أنا سريع الغضب!

نشر في 02-05-2015 | 00:01
آخر تحديث 02-05-2015 | 00:01
No Image Caption
إذا كنت سريع الغضب، يجب أن تتعلم التحكم بنفسك لتحسين علاقاتك بالآخرين. من خلال فهم حقيقة غضبك والسيطرة عليه، إليك ما يجب أن تعرفه لتحسين طريقة عيشك وردود فعلك...
يجب السعي إلى تجنب تراكم الغضب الداخلي وعدم {الانفجار} في وجه زميل حين يرتكب الأخطاء أو الشعور بانزعاج مفرط لأن الشريك لا يشارك في الواجبات العائلية... إذا أصبح الغضب مبالغاً فيه، يمكن أن يهدد راحتك وعلاقاتك الشخصية والاجتماعية والمهنية.

لا يعني التحكم بالغضب رفض كل شيء أو “التساهل” مع الجميع بل تعلّم كيفية التعامل مع التجارب المحبِطة في الحياة اليومية، فضلاً عن تقبل الذات والاقتناع باختلاف الآخرين. يمكن الشعور بالخيبة والإحباط لكن من دون الحاجة إلى المرور بنوبة غضب. يجب التعبير عن مشاعر الاستياء بدل كبتها: إنه أساس الاستعمال الإيجابي للغضب.

هل يمكن أن ينتج المجتمع {الميسور}أفراداً مستائين وعدائيين وغاضبين؟ ألا يُفترض أن ينعم الفرد الذي يُشبِع جميع رغباته بحياة سعيدة وحكمة فائقة لاتخاذ القرارات في حياته اليومية؟ رغم زيادة وسائل الراحة في المجتمع المعاصر، أصبح الغضب جزءاً لا يتجزأ من حياتنا ويمكن أن ينشأ لأي سبب من الأسباب: انزعاج، عصبية، عدائية، إرهاق، قلة صبر، إهانة، عنف... تتعدد الأشكال التي يمكن أن يتخذها الغضب. لكل شخص منا طريقته في العيش والتعبير عن نفسه. لكن بشكل عام، يُعتبر الغضب ظاهرة مقبولة وحميدة. يلجأ الناس إلى العلاج النفسي بسبب الاكتئاب أو القلق لكن نادراً ما يفعلون ذلك لمعالجة الغضب. هل ندرك أصلاً أنه شعور {سلبي}؟

غضب مرفوض وغير مفهوم

لا يجيد مجتمعنا التعامل مع الغضب وغالباً ما نفسر مظاهر الغضب بقلة التحضّر أو الفشل في التحكم بالضغط النفسي، أو حتى التعبير عن مشاعر الهلع أو بداية مرحلة من الجنون، ما يستدعي حلولاً سريعة. تتعدد أسباب هذه التحليلات:

أولاً، يجسد الغضب الجانب المظلم من الإنسان. حين تتضح مظاهر العنف في الكلام أو الحركات، يسهل أن نتذكر أن الإنسان يستطيع الكشف عن أفضل جانب منه وأسوأ جانب منه أيضاً. إنه انعكاس سلبي للحالة البشرية.

ثانياً، يتناقض الغضب مع مساعي البحث عن الراحة التي تطغى على حياة معظم الناس اليوم. الغضب ينتج العنف الذي لا يرغب أحد في مواجهته.

مع ذلك، يشكل الغضب، بكل جوانبه السلبية، جزءاً لا يتجزأ من شخصيتنا. تسمح لنا ست عواطف أساسية (الفرح والحزن والنفور والخوف والمفاجأة والغضب) بإنتاج عواطف ثانوية.

الغضب ضروري أحياناً

قد يكون الغضب مفيداً في بعض الحالات: إنها أداة الإقناع التي نستعملها دفاعاً عن مصالحنا. هو يسمح مثلاً بالأمور التالية:

* رسم الحدود كي يفهم الشخص الذي نتكلم معه أنه تجاوز حدوده معنا.

* إعادة التوازن إلى روابط القوة كي يفهم الجميع أن المواجهة لا تخيفنا (هي أشبه بمقاربة للدفاع عن الذات).

* إثبات السلطة الذاتية وفرض الضغوط على الآخر.

في السياق نفسه، يمكن أن يكون الغضب طريقة لطلب النجدة عند مواجهة أي مصدر إزعاج: يمكن التعبير عنه في هذه الحالة حين نواجه مشاكل لا نجيد حلّها وحدنا. قد لا نحتمل مظاهر الغضب لكنها ضرورية أحياناً. لا يتعلق التحدي الفعلي إذاً بكبت أو خنق مشاعر الغضب بل التعبير عنها بفاعلية، أي من خلال توضيح الأسباب من دون نقل الرسالة عبر سلوك عنيف.

ألا يُعتبر الغضب جزءاً من “الشخصية”؟

إنه جزء من الشخصية طبعاً، لكن بدل أن يعكس حالة عابرة قد يتحول إلى مشكلة مزمنة. أصبح هذا النوع من المشاكل أكثر شيوعاً وقوة اليوم وبدأت الصراعات التقليدية تتحول إلى صدامات مستمرة.

هل الغضب طريقة للتعبير عن الذات؟

لا شيء يضمن تحسناً حقيقياً بعد الشعور الفوري براحة مزيفة غداة {الانفجار} في وجه الطرف الآخر للتعبير عن المشاعر. التعبير عن الغضب لا يساعد الشخص الغاضب بالضرورة بل إنه قد يرتدّ عسكياً عليه. ألا نخلط عموماً بين التعبير عن المشاعر ({التحدث} عن العواطف) وعيش العواطف مع أي شخص أو في أي سياق ({فرض العواطف})؟ ينتج هذا النوع من التعبير العاطفي ضغطاً نفسياً كبيراً لدى الشخص المعني ومحيطه.

back to top