في سيناء، إلا أن الناشط محمد السيناوي قال إن "توقف الطرق الرئيسية أثناء مرور مدرعات الجيش أجبر المواطنين على استخدام طرق فرعية، نصب فيها ارهابيون الكمائن".

أعمال الحفر

ميدانياً، سجلت أعمال حفر قناة السويس الجديدة أول حالة وفاة مساء أمس، بعدما سقط عامل من أعلى جرافة حفر "بلدوزر" ما أدى إلى وفاته بنزيف في المخ، بينما صرح محافظ البنك المركزي، هشام رامز أن عمليات بيع شهادات استثمار القناة، ستصل إلى 60 مليار جنيه، بعدما تزايدت معدلات شراء المصريين التي تخطت حاجز الـ30 ملياراً، مؤكداً في تصريحات إعلامية أن القاهرة ستتوقف عن بيع الشهادات فور تحقيق المبلغ المطلوب.

وبينما علمت "الجريدة" أن الدكتور أحمد زويل، الحائز جائزة نوبل في الكيمياء، سوف يزور مشروع القناة الجديدة الأربعاء المقبل، أعلنت مشيخة الأزهر شراء شهادات استثمار في المشروع، بقيمة ربع مليار جنيه مصري، في وقت أصدر الرئيس السيسي أمس قراراً جمهورياً بإنشاء بيت الزكاة والصدقات في مصر.

في سياق منفصل، أجلت محكمة جنايات القاهرة، أمس، محاكمة الناشط السياسي علاء عبدالفتاح و25 آخرين في قضية خرق قانون "التظاهر"، والمعروفة إعلامياً بـ"أحداث مجلس الشورى إلى 15 سبتمبر الجاري، لسماع باقي شهود الإثبات، بينما تصاعدت وتيرة مشاركة شخصيات سياسية وحقوقية في الإضراب عن الطعام، تضامناً مع السجناء المضربين على هامش محاكمتهم في قضايا خرق قانون "التظاهر"، بعدما انضم مجموعة من شباب التيار الشعبي إلى المضربين مساء أمس الأول.