طارق العريان: ردود الفعل على {أسوار القمر} فاقت توقعاتي

نشر في 09-02-2015 | 00:02
آخر تحديث 09-02-2015 | 00:02
No Image Caption
بعد سنوات من التأجيل قرر المخرج طارق العريان الإفراج عن فيلمه {أسوار القمر} لعرضه ضمن الأفلام المتنافسة في موسم إجازة نصف العام في مصر. ويمزج فيه بين الرومانسية والأجواء التشويقية المثيرة، عبر مشاعر متغيرة بين ثلاثة أطراف: عمرو سعد وآسر ياسين ومنى زكي.
حول ظروف التصوير خلال عامين ونصف العام، والحفاظ على أداء الممثلين أدوارهم طوال هذه المدة، وتقييمه الفيلم بعد عرضه كان لنا معه هذا الحوار.
حدثنا عن {أسوار القمر}؟

تدور أحداث الفيلم حول {زينة} (منى زكي)، فتاة ترتبط بشاب يدعى {أحمد} (آسر ياسين)، لديه الصفات التي تعشقها الفتيات كلهن، ولكنها مع ذلك لا تشعر بأنها تحمل له مشاعر الحبيبة لحبيبها، وهذا ما تجده مع {رشيد} (عمرو سعد)، لذا تقرر الابتعاد عن الأول والارتباط بالثاني. ولكن مع الوقت وفقدانها بصرها تكتشف أن النظر أحياناً يخدع المرء ويوهمه بأمور يراها أمامه، وتجد الحب الحقيقي بإحساسها وتعود إلى حبيبها الأول. وهذه هي الرسالة التي يؤكد عليها الفيلم، والهدف من سرد الأحداث على طريقة {فلاش باك}.

هل وجدت صعوبة في عرض الأحداث وفقاً لهذه الطريقة؟

لا إطلاقًا؛ فالسيناريست محمد حفظي كان قد كتبها في السيناريو منذ البداية، ومن جانبي وضعت تفاصيل بسيطة فيه أثناء التصوير. لكن في المونتاج توافرت طرق عدة لسرد القصة، لذا احتجنا إلى وقت طويل لنستقر على الشكل النهائي الذي يحافظ على تلسلسل الأحداث ولا يخل بها.

كيف وجدت التعاون الثالث لك مع المؤلف محمد حفظي؟

ساعدنا تعاوننا السابق في فيلمي {السلم والثعبان} و{تيتو}، إضافة إلى تقارب وجهات النظر، لا سيما أن {أسوار القمر} مكتوب بين عامي 2004 أو 2005 وبدأنا تصويره في 2010، أي أن خمس سنوات تفصل بين كتابته وتنفيذه، وقد كتبنا 29 مسودة حتى وصلنا إلى المسودة النهائية.

ما الذي يميز {أسوار القمر} عن الأفلام المطروحة معه في الموسم الحالي؟

عناصر عدة، من بينها صناعة الفيلم نفسه وما تضمنها من تقنية التصوير مروراً بالمواقع ودراما القصة والإخراج، وصولاً إلى أداء أبطاله وشكل الفيلم كاملاً الذي أعتقد أنه لا يشبهه عمل في دور العرض راهناً.

كيف أثرت فترة تصوير الفيلم على أداء الممثلين؟

كانت فترة التصوير إحدى أبرز الصعوبات التي واجهتها خلال تنفيذ {أسوار القمر}، ولكنها عموماً مسؤولية المخرج بأن يتمكن من الحفاظ على مستوى الأداء نفسه، وعلى عمل فريق العمل أمام الكاميرا وخلفها وفقاً لرؤيته، إلى جانب أن عدداً من المشاهد صورناها في ثلاثة مواقع تصوير وثلاثة أزمنة، وأعتقد أن هذا الأمر لم يؤثر على أداء الممثلين لأننا عموماً لا نصوِّر المشاهد بالتتالي.

كيف تأكدت من عدم تأثيره على تلقي المشاهدين للعمل؟

من ردود الفعل الإيجابية التي قابلتها منذ عرض الفيلم، حيث لم يذكر المشاهدون أي تأثير للتصوير المتقطع للفيلم على أداء أبطاله، بل قوبل باهتمام وترحيب شديدين، وبالثناء على قصته الرومانسية التشويقية والتقنيات المستخدمة فيه. حتى إن هذه التعليقات فاقت توقعاتي.

كيف استطعت الانتقال بين اللحظات الرومانسية وتلك التشويقية؟

كانت هذه إحدى المهام الصعبة أيضاً التي كان عليّ القيام بها كمخرج، وذلك للحفاظ على إيقاع الفيلم والانتقال من الثبات إلى التغيير المفاجئ، أو من المشاهد الرومانسية إلى الأجواء المتواترة ومشاهد الحركة والمشادات بين البطلين، مع الحفاظ أيضاً على انتباه المشاهد من المشهد الأول إلى الأخير. عموماً، هذا الأمر ليس مرتبطًا بـ{أسوار القمر} فحسب (بسبب توقفه المتكرر عن التصوير)، وإنما الأمر قائم في الأعمال كافة.

ما أصعب المشاهد من الناحية التنفيذية؟

جميع المشاهد الليلية، وتلك التي صورناها في اليخت، نظراً إلى صعوبة إضاءتها بسبب موقعها في وسط البحر، لذا نفذناها على مراحل، إلى جانب مشاهد الممرات والغرف الداخلية، وتلك التي تم حبس {رشيد} فيها.

كيف تجد نهاية {رشيد} الأليمة؟

{رشيد} مدمن مخدرات ومهووس بحبيبته {زينة} وليس لديه أي استعداد لتركها لأنها بالنسبة إليه الحياة، وهو من دونها شخصية ضعيفة. حتى إنه قرر الانتحار مرة، ولكنها وقفت إلى جواره حتى خرج من أزمته، وبعدما دخل المصح للعلاج اكتشف أنها تخلت عنه وعادت إلى حبيبها الأول وتزوجت منه، وبعدما فشلت محاولاته لإجبارها على الانتحار معه، اضطر إلى إلقاء نفسه من أعلى جزيرة العاشقين التي كان يقص لها قصته في بداية علاقتهما، وانتحر وحيداً. وهذه النهاية تؤكد أنه كان يبحث عن شكل انتحار يريحه نفسياً، ويجعله يشعر بأن هذا هو الحب ومنتهى الرومانسية.

لماذا جاءت نهاية قصة {زينة} و}أحمد} سعيدة كحال معظم قصص الحب؟

كان الفيلم لينتهي بـ{فلاش باك} عاد فيه {أحمد} إلى {زينة} ودخل {رشيد} المستشفى للعلاج من الإدمان، وقالت {زينة} بأنها مع فقدانها بصرها وجدت الحب الذي تحتاج إليه رغم أنها لم تكن تراه أثناء إبصارها. ولكن بذلك تكون النهاية طبيعية، بينما جاء الجزء الأخير ليحمل الأجواء التشويقية، بعدما انتهت الرومانسية قبل هذه الجزئية. وفي الختام اجتمعت {زينة} بزوجها لتكمل حياتها معه بعد عناء كثير مرا به.

ما نوعية الأفلام التي تفضل تقديمها؟

لا ألزم نفسي بنوعية معينة، لذا قدمت الدراما التشويقية المثيرة في {الإمبراطور} و{الباشا} و{تيتو}، والرومانسية في {السلم والثعبان}، وجمعت بين النوعين في {أسوار القمر}. كذلك أحب تقديم الأفلام كافة، سواء تصدرها نجم أو مجموعة نجوم، وفقاً لما تتطلبه دراما العمل السينمائي.

ما جديدك؟

يتبقى لي نحو ستة أيام لأنتهي من تصوير فيلم {ولاد رزق} من بطولة مجموعة من النجوم من بينهم أحمد عز، وعمرو يوسف، وأحمد الفيشاوي، وكريم قاسم، وأحمد داود، ويتولى التأليف صلاح الجهيني. ومن المقرر أن يُعرض خلال موسم عيد الفطر المبارك.

back to top