الآخر: نحن وهم
![ناصر الظفيري](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1497859964459581700/1497859964000/1280x960.jpg)
الذين يرون أن الصورة النمطية في العقل الغربي ثابتة ولا يمكن لها أن تتغير، هم بالتأكيد يفشلون في محاولة تقديم أي جهد ممكن لتغيير تلك الصورة، واختيار الجامعات الغربية لمثل هذه المحاضرات هو السبيل الناجح. لدينا اليوم مجاميع كبيرة من الأساتذة الدارسين والمدرسين أيضاً في الجامعات الغربية، وإقامة محاضرة شهرياً على الأقل في جامعة لا تكلف كثيراً ولا تحتاج إلى أكثر من محاضر زائر وإعلان عنها. وأرى أن الصورة التي يقدمها الإعلام الغربي، الذي تستحوذ عليه الجهات الموالية لإسرائيل والمناهضة للعرب، عن العربي والمسلم تتغير رغم صعوبة الدخول إلى هذا الإعلام أو اختراقه.قبل أيام كانت إحدى الإذاعات تتناول انتحار الطيار الألماني فوق جبال الألب ومقتل من معه من الركاب، واستضافت صحافية كندية كانت تقول بكل صراحة إنكم تنظرون إلى اسم الفاعل أولاً، فإذا كان الاسم عربياً أو مسلماً قررتم، دون أن تنظروا إلى تاريخه، أنه إرهابي، أما إذا كان الاسم منا، فالفاعل يكون مختلاً عقلياً ومريضاً نفسياً. تلك هي حقيقة الصورة التي ارتبطت بكل الأحداث التي مضت والتي تناولت اسم الفاعل ولون بشرته للحكم على العمل وتصنيفه. فليس من حق الفاعل العربي أو المسلم أن يكون مختلاً عقلياً أو مريضاً نفسياً وهو يقوم بعمل ما.الحاجة ماسة إلى أن تقوم جهة عربية تشكل مركزاً إعلامياً يضم مجموعة من المحاضرين، تكون مهمتها العمل على قلب هذه الصورة. العالم العربي اليوم أيضاً يعاني من مرضاه وعقولهم المختلة، وضررهم في عالمنا أكبر وأقسى من ضررهم في الغرب.