«مخلصوص» ثيمة جيدة وقعت في إشكالية المسرح التجاري
الممثلون كانوا بحاجة إلى التمرين على الأداء والإلقاء لتفادي الوقوع في الأخطاء
لم يكن عرض «مخلصوص» بالمستوى الذي يستحق دخوله المسابقة الرسمية في الدورة العاشرة من مهرجان أيام المسرح للشباب.
لم يكن عرض «مخلصوص» بالمستوى الذي يستحق دخوله المسابقة الرسمية في الدورة العاشرة من مهرجان أيام المسرح للشباب.
دشن مسرح جامعة الكويت عروض المسابقة الرسمية لمهرجان أيام المسرح للشباب العاشر، أمس الأول على مسرح الدسمة، بعرض «مخلصوص» تأليف تغريد الداود وإخراج موسى بهمن.وهناك من أعطى هذا العمل أكبر من حجمه وأطلق عليه مسرح عبث، وهو لا يمت بصلة من قريب ولا من بعيد إلى هذا النوع، ولا ينتمي إلى أي مذهب مسرحي، خاصة أنه عرض ناقص لا يحقق مقومات الدراما المسرحية.
ثيمة النص جيدة، ويتحدث عن الفساد من خلال مجموعة لصوص يستولون على خيرات إحدى المزارع، لكن قلة خبرة المخرج أسقطته في هنات كثيرة، والانشغال باستجداء الضحك عن الهدف الرئيس من العمل، ووقع في إشكالية المسرح التجاري. كما لم يحسن إدارة الممثلين، وكانوا بحاجة إلى التمرين على الأداء والإلقاء والصوت والحركة وتحضير الدور، والمزج الحواري بين اللغة العربية الفصحى واللهجة الكويتية، ولذلك ارتكبوا كثيرا من الأخطاء اللغوية التي تزعج الأسماع.ولم يوفق في إيجاد معادلة إيقاعية سليمة لعناصر العرض، والإظلام المتكرر والتوقيت المتأخر بين مشهد وآخر، وإقحام الأغاني بلا داع أو مبرر.ولم يكن هذا العرض في مستوى الطموح، ولا يستحق أن يدرج في قائمة عروض المسابقة الرسمية.جلسة نقاشية أعقب العرض جلسة نقاشية حول العمل، أدارها الصحافي مفرح الشمري، واستهلها المعقب الفنان محمد الحملي معتبرا أن العرض عبثي ومباشر في آن واحد لذلك لم تتحدد هويته، إلا أنه حقق هوية في الديكور، موجهاً نصيحته إلى بهمن بضرورة التركيز على مهمة واحدة في العمل إما التمثيل أو الإخراج.وقال الناقد عبدالمحسن الشمري إن المؤلفة نجحت في تقديم نص يناقش قضايا راهنة بطريقة ساخرة عبثية، ولأن تجربتها بسيطة لم تتضح ملامح بعض شخصيات العرض وبالتالي لم تتطور الشخصيات باستثناء شخصية الزوجة الأولى، مطالباً المخرج أن يعيد قراءته في إخراج «العبث».بدورها أكدت تغريد الداود أن النص اقترب من العبث وهي محاولة ومحطة ثانية في الكتابة المسرحية، مقدرة كل الملاحظات من النقاد والإعلاميين.من جهته، تمنى المخرج موسى بهمن الاستماع إلى ملاحظات أكثر للاستفادة منها في التجارب القادمة، مضيفاً «إذا أردنا اكتشاف العبث فعلينا الرجوع إلى كتاب مارتن أسلن».مؤتمر الحمليوأقيم في اليوم نفسه مؤتمر صحافي للفنان محمد الحملي، أداره الصحافي محمد جمعة. واعتبر الحملي أن مسرح الشباب هو المنبع الرئيس لمد الفرق المسرحية الأهلية والخاصة بالكوادر الفنية من ممثلين وكتاب ومخرجين ومصممي ديكور وأزياء وفنيين، مبدياً فخره واعتزازه بالمشاركة في كل دورات «أيام المسرح للشباب» منذ انطلاقته عام 2003.