الخالد: الإجراءات بحق المسيئين للأشقاء تمّت وفق الدستور
● أجرى مباحثات مع وزير الخارجية التركي وأكد أن هجوم باريس إرهاب مدان... وازدراء الأديان أمر مرفوض● أوغلو: لا نريد التوجه إلى حرب عالمية ثالثة بل يجب محاربة العنصرية والإرهاب
أكد الشيخ صباح الخالد، أن الإجراءات كافة التي اتخذتها الحكومة إزاء الذين أساؤوا إلى الدول الشقيقة، تأتي وفق الدستور الكويتي الذي نصّ على الحريات، منوهاً بالقضاء الكويتي الذي وصفه بـ»النزيه والشامخ في تعامله مع كل القضايا لحفظ الحقوق».رفض النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ صباح الخالد التعليق على سؤال حول موقف الحكومة من محاولات بعض النواب تقديم مشروع قانون يجيز التعاون مع إسرائيل، مؤكداً أن موقف الحكومة، واضح من هذا الأمر ولايستحق الحديث بشأنه.وبخصوص رفع الحصانة عن أحد نواب مجلس الأمة نتيجة الإساءة إلى دولة شقيقة، واتهام نائب سابق آخر بالإساءة إلى مصر، أكد الخالد في مؤتمر صحافي مشترك عقده مع وزير خارجية تركيا مولود أوغلو أمس عقب محادثات ثنائية، أن «الإجراءات كافة التي تمّ اتخاذها، تأتي وفق الدستور الكويتي الذي نصّ على الحريات»، منوهاً بالقضاء الكويتي النزيه والشامخ في تعامله مع كل القضايا لحفظ الحقوق.«مؤتمر المانحين»وبشأن موعد استضافة دولة الكويت المؤتمر الدولي الثالث للمانحين لدعم الوضع الإنساني في سوريا، أوضح أن سمو أمير البلاد تلقّى رسالة من الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، لعقد مؤتمر ثالث للمانحين جراء ما تشهده سوريا من تدهور للأوضاع الانسانية وزيادة أعداد النازحين ما يقضي بمدّ يد العون في هذا الإطار الإنساني، وعليه رحَّب سمو الأمير بهذه الاستضافة على أن تتم مناقشة كل التفاصيل، في وقت لاحق.وأضاف، أن المسار الإنساني لايشغل القيادة الحكيمة عن ضرورة إيجاد الحل السياسي لكل المشاكل التي تواجهها المنطقة، «لذا لابد من إيجاد الحل السياسي أيضاً لسوريا بما يحقق تطلعات الشعب الذي بذل الدمّ وعانى التشرد طوال السنوات الماضية».وعن عدم التزام بعض الدول المانحة بتعهداتها المالية خلال المؤتمرين السابقين للمانحين، أفاد بأن هناك آلية للمتابعة حيث تم تشكيل فريق من 15 دولة من كبريات الدول المانحة لمتابعة الالتزام بما تعهدت به الدول المانحة، كاشفاً عن اجتماع لهذه اللجنة نهاية الشهر الجاري.زيارة فابيوسوعن لقائه المرتقب مع وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، الذي سيزور الكويت بعد أيام، وما إذا كان النقاش سيتناول ما جرى في باريس أخيراً، قال الخالد: «إننا نتطلع إلى لقائه ولدينا قضايا كثيرة على جدول الأعمال وسوف نستثمر زيارته لبحثها، ومنها ما تمّ في باريس منذ أيام، وهو عمل إرهابي مدان ونحن ندين ونشجب الإرهاب بكل صوره وازدراء الأديان أمر مرفوض وسيكون هناك مجال لبحث ذلك».وعن الاجتماع المرتقب يوم الخميس المقبل لدول التحالف لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية «داعش» أوضح الخالد، أن «هذا الاجتماع يأتي لاستكمال ما تم بحثه سابقاً بخصوص محاربة هذا التنظيم وعرض ما يمكن فعله مستقبلاً».المصالحة الخليجيةوبشأن المصالحة الخليجية، أكد الانتهاء من «مرارة وألم» سادا العلاقات الخليجية الخليجية أخيراً، مستذكراً مسيرة عمرها 33 عاماً «تجاوزنا فيها كل الصعاب وطويناها صفحة الخلافات الى الأبد إن شاء الله».وعن دور تركيا في المنطقة، لفت الخالد إلى دورها الكبير، « وتربطنا معها علاقات تاريخية ومصالح ولها دور حيوي في المصالح الإقليمية بشأن سوريا واليمن والعراق وفلسطين وليبيا ومواجهة الإرهاب، «ونعول كدول الخليح كثيراً في هذه القضايا على الدور التركي».دور مصروفيما يتعلق بمصر، أفاد بأن «الشعب المصري برغبة شعبية جامحة، اختار خارطة طريقه وتجاوز كل الخطوات وبقيت خطوة واحدة وهي اختيار البرلمان لتحقيق رغبته»، مؤكداً أن دور مصر قيادي وريادي، «ويهمنا أن يكون هناك اتفاق مصري تركي لينعكس ذلك على المنطقة».وأضاف الخالد: «نعول أيضاً على تركيا في علاقاتنا مع دول التعاون، ونتطلع إلى حوار استراتيجي في الدوحة بين تركيا ودول الخليج، وعلى المستوى العربي لدينا تعاون عربي مع تركيا ونعول عليها في كثير من الأمور، ودورها كبير أيضاً في مسار عالمنا الإسلامي، ونحن نواجه تهديدات كبيرة وعلينا الوقوف جميعاً لمواجهتها، ودور تركيا بهذا الشأن حيوّي ورئيسيّ ومهم».وقال: «تشرفنا اليوم بلقاء سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد وسمو ولي العهد الشيخ نواف الأحمد و سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك، واستمعنا إلى الرؤى الحكيمة فيما يخص تعزيز العلاقات التاريخية والراسخة ما بين بلدينا الصديقين والمشاركة السامية بكل جهد مبذول ونسعى محمود تجاه والارتقاء بمجالات التعاون المنشود».العلاقات الدبلوماسيةوذكر أن إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين الصديقين مرّ عليها ٥١ عاماً تخللتها العديد من الزيارات بين مسؤولي البلدين، وساهمت في توطيد العلاقات وتعزيزها، «ولا شك أن هذه الزيارة التي تعد الأولى من نوعها للوزير أوغلو منذ توليه مهامه منصبه وستضفي لبنة قيّمة إلى صرح العلاقات الثنائية المميزة وتعزز فرص استكمال التعاون التعاون في المجالات كافة». شراكة اقتصاديةوقال الخالد: «أجرينا اليوم مباحثات رسمية معمّقة ومهمّة تناولنا خلالها آليات تطوير أوجه التعاون والشراكة في المجالات كافة، كما تمّ التطرق خصوصاً إلى كيفية الارتقاء بالعلاقات المشتركة والمتميزة لاسيما على المستويين التجاري والاقتصادي نظراً إلى التعاون الكبير القائم بين البلدين في هذا المجال، وفي ظلّ المكانة التي تتمتع بها تركيا كشريك اقتصادي مهم للكويت حيث بلغ معدل التبادل التجاري ٦٠٠ مليون دولار العام الماضي بزيادة تقدر بـ ١٥٠ في المئة منذ عام ٢٠١٠.ولفت الخالد إلى الموقع المتنامي للاستثمارات الكويتية في تركيا حيث بلغ حجم استثمارات القطاع الخاص الكويتي هناك حوالي 2.5 مليار دولار في القطاعات كافة.وأضاف، أن تركيا تعتبر مقصداً سياحياً للمصطافين الكويتيين، ووصل معدل الرحلات الجوية بين الدولتين إلى ٣٨ رحلة أسبوعياً، ما يؤكد مدى التواصل بين مواطني البلدين، «ونحن ماضون دائماً في تشجيع الاستثمار في القطاعات المجدية في كلا البلدين، التي تقودنا إلى تحقيق المصالح المشتركة التي نتطلع إليها».التعاون العسكريوذكر الخالد، أنه تمّ البحث في آليات التعاون الجديدة لتفعيل العلاقات الثنائية في مختلف القطاعات الخيرية كالقطاع العسكري والصحي والمواصلات والسياحي، «وأجرينا أيضاً مباحثات مستفيضة حول مختلف القضايا محلّ الاهتمام المشترك، وآخر المستجدات في مختلف القضايا المحورية والرئيسية على الساحتين الإقليمية والدولية اللتين تشهدان أحداثاً وتطورات مهمة تتطلب منّا المزيد من التنسيق والتواصل على الساحتين الإقليمية والدولية».الكويت دولة مهمةمن جانبه، أعرب وزير خارجية تركيا مولود أوغلو عن سعادته بزيارته إلى الكويت، التي تعتبر الأولى له منذ توليه منصبه، مؤكداً أن الكويت «دولة مهمة جداً ومن أجل استقرار وأمن وسلامة هذه المنطقة، وهي تقوم بدور كبير فيها وهي لا تهمل المأساة الإنسانية في هذه المنطقة».وأشاد باختيار سمو الأمير قائداً للعمل الإنساني من قبل الأمم المتحدة، خصوصاً أن الكويت تتدخل لحل المشاكل في المنطقة وكذلك مشاكل بين دول التعاون الخليجي، «وهو دور مهم يستحق التهنئة».وأضاف، أن الزيارة تضمّنت بحث العلاقات الثنائية بين البلدين لتطويرها، وكذلك تطوير العلاقات الاقتصادية إلى مستوى العلاقات السياسية المتميزة، لافتاً إلى أن حجم التبادل التجاري بين البلدين بلغ عام 2013 نحو 625 مليون دولار في حين بلغ التبادل في الشهر الأول من عام 2014 511 مليون دولار، واصفاً الاستثمارات الكويتية في بلاده بـ»المهمة»، وتقدر بـ 1.6 مليار دولار وتتركز في المجالات المصرفية والعقارات.وأشار إلى أن هناك العديد من الفرص المثمرة في عدة مجالات، منها الطاقة، الزراعة، الصحة،إضافة إلى شركات مهمة ينبغي أن تكون فاعلة أكثر، «ونحن نشجعها».ولفت إلى وجود عناصر تهدد استقرار المنطقة على رأسها تنظيم «داعش» ما يستوجب ضرورة التعاون في الحرب عليها لحل المشاكل في المنطقة، مشيراً إلى وجود تفاهم بين بلاده والكويت، «وناقشنا ما يتعلق بهذه الأمور مع القيادات السياسية الكويتية».تركيا ومصروعن الأولويات التركية فيما يتعلق بالعلاقات بين دول الخليج وكذلك مصر، أفاد الوزير أوغلو بأن بلاده «تصرّ على العلاقات المتميزة مع دول الخليج، وهي مسرورة بحل المشاكل التي حدثت فيما بينها، وبدور الكويت المميز الذي قامت به بهذا الشأن».وقال: «مصر دولة مهمة جداً للمنطقة والعالم الإسلامي وللخليج، واستقرارها له علاقة مباشرة بالمنطقة، ونعتبرها دولة صديقة جداً، لكننا نعترض على وضعها وطريقة إدارتها حالياً»، مضيفاً أن كل ما قامت به تركيا حيال مصر حتى اليوم، «هو انتقاد تلك الطريقة كما كان أسلوبنا في انتقاد رئيس وزراء العراق السابق نوري المالكي في إدارته للعراق، وكنا محقين بشأنه».وأضاف أوغلو: «أن مصر إذا خطت خطوات ايجابية على طريق الديمقراطية، فسوف نغيّر رأينا وموقفنا، لكن حتى الآن لايوجد أي تحرك أو تصرّف سيء تجاه مصر في الأوساط الدولية، رغم أنها وبعض دول الخليج عملت ضد تركيا بشكل فعّال، ونحن بإمكاننا أن نحسّن علاقاتنا مع مصر، ولدينا حسن النية معها».وعن المباحثات مع الخالد، وما إذا تضمنت المجالات السياسية بين البلدين، أوضح الوزير أوغلو أن العلاقات الساسية متميزة جداً مع الكويت، وهي علاقات أخوية لابد أن تقوى بمشاريع وخطوات، خصوصاً أنها تعتبر الأساس لتطور العلاقات التجارية والاقتصادية في دول العالم الثالث، إلى جانب تقوية العلاقات الخاصة بالصناعة العسكرية وتعزيز قطاع السياحة.وأشار إلى أن عدد السياح الكويتيين في تركيا بلغ حوالي 130 ألف سائح، مشدداً على ضرورة تطوير العلاقات بين رجال الأعمال في البلدين.قبرص التركيةوعن التعاون بين البلدين في مجال الشراكة مع المنظمات الدولية، أكد أنه تمّ بحث وضع دولة قبرص التركية الذي يستمر في الأمم المتحدة كمراقب، مع ضرورة وجود تركيا في لجنة الأمن الدولي للدفاع عن أمن المنطقة، مشيراً إلى أن بلاده ستشارك في الحوار الاستراتيجي الذي سيعقد في «الدوحة» قريباً ويتعلق بمحاربة الإرهاب.حادثة باريسوعن موقف تركيا مما جرى في باريس أخيراً، قال أوغلو: «أدنّا هذا العمل واشترك رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو في المسيرة ضد الإرهاب»، مؤكداً أن بلاده تستنكر كل أنواع الإرهاب، «فالإرهاب ليس له وطن أو دين، ويجب أن نحاربه جدياً».ورأى أن المشكلة في العالم تتمثل في عدم وجود تعريف للإرهاب، «ولهذا نختلف في وجهات النظر حول الإرهاب، ويرى البعض أن عدداً من الإرهابيين هم جيدون، وأن عدداً آخر سيئون، إلا أننا نرى وجود عنصرين للإرهاب، الأول هو تنظيم «داعش» ويأتي في صدارة الإرهاب، ولابد أن نقوم بالحرب عليه، أما العنصر الآخر المنتشر في أوروبا والعالم فهو معاداة الإسلام والعرقية، والعنصران يتغذى كل منهما على الآخر، وعلينا محاربة هذين العنصرين.وقال الوزير أوغلو: «لا نريد أن نتجه إلى حرب عالمية ثالثة، بل يجب محاربة العنصرية والإرهاب،» وتركيا لا تدافع عن الارهاب كما يراها البعض، إنما نريد تجنّب حدوث حرب عالمية ثالثة».