تمكنت اللجان الشعبية الموالية للرئيس عبدربه منصور هادي بدعم من طيران «عاصفة الحزم» من طرد المتمردين الحوثيين من وسط مدينة عدن ومن قصر المعاشيق، وبينما أسقط طيران التحالف أسلحة لأنصار هادي ومؤناً غذائية على مرفأ عدن، فرضت عناصر تنظيم القاعدة سيطرة جزئية على مدينة المكلا الجنوبية.
طردت اللجان الشعبية الموالية للرئيس عبدربه منصور هادي ميليشيات المتمردين الحوثيين من وسط مدينة عدن العاصمة المؤقتة للبلاد جنوب اليمن، ونجحت في بسط سيطرتها على قصر المعاشيق الجمهوري في المدينة الجنوبية، مستفيدة من الغارات الجوية التي شنها تحالف «عاصفة الحزم» بقيادة السعودية.وانسحب الحوثيون فجر أمس من منطقة كريتر بوسط عدن، كما انسحبوا من القصر الجمهوري الذي وقع تحت سيطرتهم عصر أمس الأول، بعد اشتباكات عنيفة مع اللجان الشعبية الموالية لهادي وغارات كثيفة لطيران التحالف. وأفاد سكان بأن «الحوثيين انسحبوا إلى حي خور مكسر، بعد أن دمر الموالون لهادي إحدى دباباتهم واستولوا على أخرى». وقالت مصادر عسكرية إن الاشتباكات استمرت بشكل متقطع في الأحياء المجاورة للقصر الرئاسي ومطار عدن الذي تعرض للقصف ليلا من سفن حربية تابعة للتحالف، مشيرة إلى احتراق طائرة.أسلحة ومؤنإلى ذلك، أسقطت طائرات حربية تابعة لـ«عاصفة الحزم» أسلحة بالمظلات صباح أمس على المقاتلين الذين يدافعون عن وسط عدن في مواجهة الحوثيين.وقال المقاتلون إن «أسلحة خفيفة وأجهزة اتصالات وقذائف صاروخية أسقطت على منطقة التواهي في عدن، التي مازالت تحت سيطرة الموالين لهادي».وخلال الليل، استخدم التحالف المظلات لإنزال مواد غذائية وأدوية في مرفأ عدن لإغاثة السكان الذين يواجهون نقصا في المواد الأساسية.غارات متفرقةوركزت طائرات التحالف غاراتها ليل الخميس- الجمعة على مختلف المواقع العسكرية للمتمردين في شمال وجنوب صنعاء والحديدة وتعز مع دخول حملة «عاصفة الحزم» يومها التاسع أمس.من جهته، أكد الناطق باسم «عاصفة الحزم» العميد أحمد العسيري مساء أمس الأول، أن الطيران السعودي رد على إطلاق نار على الحدود السعودية- اليمنية بعد تعرض تلك المناطق لإطلاق نار من داخل اليمن.اعتداءات حوثيةوفي الحديدة، أطلقت قوات تابعة للمتمردين الرصاص الحي على مصلين بعد أداء صلاة الجمعة في المحافظة الواقعة غربي البلاد، وأصابت 7 أشخاص وحاصرت الميليشيات الحوثية مصلين في أحد المساجد وسط مدينة الحديدة، التي عادة ما يصلي به «الثوار المناهضون للحوثيين»، كما قامت الميليشيات باختطاف عدد من النشطاء وطاردوا المصورين والإعلاميين في المحافظة، التي وقعت تحت سيطرتها مارس الماضي.سيطرة جزئيةوفي المكلا، سيطر مقاتلو «قاعدة الجهاد في جزيرة العرب» بشكل جزئي على المدينة الواقعة جنوب شرق البلاد، غداة اقتحامهم السجن المركزي لتحرير أحد قادتهم و300 موقوف.وأفاد شهود بانتشار نحو 200 أو300 مسلح في وسط المكلا وغربها، حيث أقاموا حواجز تفتيش، ورفعوا راياتهم السوداء.وأوضح مسوؤل محلي أن عناصر القاعدة «يسيطرون على أحياء وليس على مجمل المكلا»، كبرى مدن محافظة حضرموت، مضيفا أن النقاط الحساسة، وبينها مراكز الجيش والمطار والمرفأ الواقعة في شرق المكلا، «لا تزال تحت سيطرة القوات الحكومية».وبالإضافة إلى السجن، هاجم مسلحو القاعدة الميناء والقصر الرئاسي ومقار الإدارة المحلية والمحافظ والأمن والمخابرات وفرع المصرف المركزي في المدينة الساحلية.وبعد دخولهم المدينة أمس الأول، وجه عناصر «القاعدة»، الذي يتمتع بموجود قوي في جنوب اليمن وشرقه، نداء عبر المساجد «للجهاد ضد الروافض والحوثيين».دعم باكستانيسياسياً، وبينما تتجه الأنظار إلى البرلمان الباكستاني لإقرار إرسال قوات إلى السعودية، أعرب رئيس الوزراء نواز شريف أمس عن قلق بلاده من الإطاحة بالحكومة الشرعية في اليمن، مؤكدا وقوف إسلام آباد إلى جوار السعودية.وقال شريف، في مؤتمر بالعاصمة التركية أنقرة حيث يقوم بزيارة رسمية تهدف إلى التشاور بشأن الأزمة اليمنية مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إن «القلق يساورنا حول الإطاحة بالحكومة الشرعية في اليمن باستخدام القوة من جانب أطراف من خارج الحكومة»، مضيفاً «وافقنا على تقديم كل الدعم الممكن للدفاع عن سيادة السعودية وسلامة أراضيها».وكان شريف دعا أمس الأول إلى جلسة مشتركة لمجلسي البرلمان الباكستاني لمناقشة إمكانية الانضمام إلى تحالف «عاصفة الحزم».من جهته، كشف وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو أمس عن اعتزام بلاده تقديم دعم لوجيستي واستخباراتي لـ»عاصفة الحزم» والقوات السعودية، مشدداً خلال زيارة لليتوانيا، على أن «ما يفعله الحوثيون في اليمن غير مقبول ويقوض استقرار البلاد».«الإصلاح» يؤيدوفي وقت سابق، أعلن حزب التجمع للإصلاح (إخوان اليمن) مساء أمس الأول تأييده عملية عاصفة الحزم، وحمل الحوثيين وحلفاءهم مسؤولية الأزمة التي دخلها اليمن بسبب رغبتهم في الهيمنة والسيطرة على مقدرات البلد.ودان «الإصلاح» ما سماه «السلوك الانتقامي المدمر» للحوثيين وصالح بعد فرض الإقامة الجبرية على حكومة خالد بحاح والرئيس الشرعي عبدربه منصور هادي، الذي لم يكن أمامه خيار لتجنيب اليمن مصير الشعبين السوري والعراقي، سوى طلب المساعدة من تحالف «عاصفة الحزم»، استنادا للدستور اليمني واتفاقية الدفاع المشترك العربية.519 قتيلاًإلى ذلك، أعلنت مسؤولة العمليات الإنسانية في الأمم المتحدة، فاليري آموس، أمس الأول أن حصيلة المعارك في اليمن بلغت في أسبوعين 519 قتيلا و1700 جريح، معربة عن «قلقها البالغ» على سلامة المدنيين العالقين في المعارك الدائرة.(صنعاء، عدن، أنقرة ــ رويترز، أ ف ب، د ب أ)
آخر الأخبار
طرد الحوثيين من وسط عدن... و«القاعدة» ينتشر في المكلا
04-04-2015